خاص شفقنا- بيروت-تحظى اللغات بثقل استراتيجي هام في حياة البشر والكوكب بوصفها من المقومات الجوهرية للهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية. مع ذلك، فهي تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليا. وحين تضمحل اللغات يخبو كذلك ألق التنوع الثقافي وتبهت ألوانه الزاهية. ويؤدي ذلك أيضا إلى ضياع الفرص والتقاليد والذاكرة والأنماط الفريدة في التفكير والتعبير، أي الموارد الثمينة لتأمين مستقبل أفضل.
وفي هذا السياق، وفي أجواء “يوم اللغة الأم العالمي” إفتتح “النادي الثقافي العربي” المعرض الفردي الأوّل للخطاط رياض جبري بعنوان “لغتي هويتي”، في قاعة النادي في الحمرا، والذي ضم عدداً من اللوحات التي احتفت بالخط العربي الذي يحبّه جبري كونه “أكثر ليونة وانسيابيّة من الأجنبي”.
وفي حديث خاص لـ “شفقنا” أشار جبري إلى أن المعرض هو عبارة عن حرفيات ولوحات تعّرف باللغة العربية والخط العربي، لافتا إلى أنه حاول من خلال اللوحات التي يعرضها التغيير بأشكال الخط وأنواعه مستفيدا من الألوان التي تعطي رونقا وجمالية إضافية، مؤكدا أن الحرف حين ينقش على اللوحة يعيطها الروح بشكل مباشر وهذا هو سر هذا النوع من الرسم.
وأضاف جبري أنه يلمس الكثير من التفاعل مع رسوماته، مؤكدا أن الحرف العربي هو رسالة يوجهها الفنان بناءً على ما يريد إيصاله من أفكار إلى المتلقين.
وحول صعوبة فهم اللوحات من قبل الكثير من الناس يقول جبري “إن قوة الخط العربي تكمن في التراكيب فهو فن تركيبي وليس تجريدي، ولكننا نحاول بإستمرار الاضاءة على انواع الخطوط لكي يستطيع جميع الناس فهم اللوحات”.
يذكر أن ما لا يقل من 43 في المائة من اللغات المحكية حاليا في العالم والبالغ عددها 6000 لغة معرضة للاندثار.أما اللغات التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم والملك العام فلا يزيد عددها عن بضع مئات، ويقل المستخدم منها في العالم الرقمي عن مئة لغة.
ويُحتفل بهذا اليوم الدولي سنويا في 21 شباط من أجل تعزيز التعدد اللغوي والثقافي.
البوم الصور