شفقنا العراق-لربما يتبادر الى ذهن السامع او المتلقي ان الخطبة الثانية ليست موجه الى الحكومة أو السياسيين قاطبة ولكن حقيقة الأمر هي جمعت بين الشعب والحكومة، نعم قد يكون الخطاب ليس مباشرا كما كان سابقا إلا أنه صريح بالمعنى يعني الحكومة ايضا بل وعلى عاتقها المسؤولية الأكبر.
فالحديث عن حسن التخاطب وحسن الرأي هو من صميم واجبات السياسيين وللأسف الشديد من خلال متابعة وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين نجد الحدة والتنافر بينهم بل إن بعض وسائل الإعلام التابعة لجهات معينة تسيء بألفاظها على الآخر وحتى لا تكون صادقة في نقل الخبر او التصريح، نعم الاسرة معنية بذلك اولا لأنها نواة المجتمع.
والحديث عن العشائر وما يصدر عن البعض منها من أحكام ما أنزل الله بها من سلطان فإنها ناتجة عن عدة اسباب اهمها ضعف سلطة القانون فان كانت الدولة تطبق القانون وبالقوة على من يتجاوز على حقوق الآخرين تحت اي مسمى فان هذه الظاهرة (الجلوة والفصل والنهوة) تأخذ طريقها إلى الزوال.
والشيء بالشيء يذكر في بداية السقوط افتت المرجعية بعدم جواز تصفية الحسابات بين من يرى ان له حق او ثأر عن اخر بشكل واجتهاد شخصي بل اكدت المرجعية على ان المحاكم هي من تحكم في هذه الأمور حتى لا يصبح البلد فوضى وتسلب الحقوق وتنتهك الأعراض فلابد من قانون وجهات مسؤولة على ان تعمل ضمن الضوابط الشرعية حتى تضمن العدالة.
والتعامل مع المسيء من أهم الثقافات الدينية والأخلاقية فالاستشهاد بحادثة الإمام الكاظم عليه السلام مع شاتمه هي واحدة من مئات الروايات والأحاديث التي تحث عليها الشريعة الإسلامية في التعامل مع المسيء، فالمسيء يجب أن يُعرف لماذا أساء؟ قد استخدم الامام الكاظم عليه السلام ارقى أسلوب في توعية هذا الرجل فعندما عوضه عن دخوله الى المزرعة فكأنه يقول له عن دخولي مزرعتك أعطيتك حقك فلماذا تشتمني؟ ماذا صدر مني ضدك؟
ومسالة العنف السياسي هو نفسه التسقيط السياسي بين السياسيين والكتل لدرجة انهم الى الان لم يتفقوا على بقية الوزراء التي لازالت تعاني من الضعف في الأداء وتسنح الفرصة للعابثين بالعبث وبكل انواعه فساد اداري او مالي او حتى الارهاب، فاذا رشحت هذه الكتلة الوزير الفلاني انبرت كتلة اخرى للرفض وحتى تصدر تصريحات سلبية من اتباع الكتل او لربما تكون من صنيعة الإعلام المأجور الذي غايته تازيم المشهد السياسي العراقي.
والمؤسف حقا لا زالت لغة المحاصصة تتسيد توزيع المناصب بعيدا عن الكفاءة وكل كتلة تتحدث عن حقها في هذا المنصب او ذاك المنصب وبالنتيجة يكون بينهم أسلوب غير سليم للحوار والذي يؤدي الى متاهات في قيادة هذا البلد وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الكربلائي في خطبته
نعم البرلمان هو كالأسرة وهو ايضا معني بالخطاب فالعجيب والعجاب نسمع من وسائل الإعلام عن تصرفات تحدث في البرلمان وهو البيت الأول والأكبر على مستوى إدارة شؤون البلد، والبعض من البرلمانيين الذين كأنهم يقتاتون على المشاكل فان لم يجدوا يستحدثوا.
سامي جواد كاظم
————————-
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————-