شفقنا العراق- ان تداعيات مرحلة ما بعد عصابات داعش الارهابي، المتعلقة بالمنطلقات الامريكية الصهيونية المريبة، والانسحاب المزعوم من سوريا نحو العراق، اغرقت المنطقة باجواء مليئة بالتوجس من اجندة امريكية جديدة مقبلة
وما يزيد من هذا التوجس، هو الضخ الاعلامي الكبير ضد فصائل المقاومة في المنطقة ، وخاصة الحشد الشعبي الذي ما زال يتعرض لاستهدافات ومحاولات لتسقيطه من خلال الانباء الكاذبة التي تبنتها وسائل اعلام عربية كبيرة وتملك امكانيات مهولة .
ويجب ان لا ننكر وان نعترف بان وسائل الاعلام المعادية نجحت الى حد ما ، من تحقيق ما تريد من خلال قدرتها ونجاحها بلفت نظر العالم نحو فصائل المقاومة ومنها الحشد الشعبي، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ضعف الاعلام الوطني في مواجهة هذه الهجمات الكبيرة ضد فصائل المقاومة.
لكن اذا كان الاعلام المعادي قد نجح بلفت نظر العالم نحو فصائل المقاومة، الا انه فشل في مواجهة الاعلام الوطني الذي اجاد بمواجهة الاشاعات التي بثتها الدوائر الغربية الامريكية – الصهيونية بشأن التحركات الامريكية في داخل العراق .
بل ان الاعلام الوطني استطاع وبنجاح كبير ان يدفع القوات الامريكية الى التردد بالاستقرار بالعراق، بعد ان حمل الاعلام الوطني على عاتقه مواجهة اي نية للقوات الامريكية بالاستقرار بالعراق، واستطاع ان يجبر الادارة الامريكية الى التفكير الف مرة قبل ان يقوم بخطوة الانسحاب وان يستقر بالعراق كما اعلن ذلك الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وفعلا ان اعلان الادارة الامريكية بتأجيل الانسحاب لستة اشهر، كان جزءا كبيرا بفضله هو الاعلام الوطني، الذي حمل وجهة نظر عراقية خالصة بان وجود هذه القوات في العراق كوجودها في محرقة لا يمكن ان تسلم منها ومن نيران قوى المقاومة التي بالتأكيد ستتعامل معها على انها قوات احتلال .
اما بشأن الاقاويل التي تبناها السذج بعدم قدرة فصائل المقاومة ، او اي قوى اخرى بمواجهة القوات الامريكية، فهذه ناتجة من هشاشة عقلية وقراءة خاطئة لحقيقة الاوضاع وحقيقة موازين القوى الجديدة في المنطقة، فاذا كانت امريكا هي اكبر قوة عسكرية في العالم، الا انها لا يعني ان تكون قوتها هذه مناسبة في كل وقت وفي اي جغرافي ، لان الجغرافيا العراقية لم تعد مناسبة لها بالمرة، ولعدة اسباب، منها ان هذه القوات كانت لها تجربة مريرة مع قوى المقاومة العراقية التي اذاقتها الويل اثناء احتلالها للعراق، ومنها ان قوى المقاومة اليوم تطورت وحققت طفرات عظيمة في امكانياتها التسليحية، فضلا عن امكانياتها التي اكتسبتها من مواجهة عصابات داعش الارهابية.
لذا فان وجود القوات الامريكية في العراق، هو مجازفة عظيمة سيؤدي بلا شك خسارة الاجندة الامريكية في المنطقة كليا، وخاصة بان الرأي العراقي السياسي والشعبي متوافق مع الرؤيا الوطنية التي تعتبر قوى المقاومة هي ممثلة للشعب العراقي وان تشكيلها ووجودها القانوني مستمد من سلطة هذا الشعب .
لهذا فان اي حلم يمكن ان يرد على الخونة المتأملين بانهاء الحشد الشعبي وقوى المقاومة، ما هي الا مجرد آمال لا طائل من التفكير بها، وهذه الحقيقة تعيها جيدا الادارة الامريكية وكبريات مراكز الدراسات والتحليل في الولايات المتحدة، منها ما قاله المحلل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فيليب سميث ، بإن “الحشد الشعبي يهدد بالفعل القوات الامريكية، وهو يملك قوات منشورة قرب القائم التي تعد النقطة الساخنة على الخريطة”.
واضاف، ان “الخطر قائم دائمًا ومن الواضح أن الأمريكيين ليست لديهم القوات الكافية للتعامل مع ذلك، اذ ان لدينا فقط بضعة آلاف من الأفراد في المنطقة”.
الى ذلك قال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف ، ان “الحشد يتمتع بتحالفات سياسية قوية بعضها مع من يشغلون مقاعد في البرلمان العراقي، وهم يسعون لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق”.
هذا كله يعبر بشكل قاطع عن الرعب الامريكي من قوات الحشد الشعبي، وفشلها وعدم قدرتها بانهاء وجود وجوده من العراق، وهذا الامر يزيد من نقمة الشعب العراقي على القوات الامريكية ووجودها في العراق، وذلك لان هذا الشعب لا يعتبر الحشد بانه ظاهرة اتت بوقت معين لدور معين، انما تعتبره املا جديدا للامة وترسانة قوية جديرة بالاعتماد عليها لصد الاخطار والمؤامرات على الوطن.
محمود المفرجي الحسيني
————————-
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————-