شفقنا العراق-بعد مضيّ أكثر من تسعة أشهر واصلت بها الملاكاتُ الفنّية العاملة في قسم الصيانة الهندسيّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة العملَ ليلاً ونهاراً، من أجل إتمام واحدٍ من مشاريع المياه الصالحة للشرب الكبيرة والحيويّة في محافظة كربلاء المقدّسة (محطّة مياه الخيرات)، ها هي اليوم تُعلن عن الانتهاء من أعمالها في هذا المشروع الذي نُفّذ بالتعاون مع العتبة الحسينيّة المقدّسة ومديريّة ماء كربلاء وبطاقةٍ إنتاجيّة بلغت (1400م3/ساعة) بعد أن كانت قدرتها في السابق (200م3/ساعة)، وبما يسدّ حاجة العديد من القرى النائية بالماء إضافةً الى المواكب الحسينيّة المنتشرة على طريق (يا حسين).
المشروع وبحسب ما بيّنه المهندس عباس موسى أحمد رئيسُ قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة: “إنّ مشروع محطّة مياه ناحية الخيرات الذي يُطلق عليه حاليّاً (مشروع ماء الكفيل) والمُقام على مساحةٍ تقدّر بـ(1150 متراً مربّعاً)، يُعدّ من المشاريع الخدميّة التي تبنّتها وتموّلها العتبة العبّاسية المقدّسة خدمةً لأهالي كربلاء الكرام”.
مبيّناً: “إنّ المشروع تضمّن تطوير وتفكيك أربع محطّات أسهمت في رفع الطاقة الإنتاجيّة الى (1400م3/ساعة)، إضافةً الى مدّ أنبوب لمسافة (21كم) من مشروع الخيرات في منطقتي السجلة والفياده (مناطق نائية تقع جنوب المحافظة) وصولاً الى منطقة الزبيليّة، بالإضافة الى مدّ أنبوب آخر بطول (13كم) لتوفير الماء للمواكب الحسينيّة على الشارع الخدميّ (لبّيك يا حسين) إضافةً الى المنشآت الخدميّة والصناعيّة التابعة للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية”.
وأوضح المهندس عبّاس أنّه: “سبقت هذه الأعمال أعمالٌ أخرى شملت إنشاء البنى التحتيّة للمشروع وصبّ أرضيّته وتجهيز الأرضيّات بما يتلاءم مع أوزان وأحجام المضخّات وملحقاتها، فضلاً عن رفع الأنقاض والمخلّفات مع مراعاة المواصفات الفنّية والهندسيّة المتّبعة في إنشاء مثل هكذا مشاريع”.
يُشار الى أنّ المشروع سيسهم في التخفيف عن كاهل ساكني هذه المناطق التي يمرّ بها أو يغذّيها المشروع من شحّة المياه الصالحة للشرب.
وبمشاركة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة بمراكزها المتعدّدة وللسنة الثالثة على التوالي، أُقيم صباح اليوم الأربعاء (28 صفر المظفّر 1440هـ) الموافق لـ(7 تشرين الثاني 2018م) ملتقى الطفّ بنسخته العاشرة في كليّة الآداب في الجامعة المستنصريّة، وكان بعنوان (طف التضحيات، مداد الإنتصارات)، وقد شهد حضوراً واسعاً من قِبل الباحثين والأكاديميّين من عدّة دول بالإضافة الى شخصيّاتٍ مؤسّساتيّة ورجال دين.
في حديثٍ لمعاون مسؤول مركز المخطوطات التابع للمكتبة المذكورة الأستاذ كمال عبد الحميد بيّن قائلاً: “يشارك مركزُ المخطوطات التابع لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة وللمرّة الثالثة على التوالي في ملتقى الطفّ الثقافيّ، وهدفُنا من المشاركة لإعمام الفائدة وإيصال ما لدينا من نتاجات مهمّة الى المهتمّين بهذا المجال بالإضافة إلى عرض أعمالنا التي تختصّ بترميم المخطوطات”.
مضيفاً: “حضورُنا ومشاركتنا في هذا الملتقى الذي سيستمرّ على مدى يومين هو لبيان مشاريع مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدّسة أيضاً، وأبرزها مشروع حفظ النتاج العلميّ العراقيّ وغيره العديد من المشاريع”.
