خاص شفقنا- بيروت-أثارت الدعوة الموجهة من لبنان الى ليبيا للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية التنموية التي ستعقد في دورتها الرابعة في بيروت في العشرين من الجاري، موجة غضب شريحة كبيرة من اللبنانيين لاسيما الطائفة الاسلامية الشيعية، بسبب عدم تعاون السلطات الليبية مع لجنة التحقيق اللبنانية لتحرير الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين خطفتهم السلطات الليبية عام 1978 خلال زيارتهم ليبيا ولم يعرف مصيرهم.
وفي هذا السياق يقول مفتي صور وجبل عامل الشيخ “حسن عبدالله” في حديث لوكالة “شفقنا” أن المساعي اللبنانية لكشف ملابسات قضية الإمام الصدر من خلال لجنة تقصي الحقائق التي توجهت إلى ليبيا اصطدمت بعرقلة من قبل النظام الليبي الذي نعتبره امتداداً لمشروع نظام القذافي، مؤكداً أن المطلوب اليوم من هذا النظام أن يكشف مصير الإمام ورفيقيه.
و اشار المفتي عبدالله الى أن الإمام الصدر استطاع ان يعطي لنفسه بُعداً إسلامياً عاما، كما أعطى لنفسه بُعداً وطنيا، وحرص على مواجهة مساعي التوطين في الجنوب انطلاقاً من تمسكه بأن الجنوب هو جزء أساسي من تركيبة الوطن ولا يمكن الاستغناء عنه.
وأوضح عبدالله “ان وفدا من الجامعة العربية زار الشخصيات والجهات الرسمية اللبنانية، ورحبنا أمامه بالقمة ولكننا أكدنا على عدم قبولنا بأن تشارك ليبيا بأي شكل من أشكال التمثيل، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد أيضاً اعتراضه على هذا الأمر وأبلغ به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”، مشيراً إلى أن المشاركة الليبية في القمة تعد خرقا للسيادة والكرامة اللبنانية.
ردود الفعل في حال مشاركة ليبيا في القمة
” نحن ليس لدينا أي نوايا مبطنة أو جاهزة للتحرك في حال شاركت ليبيا، لكننا نحذر من ردود الفعل الشعبية التي ليس لها طابع تنظيمي وليست مدفوعة من أحد، وشكل الرد مفتوح على مصراعيه ومتروك للناس المحبين للإمام”، هذا ما قاله “عبدالله” حول تداعيات المشاركة المستفزة للوفد الليبي، متمنياً أن لا ينجر التحرك إلى مكان سلبي وأن يظل تحت سقف القانون، مؤكداً أن من سيسعى لمواجهة هذه التحركات عليه أن يتحمل تبعات ذلك، داعيا الدولة اللبنانية وكل من له علاقة بالأمر أن يتريث ويسحب دعوة ليبيا لكي لا يأخذ البلد إلى مكان قد يزيد الأمور تعقيداً في الداخل اللبناني” حسب تعبيره.
المجلس الشيعي بحالة انعقاد دائم
وحول الإجراءات التي قد يتخذها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في حال حضور الوفد الليبي إلى بيروت أكد “عبدالله” أن المجلس في حالة إنعقاد دائم وإذا لم تسحب الدولة اللبنانية الدعوة الموجهة إلى ليبيا والتي “نعتبرها غير موجودة فإننا سنتخذ إجراءات لاحقاً” رافضا الإفصاح عنها ومكتفياً بالقول “منخليها لوقتها”.
وتعليقاً على الخطوات التي قد تتخذ في متابعة قضية الإمام الصدر في حال لم تحضر ليبيا القمة، أكد “عبدالله” أن “قضية الامام مستمرة ولن يهدأ لنا بال حتى عودة الإمام ورفيقيه”، معتبراً أن طبيعة العمل التي تقوم به ليبيا اليوم هو استمرار للحقبة السابقة وطالما انها لم تتعاون حتى الآن في هذه القضية، فإننا نعتبرها حكومة متهمة ومتورطة كما كان النظام الليبي السابق.
وفي ما يخص قضية هنيبعل القذافي فيقول “عبد الله” : ” هناك من يحاول إثارة القضية، وهناك قضاء لبناني نزيه اتخذ إجراءات قضائية بحقه، وعائلة الإمام والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة أمل واللبنانيين متضامنون جميعاً مع هذه الدعوى القضائية لأننا نعتبر “هنيبعل” متورط بتغييب الإمام الصدر”، لافتاً إلى “أننا لسنا الجهة المسؤولة عن إحضاره إلى لبنان ولكن بعد أن أصبح على الأراضي اللبنانية يجب أن يجري عليه حكم القضاء اللبناني”.
حضور سوريا في القمة أمر ضروري
وحول دعوة سوريا لحضور القمة اعتبر “عبدالله” أنه لا يجوز أن نبني مشروع عربي موحد في ظل عدم وجود تضامن عربي، وان إقصاء أي دولة عربية عن الجامعة يسهم بإضعافها، وأضاف: “اليوم سوريا تشكل رأس حربة في مواجهة الإرهاب، ومن الضروري أن تكون حاضرة في هذه القمة وهذه هي وجهة نظرنا التي لا نسعى لفرضها على الجامعة العربية، ولكننا ننصحها بإعادة النظر في قرارها بعزل سوريا لأن تداعيات هذا العزل سيتسبب بخلل كبير في إمكانية استنهاضها، وأشار إلى موقف الرئيس بري الذي أكد عدم حضوره في حال غياب سوريا عن القمة”.
وختم المفتي “عبدالله” بالقول: “اننا على موعد مع الإمام المغيب السيد موسى الصدر ونحن على ثقة تامة بعودته، ونشكر وكالة “شفقنا” التي أتاحت لنا فرصة الكلام عن الإمام الذي يشكل رمزاً وطنياً ومثالاً في الإعتدال على جميع المستويات الإسلامية والعالمية”.
النهاية