شفقنا العراق-ماذا يعني ان يتحدث كاتب ومحلل أمريكي معتد به كستيفن ليندمان ، ويقول ، ان “هناك أدلة دامغة تثبت أن واشنطن تستخدم عصابات داعش والجماعات الإرهابية الأخرى كجنود ، وأن الحرب الأمريكية على الإرهاب ما هي إلا خدعة كاملة تغزي شرارتها وسائل الإعلام.
واضاف في مقال له نشر قبل سنتين في مركز الأبحاث الكندى “جلوبال سيرش”، أن “قادة وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاكون” يساعدون مسلحي ” داعش” بدلا من قتالهم والقضاء عليهم، وأن القوات العراقية استولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأخرى الموردة لـ “داعش”، ومن بينها صواريخ مضادة للدبابات والمدرعات، بالإضافة إلى صواريخ تُحمل على الأكتاف وأنظمة دفاع أرض -جو قادرة على إسقاط الطائرات فضلا عن طائرات تطير على مستويات منخفضة.
وتساءل ليندمان: لماذا يصر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على الاستمرار في دعم خطة واشنطن لتدمير بلاده عبر استخدامها إرهابيي داعش في تحويل العراق إلى بلقان جديدة وتمزيقها إلى دويلات كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط؟
وفي حادثة سابقة اخرى ، استطاعت القوات العراقية من اسقاط طائرتين بريطانيتين محملتين بالأسلحة لعصابات داعش الارهابية في محافظة الأنبار.
وقال رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب السابق حاكم الزاملي ، أن “بغداد تتلقى تقارير يومية عن الأسلحة والذخائر التي توصلها طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في حين يؤكد ، خلف الطرموز رئيس مجلس محافظة الأنبار السابق ، انه “يتم تزويد داعش بأسلحة أمريكية وأوروبية وإسرائيلية على نحو دوري. وعلاوة على ذلك، قدم شهود عيان أدلة على اكتشافهم أموال تُقدم إلى داعش أيضا.
هذه الامور كلها ليست غريبة على العراق الذي يملك ادلة اخرى اكبر واعظم من هذه الادلة، ويملك شواهد اكثر وضوحا ، بل ان الحشد الشعبي العراقي يرصد يوميا من اول لحظة لدخول داعش الى العراق الى يومنا هذا، ادلة تؤكد ارتباط العصابات الارهابية بامريكا. وهي توضح سبب الاصرار الامريكي على محاولة مسح الارض من سوريا الى العراق ومن ثم الاستقرار فيه !
نعم هذا المنطلقات الامريكية المكشوفة، الغرض منها تسليط سيف جديد على رقاب العراقيين، وهو نفس السيف الذي ذبحت فيه محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ، قبل ان يقوم الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية بكامل صنوفها من انتزاعها من الفك الامريكي واعادتها الى ربوع الوطن .
ان الخطة الامريكية المقبلة هي اخطر من التي سبقتها ، لانه اذا كانت عملية احتلال الموصل في حزيران عام 2014 تمت بصورة سريعة وعلى غفلة من الاجهزة الامنية، فاليوم تحاول امريكا تنفيذ الجزء المهم من هذه الخطة وهي تحقيق غايتها بالاستقرار بالعراق وضرب كل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط بحجة محاربة الارهاب الذي هو من صنيعتها .
ان هناك يقينا لا يقبل الشك بان العراق فيه جيش داعشي جرار (نائم)، ينتظر ان توقظه امريكا ليعيث بالارض فسادا، من خلال العمل على كافة الاتجاهات ان كانت سياسية او امنية، وهذه الحقيقة تعرفها الاجهزة الامنية العراقية، ويعرفها الحشد الشعبي البطل، الذي يعمل كما ينبغي ويقوم بقطع اي طريق من الممكن ان تنفذ منه امريكا واجندتها الخبيثة في العراق .
نعم .. لابد من الاعتراف ان الامور في غاية الخطورة ، وتتطلب تظافر الجهود الوطنية مع الجهود الجهادية التي حملها ابطال المقاومة الاسلامية البطلة والقوات المسلحة، وان الحرب ما زالت قائمة لان امريكا ما زالت تمسك ببعض خيوطها وتحاول اعادة الخيوط التي قطعها ابطال الحشد الشعبي والقوات المسلحة، لذا فان المحور الرئيس في هذه المعادلة ليس هم الدواعش، انما الامريكان الذين يحركون داعش ، ما يتطلب قطع رأس الافعى قبل الانشغال بذيلها ، وقطع رأسها لا يتم الا بتثبيت الارادة العراقية التي تمثل وجهة الشعب العراقي باصدار قانون يمنع التواجد الاجنبي في العراق ، وحينها سوف لن تجد امريكا اي حجة يمكن ان ترتكز عليها بالبقاء في العراق.
اللهم يمكن ان تجد امريكا حجة واحدة فقط، وهي البقاء رغم انف الجميع بحجة محاربة الارهاب، وحينها سوف تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع فصائل المقاومة العراقية التي تعتبرها قوات احتلال، وهذا ما لا تريده امريكا بطبيعة الحال، لانها تعي جيدا بان مواجهة قوى المقاومة، هي مواجهة لكل الشعب العراقي، ومن يواجه الشعب العراقي يعني انه يخسر كل شيء .
محمود المفرجي الحسيني
————————-
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————-