خاص شفقنا- كل ما قيل عن البلطجة السياسة الامريكية ، القائمة على النهب والسلب والعدوان والتدخل السافر في شؤون دول العالم ، تتجسد اليوم وبشكل واضح فاضح ، في التدخل الوقح في شؤون فنزويلا ، ومحاولة تغيير النظام هناك عبر استخدام اساليب تأنفها حتى عصابات المافيا.
اليوم يشهد العالم اجمع وفي وضح النهار، جريمة كبرى تنفذها عصابة ترامب ، بحق الشعب الفنزويلي ، انتقاما منه على تجاهله لدميتها الرخيصة خوان غوايدو ، والتفافه حول الرئيس الشرعي نيكلاس مادورو ، ورفضه للتنازل عن سيادته ومصالحه امام البلطجة الامريكية.
بعد فشلها في تسويق عميلها غوايدو ، وفشل كل محاولتها لايجاد انشقاق ي الجيش الفنزويلي ، وفشل الحصار الاقتصادي الظالم الذي تفرضه على الشعب الفنزويلي ، لم تجد امريكا من سبيل آخر امامها لاركاع الشعب الفنزويلي ، الا عبر تنفيذ مخطط اجرامي وحشي تمثل في قطع الكهرباء والماء عن فنزويلا بأسرها ، ليكون الورقة الاخيرة الذي تلعبه لتغيير النظام هناك ، قبل استتخدام القوة العسكرية والعدوان المباشر على فنزويلا.
قطع التيار الكهربائي عن فنزويلا نجم عن هجمات الكترونية نفذتها امريكا على محطة سيمون بوليفار الكهرومائية التي تغذي البلاد بالكهرباء ، الامر الذي دفع الرئيس الفنزويلي مادورو الى امهال ما بقي من الدبلوماسيين الامريكيين في كاراكاس مهلة ثلاثة ايام للمغادرة ، واصفا معركة تحرير منظومة الكهرباء الوطنية بالقاسية والمتواصلة.
انقطاع الكهرباء الذي استمر ستة ايام تسبب في وقف العمل في محطات توزيع الماء ، والمستشفيات والجامعات والمصانع ومترو الأنفاق والاتصالات والإنترنت ، كما فسدت كميات كبيرة من الاغذية.
ان جريمة قطع الكهرباء جاءت بعد عودة غوايدو من جولة في بعض دول امريكا اللاتينية ، الى فنزويلا ، وهي العودة التي عولت عليها امريكا لاحداث فوضى في المجتمع الفنزيلي ، الا انها فشلت ، كما فشلت جولة غوايدو ، التي حاول من خلالها استجداء تدخل خارجي تقوده امريكا لتغيير النظام الشرعي في فنزويلا بالقوة.
تطور الاحداث في فنزويلا ، يؤكد ان الهالة التي رسمتها امريكا لدميتها غوايدو اخذت بالافول ، وفقدت بريقها ، حتى لدى من غررت بهم من ابناء فنزويلا ، الامر الذي لم يدع امام امريكا من خيار، الا خيار التدخل العسكري الامريكي المباشر ، وهو خيار اعاد للاذهان الغزو الامريكي الفاشل لكوبا عام 1961 ، عندما جندت واشنطن مرتزقة كوبيين ليشنوا هجوما على خليج الخنازير لتغيير نظام فيدل كاسترو.
اذا كانت امريكا فشلت عام 1961 في تغيير النظام في كوبا ، بالرغم من امريكا اللاتينية كانت حينها بمثابة الحديقة الخلفية لها ، فانها ستمنى اليوم بفشل اكبر واقسى لو تجرأت ونفذت ما يدور في عقول متطرفي البيت الابيض من امثال ترامب وبولتون وبومبيو ، واسباب ذلك واضحة ، فلا امريكا اللاتينية بقيت حديقة خلفية لامريكا ، ولا شعوبها غائبة عما تدبره امريكا من مكائد ضدها لسرقة ثرواتها وربط دولها بعجلة المصالح الامريكية ، وتحويلها الى مجرد دول تسبح بالفلك الامريكي.
النهایة