شفقنا العراق- بدأت صباح اليوم في العاصمة الايرانية طهران أعمال الاجتماعِ السداسي الثاني لمكافحة الارهاب بحضور رؤساء مجالس وبرلمانات كل من روسيا والصين وافغانستان وباكستان وتركيا الى جانب ايران.
واستقبل رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني نظراءه من الصين وروسيا وباكستان وتركيا وافغانستان، وبحث معهم الأوضاع في المنطقة. وقال لاريجاني إن سلوك الأميركيين تسبّب بفوضى دولية، وأدى الى ابتعاد الحكومات والشعوب عن الولايات المتحدة.
فيما أكدت الوفود المشاركة أن القرارات الأميركية الأخيرة تركت تاثيراً سلبياً على ارساء السلام في المنطقة.
ويتناول الاجتماع السداسي الذي يحمل عنوان “تحديات مواجهة الإرهاب وتقوية العلاقات الإقليمية”، خلال يومين مكافحة الارهاب والمتشددين والتهديدات الارهابيةَ في المنطقة.
ويرأس رئيس البرلمان الباكستاني الجلسة الأولى للاجتماع، ومن المقرر ان يتسلّم رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني رئاسة المؤتمر الثاني .
واجتمع رؤساء برلمانات الدول الست العام الماضي في إسلام أباد، حيث قرروا زيادة التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب.
من جهته اكد الرئيس الايراني حسن روحاني بان اجراءات الحظر الاميركية الظالمة واللاشرعية ضد الشعب الايراني تشكل انموذجا بارزا للارهاب الاقتصادي.
وفي كلمته خلال مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لرؤساء برلمات الدول الست؛ ايران وروسيا والصين وافغانستان وباكستان وتركيا حول تحديات الارهاب وتعزيز العلاقات الاقليمية، بطهران اليوم السبت، قال الرئيس روحاني، ان عالم اليوم يشهد تحديات صعبة ومعقدة سواء التغييرات المناخية والازمات الاقتصادية وعدم التنمية والعدوان والحرب والفقر والمجاعة ونهج التفرد والتطرف والارهاب.
واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفتها اكبر ضحية للارهاب واجهت منذ تاسيسها لغاية الان هذه الظاهرة المقيتة حيث تحملت ازاء ذلك خسائر مادية وبشرية جسيمة.
وتابع الرئيس روحاني، ان الاعمال الارهابية ومنها استشهاد 72 من النواب والمسؤولين والسياسيين في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري بطهران (عام 1981) واستشهاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في حينه من قبل الارهابيين في تفجير اخر في العام ذاته واستشهاد اكثر من 17 الفا من المواطنين العاديين على مدى الاعوام الاربعين الماضية، قد جرت على يد جماعات ارهابية تحظى الان بحماية الحكومات الغربية في اوروبا واميركا.
وقال الرئيس الايراني، ان استشهاد علماء نوويين قبل عدة اعوام على يد عناصر عميلة لحكومات اجنبية والاعتداء الارهابي لتنظيم داعش على مبنى مجلس الشورى الاسلامي في العام الماضي والحادث الارهابي في مدينة اهواز قبل فترة والاعتداء الارهابي الاخير الذي وقع قبل يومين في ميناء جابهار، حوادث لم ولن تنال بلا شك من عزم وارادة الحكومة والشعب الايراني لمكافحة كل اشكال الارهاب بلا هوادة.
وخاطب الحضور قائلا، ان منطقتنا اليوم تمر بمرحلة تاريخية حساسة، مرحلة يسعى فيها الارهابيون ودعاة العنف وانتهاك القانون لخلق اعصار من العنف والفقر والحظر والازمة والارهاب والانقلاب.
واضاف، انهم (المعادون) لا يريدوننا ان نجتمع، من باكستان الى ايران، من افغانستان الى روسيا، من الصين الى تركيا، وان نتباحث معا ونتعاون ونتكاتف، ولكن عليهم ان يعلموا بان ارادتنا ان نضع ايدينا بايدي البعض لدحر العدو المشترك وبطبيعة الحال فان هذا الانتصار يستلزم منا جميعا ان نتذكر مسؤوليتنا لاجتثاث جذور العنف.
واعتبر الرئيس الايراني بان الامن اليوم اخذ ابعادا اوسع مقارنة مع الماضي حيث يشمل قضايا مهمة كالامن الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي والنفسي للمجتمع وان الاخلال باي منها يمكن تعريفه في اطار الارهاب واضاف، ان اجراءات الحظر الاميركية الظالمة واللاشرعية تشكل انموذجا بارزا للارهاب الذي يستهدف الشعب الايراني.
