شفقنا العراق-أعلن الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الخميس عن التوصل لاتفاق تهدئة في الحديدة وتعز وإدخال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة، وفتح مسارات إنسانية في تعز ونزع الألغام.
وقال أنطونيو غوتيريش أن وفد صنعاء الوطني ووفد الرياض توصلا إلى عدد من الإنجازات فيما يتعلق بالحديدة وتعز دون أن يشمل الاتفاق فتح مطار صنعاء الدولي، معربا عن أمله العمل من أجل المزيد.
وأضاف أن منظمة الأمم المتحدة قررت عقد جولة ثانية من المشاورات في شهر يناير المقبل معربا عن شكره للقيادة في صنعاء ووفدها على المشاركة وجهودها.
وأوضح أمين الأمم المتحدة أن الاتفاقية اليوم التي توصل لها وقد صنعاء ووفد الرياض تعني الكثير للبشرية كلها، وهي نقطة البداية لتحقيق السلام في اليمن.
اخيرا وبعد اربعة أعوام من صمود انصار الله وكذلك اسبوع من المفاوضات المضنية ، استطاعت حركة انصار الله اليمنية ان تفرض على ائتلاف العدوان السعودي والمجتمع الدولي بأن الخيار السياسي هو الحل الوحيد لانهاء الازمة في اليمن .
التحلیل: في حين زعم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بان نتائج مفاوضات السويد هي من ثمار الضغط المستمر الذي فرضه الائتلاف بقيادة بلاده والسعودية على انصار الله خلال الاشهر والاسابيع الماضية لاسيما في الحديدة، الا ان الحقيقة هي انه لا الحرب ضد انصار الله انتهت في غضون ثلاثة اسابيع كما وعد ابن سلمان ولا سقط ميناء الحديدة كما وعدت الامارات . بناء على ما سبق فان الامارات والسعودية اللتان كانتا تسعيان الى التستر على فشلهما في الحرب ضد اليمن بذلتا ما بوسعهما للخروج بشكل يحفظ لهما ماء الوجه من خلال المفاوضات الدبلوماسية، ولذلك فان نتائج مفاوضات السويد هي في الحقيقة تاكيد على أحقية رؤية انصار الله التي شددت دائما على ان الازمة اليمنية لا يمكن حلها سوى في ضوء الحوار السياسي.
– رغم ان مسالة الحديدة وكذلك مطار صنعاء وبالطبع عودة الاستقرار والامن الى تعز كانت مدرجة على جدول اعمال اجتماع السويد، لكن نتائج الاجتماع ركزت على الحديدة باعتبارها صمام الامان ، لكي يتم سريان نتائجها الى المناطق الاخرى في حال نجاحها . بناء على ما تم التوصل اليه وخلافا لما تروج له وسائل الاعلام السعو اماراتية فان على طرفي النزاع ان يسحبا قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة على ان يتم احالة مهمة ادارة شؤونهما للشرطة المحلية التي كانت تتولى هذه المسؤولية قبل عام 2014 . وعلى هذا الاساس ستعود العمليات التجارية الى الحديدة وتذهب الامال التي عقدها ائتلاف العدوان السعواماراتي للسيطرة على هذه المنطقة وكذلك فرض الحصار البحري والجوي والبري على اليمن وبالطبع انصار الله ، ادراج الرياح.
– في الظروف الراهنة فان الاعين شاخصة حيال اداء السعودية والامارات فيما يخص الالتزام بمخرجات الاتفاق الذي تم التوصل اليه في السويد. يجب الا ننسى بان السعودية والامارات بذلتا مع حلفائهما خلال الاشهر الاخيرة ما بوسعهما لاحتلال الحديدة لكي تحضرا الى طاولة المفاوضات ومعها ورقة رابحة ولكن هذا الحلم ايضا باء بالفشل. فلا نستبعد ان يبادر ائتلاف العدوان خلال الايام القادمة ومن اجل التعويض عن هذا الفشل الى اطلاق ذرائع تتهم انصار الله بخرق اتفاق السويد .
من جهته قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية إن مشاورات السويد أثبتت للعالم مدى جدية القيادة السياسية بصنعاء ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في السعي لإنهاء معاناة الشعب اليمني جراء العدوان والحصار منذ 44 شهرا والتي انعكست في جدية الطرح والانفتاح على مناقشة كافة المقترحات والمبادرات والتعاطي معها بجدية.
وأوضح المصدر في تصريح أن مظلومية الشعب اليمني لم تعد خفية على شعوب العالم وحكوماتها.
وأضاف” وما التصريحات الأخيرة لوزير خارجية فنلندا التي وصفت استمرار الحرب على اليمن بالعار على العالم، حيث أوقفت بلاده تصدير الأسلحة والذخائر إلى دول تحالف العدوان السعودي، وكذا ما يجري من مناقشات في الكونجرس والتي تطالب الإدارة الأمريكية بوقف تقديم أي من أشكال الدعم للعدوان، إلا نموذجا من الرسالة الواضحة على فشل العدوان السعودي- الإماراتي في تحقيق أجندته الخفية في اليمن”.
ورحب المصدر بتصريح نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت استعداد بلاده استضافة مراسم التوقيع على اتفاق سلام في اليمن.
وجدد المصدر التأكيد على حرص القيادة السياسية في صنعاء العمل الجاد باتجاه إنهاء معاناة الشعب اليمني جراء تداعيات الكارثة الإنسانية التي أوجدها العدوان العسكري والحصار الشامل، والتعاطي الإيجابي مع مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى اتفاق سياسي سلمي.
ودعا المصدر المسؤول الأطراف المنخرطة في العدوان التعاطي الإيجابي ووضع مصلحة الشعب اليمني ورفع المعاناة عن كاهله فوق أي اعتبار أو مصلحة فردية أو ارتهان لأي قوى أو مصالح أخرى.
النهایة