شفقنا العراق-احتضنت قاعةُ المؤتمرات في مجمّع الشيخ الكليني مساء الأربعاء (12 رجب 1440هـ) الموافق لـ(20 آذار 2019م) افتتاح فعاليّات المؤتمر والمعرض الثاني للمُختَرِعين، الذي عُقد تحت شعار: (كربلاءُ العطاء محطّ رحال العلم والعلماء) والذي يُقيمه مُنتدى المُختَرِعين العراقيّين برعاية العتبة العبّاسية المقدّسة للمدّة من (20/22 آذار الجاري)، وسط حضورٍ علميّ وأكاديميّ كبير.
شهد حفلُ الافتتاح حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي وأمينها العامّ المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) فضلاً عن عددٍ من أعضاء مجلس إدارتها الموقّر، واستُهِلَّ الحفلُ بتلاوةٍ عطرة من آيات الذكر الحكيم أعقبتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، ليليها الاستماع للنشيد الوطنيّ العراقيّ ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء).
جاءت بعد ذلك كلمةُ المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي .
بعدها كانت هناك كلمةٌ لرئيس الجهاز المركزيّ للتقييس والسيطرة النوعيّة ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ محمد زيدان حسين، وبيّن فيها: “نحرص في مثل هذه المؤتمرات أن نخرج بمخرجاتٍ حقيقيّة ونخطو خطوات جادّة في سبيل دعم المخترعين”، مضيفاً: “نشكر القائمين على هذا المؤتمر ونحن في الجهاز المركزيّ للتقييس والسيطرة النوعيّة على أتمّ الاستعداد لتقديم الدعم والعون لكلّ مُختَرِعينا”.
وفي ختام الحفل توجّه الحضور لافتتاح معرض الأعمال الحاصلة على براءة الاختراع المشاركة في المعرض المُقام ضمن الدورة الثانية، وقد تنوّعت هذه الأعمال ضمن المجالات الطبّية والدوائيّة والإنشائيّة والهندسيّة، ومجال الصناعة النوويّة والبتروكيماويّة والأسمدة وكذلك المحاور الأمنيّة.
من جانبه ألقى رئيسُ مُنتدى المُختَرِعين العراقيّين الأستاذ زيدون خلف الساعدي، كلمةً خلال حفل افتتاح فعّاليات المؤتمر والمعرض الثاني للاختراعات، الذي يقيمه منتدى المخترعين العراقيين برعاية العتبةُ العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (كربلاء العطاء محطّ رحال العلم والعلماء) ويستمرّ لثلاثة أيّام.
وجاء في الكلمة:
“في البداية أهنّئكم بمولد مدرّس الرسالة والرقيّ الإمام علي(عليه السلام)، مستلهمين من علومه الفكر والإبداع، إنّه مدعاةُ فخرٍ واعتزاز أن تتبنّى العتبةُ العبّاسية المقدّسة هذا المُلتقى الثاني الذي يحتضن الإبداع والابتكار تحت شعار: (كربلاء العطاء محطّ رحال العلم والعلماء)”.
وأضاف: “هذا المؤتمر يُعدّ التفاتةً طالما تعوّدنا عليها وألفناها من رعاة العلم التربويّ القويم في العتبة المقدّسة، ولا سيّما نحن في الألفيّة الثالثة أضحى البحثُ العلميّ والابتكار بمنزلة محرّك النموّ الاقتصاديّ، والدافع نحو التنمية المستدامة في البلدان المتقدّمة والنامية على حدٍّ سواء، بل أصبح الابتكار ذو الأثر واسعَ النطاق ومؤثّراً في إحداث تغييرٍ في معظم أوجه النشاط البشريّ وأحد أعمدة اقتصاد المعرفة، وسياسات الابتكار ليست عبارة عن وثائق أرشيفيّة يُستدلّ بها للخطابة أو البرامج التعبويّة فسحب، بل أصبحت دليلَ عملٍ ومنهجاً من الاقتصاد الواعد في كافّة أطر الابتكارات الثلاث، سواءً الابتكارات الناشئة من البحث العلميّ، أو الابتكارات في القطّاعات الإنتاجيّة، أو الابتكارات المجتمعيّة”.
موضّحاً: “اليوم وبعد كلّ ما قام به مُنتدى المُختَرِعين العراقيّين على مدار السنوات الأربع الماضية، ومن خلال المشاركات العديدة في محافل محلّية ودوليّة، صار لزاماً علينا أن نُجيب عن ثلاثة أسئلة واجبة التحقّق.
أوّلاً: ما هو المردودُ التنمويّ المُتحقّق من منظومة البحث والابتكار في العراق؟
ثانياً: أين يقف المُبتَكِرُ العراقيّ من ثورة الإبداع التكنولوجيّ العالميّ؟
ثالثاً: كيف لنا دعم الابتكار وترجمة مخرجاته على أرض الواقع؟”.
مبيّناً: “إنّ مُنتدى المُختَرِعين قدّم لرئيس الوزراء استراتيجيّةً مبسّطة هي: (الاستراتيجيّة الوطنيّة للابتكار)، على مدار أربع سنواتٍ ودعائمها محوران:
الأوّل: انطلاقاً من عراقة قانون براءات الاختراع بالعدد 31 في عام 1930م وما تلاه، من انضمام العراق إلى بلدان المنظّمة العالميّة للمِلْكيّة الفكريّة، واتّفاقية باريس عام 1976م.
الثاني: المشاركات الوطنيّة في المحافل الدوليّة التي حصل فيها المُبتَكِرون العراقيّون على الكؤوس الذهبيّة والمداليّات المقدّمة في كلٍّ من: ألمانيا، وكندا، ورومانيا، وبولندا، وتركيا، وإيران، ومصر، والكويت، وكان جميع ذلك وفق معايير التحكيم الدوليّة.
وهذا يحتّم علينا أن نضع نصبَ أعينِنا السُّبل اللّازمة للدّعم والإنضاج، وأن نتجاوز النهايات المجهولة ووأد الابتكار في مهده من خلال ترجمة هذه الأعمال إلى واقعٍ عمليّ مثمرٍ وملموس”.
واختتم الساعدي: “نشكر كلّ الشكر الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة لما أغدقت علينا، ولاستضافتها الثانية لهذه الشريحة النابغة، والشكر لكلّ من اهتمّ في تحقيق وتمحيص الثمانين اختراعاً في المجالات الطبّية والدوائيّة والإنشائيّة والهندسيّة، ومجال الصناعة النوويّة والبتروكيماويّة والأسمدة وكذلك المحاور الأمنيّة، ونحن نسعى لترجمة ما يتمّ عرضُه في هذا المؤتمر إلى خطواتٍ عمليّة خدمةً لبلدنا العزيز”.
النهایة