خاص شفقنا-برر منفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ، جريمته الوحشية، بأنها جاءت لوقف “الغزاة” (المهاجرين)، وكذلك جاءت ردا على جريمة ستوكهولم التي نفذها أحد مؤيدي داعش في نيسان عام 2017، وذهب ضحيتها اربعة اشخاص.
بعض السياسيين والصحفيين والاعلاميين ورجال الدين وبعض النشطاء، في الغرب والبلدان الاسلامية، رغم أنهم نددوا بشكل باهت المجزرة، إلا أن تنديدهم استبطن شيئا من الأعذار للمجرم الذي اشاروا الى انه، وقع تحت تأثير الجرائم التي نفذها “الدواعش” والتكفيريون في الغرب، وكذلك وقع تحت تأثير الهجرة المتزايدة للمسلمين الى الغرب.
اذا اردنا أن نحكم بموضوعية على تبريرات المجرم وكذلك تبريرات هذا البعض، يمكننا ان نقول انها تبريرات واهية ،لن تغطي على العنصرية المتوحشة القائمة على خرافة التفوق القومي لسفاح المسجدين.
الغرب وعلى رأسه أمريكا هو السبب الاول والاخير وراء الهجرة من البلدان الإسلامية الى الغرب، وأسباب ذلك كثيرة ومنها:
-وجود الأنظمة الديكتاتورية والمستبدة والفاسدة في العالمين العربي والإسلامي، وهي أنظمة، تم تأسيس أغلبها من قبل الغرب المستعمر، لحماية مصالحه غير المشروعة.
-العديد من هذه الانظمة المستبدة والدكتاتورية، وباعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي إعتبره منفذ مجزرة المسجدين، الأب الروحي له، ما كان لها ان تبقى في الحكم لاسبوعين لولا الدعم الأمريكي لها.
-الحروب والنزاعات والصراعات والفتن التي اثارتها وتثيرها الانظمة الغربية وفي مقدمتها امريكا ، في البلدان الإسلامية، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار الكيان الصهيوني، كما حدث ويحدث في فلسطين ولبنان وأفغانستان والجزائر والصومال والعراق وليبيا وسوريا واليمن.
-محاولات الغرب للإبقاء على البلدان الإسلامية في تخلف دائم بهدف تحويل مجتمعاتها إلى مجتمعات استهلاكية، عبر ضرب أي محاولة للتحرر من الهيمنة والتبعية للغرب، وما عداء الغرب وعلى رأسه أمريكا والصهيونية العالمية للجمهورية الاسلامية في ايرن على مدى الأربعين عاما الماضية، إلا نموذجا صارخا لهذه المحاولات الغربية.
أما تبرير سفاح المسجدين لجريمته، بوقوعه تحت تاثير جريمة ستوكهولم، فهو تبرير في غاية الوهن، فإذا كانت “داعش” قتلت أربعة من المواطنين الغربيين في السويد، وآخرين في مدن غربية أخرى، فإن “داعش” هذه قتلت وسبت وشردت الملايين من المسلمين في منطقة الشرق الأوسط.
الجماعات التكفيرية بدءا بالقاعدة وانتهاء بـ”داعش”، هي صناعة غربية عربية رجعية صهيونية مشتركة، وبشهادة المسؤولين الغربيين وعلى راسهم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، فالغرب ومن يدور في فلكه، مازال يعمل على اطالة عمر “داعش”، عبر مهاجمة كل الدول والقوى التي تصدت ومازالت تتصدي بجدية لخطر “داعش”، مثل ايران وحزب الله والجيش السوري والقوى الرديفة والحشد الشعبي.
عندما تقوم الأنظمة العربية والإسلامية القائمة على دعم الغرب، بتقطيع أوصال مواطنيها وتلقي بها في الافران واحواض التيزاب، وعندما يذبح الاطفال في ظل تلك الأنظمة، بقطع الزجاج من الوريد الى الوريد في وضح النهار وأمام الناس، وعندما يُكفر العالم كله على منابرها كل يوم، وعندما تفرّخ مدارسها الدينية السفاحين والمهووسين، فإن مسؤولية كل ذلك تقع على عاتق الغرب، كما تقع على عاتقه مسؤولية ظهور شخصيات مثل ترامب الذي لا يفتح فمه الا ليزرع الكراهية والضغائن ضد المسلمين في الغرب، ومثل السفاح هاريسون تارانت الذي يذبح في وضح النهار وعلى مدى نصف ساعة وعلى الهواء مباشرة خمسين إنسانا بريئا، دون أن يعترضه أحد، فالجميع خرجوا من رحم واحد هو رحم الغرب.
ماجد حاتمي