خاص شفقنا- بيروت-نظم معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية حلقة بحثية تخصصية حول مناهج البحث عند مفكري الإسلام المعاصر والتي حاضر فيها نخبة من الأساتذة والباحثين. الحلقة البحثية الأولى استضافها مجمع الإمام المجتبى “ع” في بيروت، تناولت المنهجية البحثية التي اعتمدها كل من الشيخ مرتضى مطهري والشيخ مصباح اليزدي، وحاضر فيها الشيخ محمد زراقط والسيد علي الموسوي.
الشيخ زراقط أشار في معرض حديثه عن الشيخ مطهري أنه لم يمتلك منهجا واحدا في قراءة علم الكلام، واعتبر ان وظيفة هذا العلم الأساسية تكمن في الدفاع عن المعتقدات الدينية.
الشهيد مطهري أعطى مساحة هامة للإنسان في علم الكلام
ولفت زراقط إلى أن الشهيد مطهري أعطى مساحة هامة للإنسان في علم الكلام حيث نجد أن العناوين ذات الطابع الإنساني واسعة لديه لأنه يعتقد أن علم الكلام دائرته أوسع مما وصل الينا وينبغي توسعته الى كل القضايا النظرية، خصوصا أنه قل ما نجد متكلمين سابقا في هذا العلم قد تعرضوا لقضية إنسانية لأن الإنسان كإنسان لم يكن هما من اهتمامات هذا العلم.
وأكد زراقط أن الشيخ مطهري تميز بجرأته وتجديده من خلال الأفكار التي طرحها والتي أشار من خلالها إلى أن العقائد التي نحملها تحتاج الى تصحيح واعادة نظر، وأضاف أنه تميز بانفتاحه على التجارب الفكرية الأخرى والمواضيع المطروحة من قبل الفلاسفة والمنظرين دون التأثر بها، إضافة إلى اعتماده أسلوب البحث الجذري في البحث العقائدي في علم الكلام إلى جانب براعته في الفكر استخدام الفكر الدفاعي والذي قال عنه :”انا منذ أمسكت بالقلم منذ 20 سنة لم اكتب شيئا لأنني أود ان أكتب بل دائما كنت انظر الى الشبهات التي ترد واحاول ان اعالجها”.
الشيخ اليزدي لا ينظر الى الفلسفة كعلم يتعلق به الهوى لذاته
من جهته قال السيد الموسوي في إطار حديثه عن الشيخ مصباح اليزدي: “لو اردت ان اختصر بعبارة موجزة منهج العلامة اليزدي في قراءة الإسلام لصحّ لي القول بأنه منهج القراءة المتعددة الزواية، فاليزدي فيلسوف قرأ الإسلام من زاوية الفلسفة ومطلع في العرفان النظري رمى ببصره في الزاوية النظرية من الرقي المعوي ومفسر أشرف على الإسلام على ضوء آيات كتاب الله وباحث في علم الاجتماع أمعن في دراسة الإسلام كظاهرة اجتماعية، كما قدم الدين في بعده الأخلاقي من خلال شروحاته على المناجات والادعية ولا انسى عمله على بناء نظرية المعرفة اولا والتي هي أساس منهجي لكل قارئ يريد ان يقدم قراءته للدين والتي امتازت عن أقرانه بحسه النقدي”.
وأشار إلى أن منهج القراءة الفلسفية للدين عند الشيخ اليزدي تنطلق من أنه لا ينظر الى الفلسفة كعلم يتعلق به الهوى لذاته، بل يؤاخذ في طيات “كتابه المنهج الجديد في تعديل الفلسفة” على من يسميهم المتحمسين الذين وجدوا أنفسهم في موقف الدفاع أمام المخالفين للفلسفة بحالة من الجزم والتعصب وكأنهم مكلفون بتبرير جميع آراء الفلاسفة ، مضيفا أنه يبدي اهتماما خاصا بضرورة معرفة الدارس للفلسفة للهدف من تعلمها وبيان اي فراغ يملؤه هذا التعلم وسد اي حاجة ، لانه يقول ان الفلسفة الإلهية تعرفنا على الله سبحانه وتعالى وعلى صفات الجمال و الجلال التي يتميز بها وتهيئ الأرضية للاتصال بمنبع العلم والقدرة والجمال اللانهائي.
النهایة