شفقنا العراق-كثيرةٌ هي المشاريع التي تبنّاها معهد القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة التي تهدف الى تجذير الثقافة القرآنيّة وخلق حراكٍ قرآنيّ عبر فعاليات وأنشطة، ومنها مشروع (منابر النور) الذي هو عبارة عن مشروعٍ منبثقٍ من مركز المشاريع القرآنيّة في المعهد، ويتضمّن إقامة محافل وأمسيات قرآنيّة داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة في العتبات المقدّسة أو المزارات الشريفة أو في الحسينيّات والمساجد، وبمشاركة نخبٍ قرآنيّة من داخل وخارج العراق حسب منهاجٍ وخطّةٍ زمانيّة ومكانيّة مسبقة.
فقد أقام المركزُ وللأسبوع الثالث محفلهُ القرآنيّ في العاصمة بغداد، والذي جاء استجابةً لدعوات المؤسّسات القرآنيّة المختلفة وتفاعل عشّاق القرآن الكريم مع المشروع، حيث أُقيم بالتعاون مع مدرسة أصحاب الكساء لعلوم القرآن التابعة لمؤسّسة الثقل الأكبر في بغداد بحضورٍ غفيرٍ من قبل المؤمنين، وقد صدحت نخبة من القرّاء بأعذب التلاوات، وهم كلٌّ من قارئ العتبة العبّاسية المقدّسة فيصل مطر، والقارئ أحمد الجابري، وموهبي مشروع أمير القرّاء الوطني وطلبة مدرسة أصحاب الكساء القارئَيْن أحمد ميثاق وسجاد حسن.
كما تضمّن المحفل كلمةً لعضو الهيئة الإداريّة في مؤسّسة الثقل الأكبر الدكتور فخري العكيلي أشاد من خلالها بمشاريع معهد القرآن الكريم وما يقدّمه للساحة القرآنيّة، وأكّد على أنّ المعهد هو السبّاق دائماً في نشر الوعي القرآني وإثراء الساحة بمشاريع مختلفة، كما استعرض في كلمته مجموعةً من نشاطات المؤسّسة في مختلف الميادين القرآنيّة.
يُذكر أنّ مشروع (منابر النور) لإحياء المحافل القرآنيّة في محافظاتنا الكريمة هو أحد المشاريع التي تقُام بالتعاون بين مركز المشاريع القرآنيّة في معهد القرآن الكريم ومجموعة من المؤسّسات والدور القرآنيّة.
وضمن نشاطاته الثقافيّة المنوّعة عقد فريقُ (ملتقى القمر الثقافيّ) اجتماعاً فنّياً مع السيّد المدير العام لتربية كربلاء المقدّسة الأستاذ عباس عودة، لمناقشة مفردات الدورات التطويريّة التي ستُقدّم للمدرّسين في المحافظة، للمساهمة في تطوير إمكاناتهم في التصدّي للهجمة الثقافيّة التي تستهدف الشباب واليافعين.
الأستاذ عبّاس عودة مديرُ تربية كربلاء المقدسة بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: “إنّ المخاطر الثقافيّة التي تعصف بالبلاد كبيرة جدّاً، ونحن أمام تحدّياتٍ عظيمة تهدف الى هدم روحيّة الإنسان العراقيّ وإسقاط كلّ قدواته وقيمه الثقافيّة والوطنيّة، ولابُدّ لكلّ الخيّرين أن يتكاتفوا لصدّ هذه الهجمات الممنهجة على أجيالنا، ونحن اليوم في ضيافة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ومع نخبة رائعة من الأساتذة في فريق (ملتقى القمر الثقافيّ)، وكلّنا فخر برؤية هذه الكوادر المحترفة في مجالات متعدّدة وهي تقدّم الخدمة الثقافيّة لأجيال الشباب في العراق، وممّا يزيدنا بهجةً وسروراً هو أن يتوجّه هذا الفريق بالتعاون مع مديريّة تربية كربلاء، لإيمانهم العميق بدور المعلّم والمدرّس في بناء الإنسان، وقد حضر معي اليوم السيد مدير قسم الإشراف الاختصاصي السيد جواد نصر الله والسيد رئيس قسم الإعداد والتدريب الدكتور علي الحميري، لوضع برنامجٍ دقيق تليه عدّة خطوات إن شاء الله”.
الأستاذ علي البدري أحد أعضاء فريق (ملتقى القمر) بيّن لشبكة الكفيل تفاصيل البرنامج قائلاً: “بعد ورود عدّة طلبات من قبل المدرّسين في محافظة كربلاء المقدّسة، للمشاركة في الدورات التي يُقيمها (ملتقى القمر الثقافي) وجّه المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) بخدمة الإخوة المدرّسين في مديرية تربية كربلاء المقدّسة، وتقديم مجموعة من ورش العمل والمحاضرات تتضمّن:
1- إعداد القادة .
2- الحروب الفكريّة والنفسيّة والذكيّة.
3- التعلّم النشط .
4- التفاوض وحلّ النزاعات.
5- المعارف العقليّة.
6- تهذيب النفس .
7- التضليل الإعلامي وصناعة الرأي العام.
وأضاف: “إنّ هذه الورش والمحاضرات ستكون المحطّة الأولى لبناء فريقٍ كبير من الأساتذة القادرين على الدفاع عن الحياض الثقافيّة للعراق، ومساعدة أجيال الشباب لتخطّي هذه المحن الثقافيّة التي تغيّر القناعات وتهدّم القيم وتبني إنساناً لا ينتمي الى وطنه ودينه، أو تغذّي في داخله التطرّف والعدوان ليتقاتل مع أخيه في الوطن والدين، ممّا يُضعف هذا البلد، وقد تمّ الاتّفاق اليوم على آليّة العمل ومواعيده التي ستُعلن قريباً إن شاء الله”.
يُذكر أنّ مشروع (ملتقى القمر الثقافي) هو أحد مشاريع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد أقام العديد من الدورات السابقة التي استهدفت محافظات (ذي قار، بابل، ميسان، والمثنّى) ولاقت نجاحاً باهراً، ويهدف الى تنمية قدرات الشباب وتعزيز الهويّة الوطنيّة والدينيّة وتوجيه طاقاتهم لخدمة المجتمع العراقيّ عموماً، من خلال آليّات عملٍ تربويّة تنسجم مع الأساليب العلميّة الحديثة، وفي اسمه (القمر) هدفٌ لجعل كلّ شابٍّ قمراً في بيئته لينير ما حوله من ظلام، كما أنّه مستمدٌّ من لقب المولى (قمر بني هاشم) أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
النهایة