موضّحاً: “تلقّينا العديد من الأسئلة العلميّة من قِبل الأساتذة المختصّين والطلّاب الحاضرين في الملتقى وقد أجبنا عنها وأوضحنا ما يُمكن توضيحه، وبحمد الله تعالى كان التفاعل جيّداً جدّاً ونأمل أن تكون مشاركاتُنا في الأعوام القادمة أوسع وأشمل”.
من جانبها بيّنت عميدُ كليّة الآداب الدكتورة فريدة جاسم: “ضمّ الملتقى محاور عديدة على مستوى الورشات البحثيّة وورش العمل وعرض أفلام وثائقيّة توضّح انتصارات شعبنا وجيشنا وحشدنا على الجماعات الإرهابيّة”.
وأضافت: “شهدت هذه النسخة من الملتقى تنوّعاً في الأوراق البحثيّة المقدّمة، حيث قدّمت بأكثر من لغة، وقد عُدّت باكورة نشاطات كليّة الآداب في الجامعة المستنصريّة، فقد تميّزت هذه النسخة من الملتقى بأنّها تحاكي الانتصارات بالإضافة الى التنوّع المعرفي والثقافي، حيث انفتحنا على عددٍ كبير من المؤسّسات والوزارات”.
مبيّنةً أنّ: “العتبة العبّاسية المقدّسة كان لها دورٌ فاعل في هذا الملتقى لثلاث دوراتٍ متتالية من خلال قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها”.
الجديرُ بالذكر أنّ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة لها العديد من المشاركات المحلّية والدوليّة في المؤتمرات الثقافيّة والعلميّة، وكان أبرزها مؤتمر الأفلا الذي يُعدّ المؤتمر الأوّل عالميّاً على مستوى أنظمة وعلم المكتبات الحديثة، كما لها العديد من المشاريع التي أسهمت في تطوير تقنيّات علم المكتبات مثل مشروع حفظ النتاج العلميّ العراقيّ.
هذا وأصدر مركزُ علوم القرآن وتفسيره وطبعه في معهد القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة إصداراً جديداً تحت عنوان: (تعلّم العربيّة من القرآن الكريم)، الإصدار هو ضمن سلسلة (تعلّم من القرآن الكريم) وهو الكتابُ الأوّل من هذه السلسلة الذي أعدّهُ المركز لتعلّم اللغة العربيّة والقراءة الصحيحة للكتاب العزيز بأسلوبٍ جديدٍ وشائق يُناسب شريحةً كبيرةً من الذين لا يتكلّمون اللغة العربيّة.
مديرُ مركز علوم القرآن وتفسيره وطبعه الشيخ ضياء الدين آل مجيد الزبيدي بيّن قائلاً: “إنّ تَعلُّم اللغة العربيّة مفتاحٌ لتعلّم قراءة القرآن الكريم وتفسيره وبقيّة علوم الشريعة التي يحتاجها كلّ مؤمن ومؤمنة”.
مؤكّداً: “إنّ الكثيرَ من المؤمنين الذين يعيشون في بلادٍ لا يتكلّم سكّانُها اللغة العربيّة هم بحاجة الى منهجٍ لتعلّم هذه اللّغة، وخصوصاً إذا كانت من القرآن الكريم، لكي يحقّقوا أمرين معاً هما تَعلُّم اللغة العربيّة وقراءة القرآن والتعرّف على أسلوبه وعلامات ضبطه ورسم المصحف”.
مبيّناً: “الإصدارُ مؤلّفٌ من جزءٍ واحد وعددُ صفحاته (108) صفحات بحجم (A4)، أُعدَّ كمنهجٍ للتعليم ويمتاز بالوضوح واختيار النصوص القرآنيّة التي تُناسب هذه المرحلة، مع وضع المسافة الواسعة بين الكلمات في الآية، بالإضافة الى المقاطع الصوتيّة ومعاني الكلمات ومخارج الحروف العربيّة والعلامات الإعرابيّة وغيرها، ويشمل أيضاً التمارين التطبيقيّة لتوضيح النصوص”.
النهایة