خاص شفقنا-ماحصل في فرنسا في الأيام الأخيرة من قمع وإستعمال العنف ضد المتظاهرين أثار موجة من الإنتقادات حول الشعارات التي لطالما تغنى بها البلدان الغربية وفرنسا بشكل خاص، فرأى الشارع العربي أن ليس هناك صلة بين القمع الوحشي الذي تستعمله الشرطة الفرنسية ضد المحتجين وبين الحرية والديمقراطية التي تزعم بها .
فتساءل البعض عن الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي في بلد كان هو الداعم للثورات في البلدان العربية والإسلامية فلماذا هذه المواجهة وهذا الرد العنيف، فالمطالبات ليست لتغيير أو إسقاط النظام وإنها مجرد إعتراضات على الأوضاع الإقتصادية.
وأن الحرية التي تزعم بها الغرب مجرد شعارات مزيفة وعلى البلدان العربية والإسلامية التمسك بأوطانها وأن لا تخدع بتلك الشعارات.
فيما تساءل البعض عن إختفاء دور الأمم المتحدة في مثل هذه الحوادث فعندما يتعلق الأمر ببلدان عربية وإسلامية تدين منظمات حقوق الإنسان إستعمال العنف ضد المتظاهرين فأين هذه المنظمات ولماذا لايسمع لها أي صوت؟
وكانت هناك تعليقات تظهر كراهية الشعب الإسلامي والعربي للدول الغربية وعدم نسيان مافعلته الغرب من دمار وتشتت وعدم الإستقرار تحت عنوان الحرية والديمقراطية، فجاء الدور ليعانوا كما عان الشعب الإسلامي والعربي.
لكن تضامن البعض مع الشعب الفرنسي مطالبين الحكومة بضبط النفس في معاملة المحتجين وعدم قمعهم وتنفيذ مطالبهم وأيضا نددوا بمنظمات حقوق الإنسان لإنهاء الوحشية التي تستعملها القوات الفرنسية لإنهاء المظاهرات.
تأتي كل هذه الإحتجاجات والإشتباكات على أثر إرتفاع أسعار الوقود وخطط إصلاح أخرى التي يتبناها الرئيس الفرنسي إيمانوئل ماكرون، مما أدت إلى حالة من الفوضى العارمة في البلد، تطورت هذه الإحتجاجات وإزدادت أعمال العنف في الأيام الأخيرة وتم إستهداف قوات الأمن والشرطة من قبل المتظاهرين، لكن رفض من جانبه الرئيس ماكرون أي تبرير لموجة العنف والتخريب التي تشهدها العاصمة الفرنسية، معتبرا أنها ليس لها أي علاقة بالتعبير السلمي وأن لا توجد قضية تبرر الهجوم على قوات الأمن أو نهب المتاجر أو المباني العامة أو الخاصة التي تشتعل فيها النيران أو المارة أو الصحفيين” مستنكرا ما تعرضت له المنطقة المحيطة ب”قوس النصر”.
فإزداد غضب الشارع على إهمال الرئيس الفرنسي لمطالبهم وأدى إلى المزيد من الإشتباكات .
وأكدت وزيرة الصحة الفرنسية آنياس بيزون، أن العنف الذي تشهده باريس غيرمقبول وأن محتجي” السترات الصفراء” يتوجب عليهم تنظيم أنفسهم ليتسنى لهم بدء حوار مع الحكومة.
فالأوضاع الراهنة في فرنسا تطرح تساؤلات كبيرة حول ماإذا كانت الأوضاع الإقتصادية هي السبب في هذه الإحتجاجات أم أن هناك مؤامرات خارجية تستهدف أمن فرنسا والخلافات الكبيرة بين فرنسا وواشنطن هي أحد أهم الأسباب لتحول الأنظار حول أمريكا وإحتمال وجود دعم للمحتجين من قبلها.
فما هو مسيرهذه الإحتجاجات التي أطلق عليها في مواقع التواصل الإجتماعي #الربيع الفرنسي وهل سيغير إيمانوئل ماكرون سياساته الإقتصادية لتهدئة الأوضاع أم سيستمر في مخططاته رغم ماتشهده الساحة الفرنسية من إحتقان.
النهایة