واوضح بان الارهاب الاقتصادي يعني خلق الرعب في اقتصاد بلد ما والخوف لدى الدول الاخرى لمنعها من الاتجار والاستثمار في البلد المستهدف، واضاف، ان خروج اميركا من الاتفاق النووي واعادة فرض الحظر واجراءات الحكومة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وشركائها تعد بلا شك انموذجا بارزا للارهاب الاقتصادي.
واعتبر الرئيس الايراني، الفقر والفساد واللامساواة من اهم جذور اعمال العنف الارهابية في هذه المنطقة، واضاف، انه وفي اجواء عدم التنمية حيث تترابط مختلف اشكال الجريمة والتهريب وغسيل الاموال والارهاب معا وتدمر المجتمعات الانسانية، يُسمع صوت شعوب المنطقة جيدا وهي تقول كفى الحرب واراقة دماء والتشرد والفقر والمجاعة وبناء الجدران وقتل الجيران والحقد والكراهية والتخلف والتمييز والحظر والاذلال.
واشار الى ان التدخلات السياسية والعسكرية لا تسمح للمجتمعات بالنمو الطبيعي وتحقيق سبل حلولها لمواجهة الخلافات والمشاكل واضاف، ان قوى التدخل بنشرها بذور الخلاف والكراهية تحصد الحقد والعنف. علينا ان نفكر كيف يمكننا ان نوقف اؤلئك الذين ينفقون مليارات الدولارات من عوائدهم النفطية لتعميق الخلافات.
ضرورة الوقوف امام قوى التدخل والهيمنة
واكد الرئيس الايراني ضرورة الوقوف امام قوى التدخل والهيمنة وجعل الارهاب والرعب بلا رصيد داعم واضاف، ان التعاون والتنسيق يوفران الامن وبغية مواجهة الاخطار المشتركة التي لاتعرف حدودا يجب علينا ان تكون لنا رؤية جديدة للحدود وان تكون لنا سيادات اكثر مرونة لتكون في ظل التقسيم العادل للمسؤولية مناسبة امام التهديدات المشتركة.
واضاف، انه لو اردنا وقف سيل اللاجئين فعلينا السيطرة على العنف والحرب وان اردنا دحر الارهاب فعلينا الاسراع للحرب ضد الاموال غير النزيهة ومن اجل هذه الحرب علينا دعم انشطة حكومات بعضنا بعضا.
نتعرض اليوم لهجمة شاملة
وقال الرئيس الايراني: اسمحوا لي ان اقولها بصراحة وهو اننا اليوم نتعرض لهجمة شاملة لا تهدد هويتنا واستقلالنا فقط بل هي عازمة ايضا على تفتيت الاواصر العريقة التی تربطنا.
واضاف، ان الدولة التي اطلقا حرباً تجاریة مع الصین وتلوم باكستان وتهين أفغانستان وتعاقب تركیا وتهدد روسیا وتفرض الحظر على ايران، هي المتهم الاول في محاولة تفكيك الاواصر.
وتابع الرئيس الايراني، لو تصورت اميركا بانها يمكنها ان تفصل بيننا فانها مخطئة تماما ولقد إجتمعنا هنا لنعلن بأننا لن نتحمل هذه المواقف والوقاحة الامریكیة وسنقف بوجهها عبر تعزیز علاقاتنا الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة والامنیة.
ايران قدمت اثمانا بشرية ومادية كبيرة في سياق مكافحة الارهاب والمخدرات
واشار الرئيس روحاني الی ان ايران قدمت لغاية الالاف من ابنائها شهداء في طريق مكافحة المخدرات وتنفق سنویاً 800 ملیون دولار في هذا الطريق، من اجل توفير المزيد من السلامة للشعوب من شرق اوروبا الى غرب اميركا ومن شمال افريقيا حتى غرب اسيا.
كما نوه الى جهود الجمهورية الاسلامية الايرانية الراسخة في طريق مكافحة الارهاب والتطرف حيث قدمت لغاية الان المئات من خيرة ابنائها شهداء وتنفق ملايين الدولارات في هذا السبيل ومن دون هذه التضحيات والاثمان لكنا قد شهدنا ظهور خلافة داعش المتوحشة في مساحات واسعة من الارض الاسلامية.
النهایة