شفقنا العراق-ضمن سلسلة النشاطات والفعّاليات القرآنيّة التي دأب على إقامتها وتنظيمها معهدُ القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة هو إقامته للدورات القرآنيّة بمختلف تخصّصاتها، وما دورة نور الزهراء(عليه السلام) التحقيقيّة لتلاوة القرآن المبين التي أقامها فرعُ المعهد في محافظة بغداد إلّا واحدةٌ من بين هذه الدورات، التي كان مسك ختامها في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) عبر محفل قرآنيّ وبحضور الطلبة المتخرّجين الذين فاق عددهم الـ(60) طالباً مُتقِناً للقرآن الكريم.
المحفلُ القرآنيّ الذي أُقيم تزامناً مع ذكرى شهادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) افتتح بتلاوةٍ مباركة من آيات كتاب الله المجيد تلاها قارئ العتبة العبّاسية المقدّسة عمار الحلّي، أعقبه بتلاوةٍ مباركة أحدُ طلبة الدورة القارئ الشيخ عباس الأزيرجاوي.
مسؤولُ فرع المعهد القرآنيّ في العاصمة بغداد الأستاذ نبيل الساعدي بيّن من جانبه قائلاً: “إنّ هذه الدورة المباركة قد تخرّج منها أكثر من (60) قارئاً مُتقِناً للقرآن الكريم من خلال دروسٍ مكثّفة على يد أساتذةٍ أكفاء، واستمرّت لأكثر من ستّة أشهر متتالية، ونحن اليوم بصدد تخريج طلبة هذه الدورة الذين نحتفي بهم في صحن المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تزامناً مع استشهاد الصدّيقة الزهراء(عليها السلام)، وقد ارتأينا أن يكون تخرجهم في يوم شهادتها لأنّ هذه الدورة موسومة باسمها (عليها السلام)”.
وفي ختام الحفل تمّ توزيع الشهادات التقديريّة من قبل مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي على الطلبة المشاركين في الدورة.
من جانبهم بيّن المشتركون أنّهم تلقّوا الكثير من المعلومات القيّمة خلال هذه الدورة، وتقدّموا بالشكر والثناء لكلّ القائمين على هذه الدورة من المعهد المبارك والعتبة المقدّسة لإتاحة الفرصة لهم من أجل تعلّم القرآن الكريم خلال خدمتهم، وعلى ما بذلوه من مجهودٍ كبيرٍ في تعليمهم.
يُذكر أنّ معهد القرآن بالإضافة إلى هذه الدورة فإنّه يُقيم العديد من الأمسيات القرآنيّة ويعمل على الاهتمام بالطاقات القرآنيّة للموهوبين من الأطفال والناشئة والشباب، والعمل على تنمية تلك الطاقات في الحفظ والتلاوة والتفسير وتقديم كافة التسهيلات لها، والتعاون مع المؤسّسات القرآنيّة الأخرى لتبادل الخبرات، والمشاركة في المسابقات والمهرجانات الداخليّة والخارجيّة منها، وإعداد المبلِّغين في مجال القرآن من خلال فتح دورات تأهيل وإعداد معلّمي القرآن الكريم.
اما من التجارب التي أثبتت نجاحها وآتت أُكلها هي ما عمد اليه قسمُ الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة باتّباع طريقة التعلّم عن بُعد، وذلك من خلال معهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة للرجال وجامعة أمّ البنين(عليها السلام) النسويّة، ولأجل الرقيّ بهذه التجربة ومواصلتها لما يواكب التطوّر العلميّ والتكنولوجيّ وتقنيّة المعلومات، تمّ تنظيمُ ندوةٍ حواريّة لمعلّمي ومتعلّمي هاتين المؤسّستين ومناقشة واقع التعليم الإلكترونيّ، ووضع الحلول المناسبة لبعض المشاكل التي يُعاني منها الطلبة.
وعن هذه الندوة تحدّث الينا مسؤولُ معهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) الشيخ حسين الترابي قائلاً: “تجربة التعلّم عن بُعد هي واحدةٌ من التجارب الرائدة التي رعاها قسمُ الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ولضمان ديمومتها ونجاحها قمنا بعقد ندوةٍ حواريّة في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) شارك فيها عددٌ من الطلبة المنتمين لمعهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدّراسات الحوزويّة وجامعة أمّ البنين(عليها السلام) النسويّة لإعداد المبلّغات، وبواقع (100) طالب من محافظة كربلاء المقدّسة وضمن محورها الأول الذي يضم كذلك محافظتي النجف الأشرف وبغداد على أن تتمّ استضافة أعدادٍ أخرى من محافظات وتبعا لكل محور”.
مضيفاً: “تمّ طرح جملةٍ من الأمور التي تتعلّق بالمعلّم والمتعلّم والمشاكل وإيجاد الحلول لها، فضلاً عن طرح جملةٍ من المقترحات وبما يضمن تقديم نموذجٍ لهذا النوع من التدريس، كذلك تمّ طرح أسئلة وأجوبة مع الطلبة وشرح آليّة العمل في المعهد والجامعة وآليّة تقديم التسهيلات والتعامل مع الطلبة، فضلاً عن تقديم شرحٍ مفصّل عن كيفيّة الإدارة الإلكترونيّة للمواقع التابعة”.
وأكّدنا خلال الندوة على: “التطبيق العلميّ والعمليّ لطالب العلم وأثره على النفس والأسرة والوظيفة، بالإضافة الى التبليغ الإلكترونيّ والتبليغ الحضوريّ على مستوى الأسرة أو الوظيفيّ لمواكبة التطوّر والاستفادة من العلوم الحديثة”.
النهایة