شفقنا العراق-ممثل المرجعية الدينية العليا يحذر من مخاطر غياب سلطة القانون في العراق ويقول إنه “من غير الصحيح لأي شخصية دينية أو مسؤولة أن تخالف القانون”، وفيما انتقد عدم استشعار البعض للمسؤولية، أكد إن المشاكل لها حلول لكنها تحتاج إلى نهضة من الجميع”.
وقال السيد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف “عندما نحمل المسؤولية للجميع لا يعفى أحد منها وعندما نستشعر هذه المسؤولية سنبدأ بالبحث عن الحقيقة ولكن بل البعض منا لا يستشعر حتى المشكلة وهذا أخطر واذا لم نستشعر بالاثنين فان الحل يبقى بلا قائم به ويبقى مركونا وينتظر من يسعى له”.
وأضاف “نؤمن إن بعض القضايا تحتاج إلى تكاتف مستمر ولا نريد ذكر المشكلة بحدها بل للتشخيص والبدء بحلها ونحتاج إلى أكثر مما ذكرنا بلا شك أو ريب ولابد أن يكون هناك حالة من الجو العام لحل هذه المشاكل”.
وتساءل السيد الصافي بالقول “هل توجد حلول لبعض مشاكلنا؟ نعم توجد ولكل مشكلة حل وهناك حلول تحتاج إلى نهضة من الجميع، فعندما تتفشى قضية وتزحف إلينا وتضرب بمجتمعنا بقسوة والاستسلام لها فنحن سندفع الثمن وللأسف هذه المشاكل بدأت تضرب الأسرة والشارع والسوق وبدأت تفتت هذا البناء الذي تسعى له جميع المجتمعات البشرية”.
وأكد ان “مشاكل بدأت تفتت الوجود الأسري والتعليمي المقدس وحرمة التعليم بدأت تفقد بعض الآثار، والجو العام بدأ لا يرعى كبيرا وصغيرا ومسائل يجب أن لا تظهر الى الشارع وبدأنا بحالة الفوضى وهي لا تنتهي إلى تقنين وتحتاج الى جهد”.
ونوه ممثل المرجعية العليا إلى أن “الوعي والإدراك يحتاج الى إيمان وليس كل من يدعي الوعي انه يمتلكه بل الوعي هو إدراك الظرف الذي نعيشه وإدراك خطورة بعض الأشياء وحجم التداعيات الاجتماعية وهي لا ترتبط بشهادة جامعية، والإدراك هو أن نفهم المشاكل الاجتماعية قبل أن تنفتح بشكل مرعب”.
وتابع إن “الجانب الثقافي ليس جزءاً من المشكلة وأحيانا تكون الثقافة جزءاً من المشكلة وهناك مسائل فيها خطر والمجتمع مكون لابد أن يحرص الجميع عليه”.
وشدد السيد الصافي “لابد من وجود رادع لأي فوضى فالإبن لا يجرأ التكلم مع أبيه كلاماً سيئا ويجب حفظ المقامات الأخرى وتارة تكون هناك رادعية دينية أو قانونية أو عرفية أو أخلاقية”.
وقال “هناك مصطلحات يعبر عنها بالآداب العامة والسلوك وتكون بعض السلوكيات لها زمان ولها مكان وتجريد هذه السلوكات من هذين العاملين فتتحول الى فوضى وللإنسان حرية تختلف باختلاف الزمان والمكان”.
وأوضح ان “الرادعية تارة تكون دينية ويعرف الإنسان ما له من حقوق ويعرف ما عليه من واجبات وهو لا يمكن أن يخالف معتقده الديني وهذه من أفضل وأقوى الرادعية للإنسان فدينه لا يسمح التجاوز على الجار أو يتصرف بفعل فيه شائبة”.
وأضاف “هناك رادعية قانونية وعرفية ونتحدث عن واقعنا التاريخي هل يستطيع أحد أن يقول أننا لسنا أهل دين وأهل عرف، إذن ما الذي حصل؟! إنسان يتخلى عن دينه ويضرب القانون عرض الحائط ويستهين بالعرف فماذا تكون النتيجة؟ النتيجة هي ضياع وفوضى، والقانون عندما يغيب تبدأ الفوضى”.
وأكد السيد الصافي ان “من غير الصحيح لأي شخصية دينية أو مسؤولة أن تخالف القانون ولابد من حاضنة لمنع تدهور المجتمع وهناك شواهد كثيرة على ذلك لكنها غير مناسبة”.
كما شدد على “التماسك وأن نرجع إلى القيم ولا يوجد لنا حل إلا بالرجوع للقيم الدينية والقانونية والعرفية بمقدار لا تتعارض معها وأما التخلي عنها فإن نتائجها بمنتهى الخطورة والآن النتائج قائمة فسلطة القانون غائبة ووفدت أشياء في منتهى الغرابة وعلى الجميع تحمل المسؤولية في التصدي لها”.
النهایة