خاص شفقنا-بيروت-لم يمر الكذب الإسرائيلي أمام الامم المتحدة على لسان رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتنياهو مرور الكرام في الداخل اللبناني الرسمي، الذي بادر سريعا عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل إلى تثبيت مواقف قوية تظهر لبنان في موقع المدافع عن حقوقه في مواجهة الكذب والغطرسة الإسرائيلية والتمادي في استهداف لبنان وأمنه.
نتنياهو الذي ادعى وجود منصات صواريخ تابعة لحزب الله في مناطق قريبة من المطار خلال كلمة له أمام الامم المتحدة، هذا التصريح اعتبره رئيس مجلس النواب اللبناني كلام حرب ولا يجب المرور عليه مرور الكرام، بينما تحركت وزارة الخارجية دبلوماسيا حيث سارعت لدعوة عدد كبير من السفراء الاجانب المعتمدين في لبنان إلى زيارة المواقع التي أشار إليها نتنياهو في كلمته لكشف زيف هذه الإدعاءات بالصوت والصورة وأمام عدسات الكاميرات.
وتعليقا على هذه الأحداث يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والباحث الدكتور أمين حطيط لـ”شفقنا” أن العدو الإسرائيلي وجد نفسه في هذه المرحلة بحاجة إلى الإستفادة من كل العوامل والأحداث التي من شأنها تلميع صورته الهشة وإظهار نفسه كيانا قويا ودولة تستطيع مواجهة التهديدات، إضافة إلى حاجتها لتعديل موقعها في الساحة الإقليمية خصوصا بعد نكساتها المتلاحقة في سوريا وإقفال المجال الجوي أمام طائرات هذا العدو وأسلحته الذكية، مستغلا التحضيرات لإطلاق سياسة “خنق إيران” في 4 تشرين الأول.
اسرائيل عاجزة عن خوض الحرب
واعتبر حطيط أن هذا الخطاب الإسرائيلي من المستبعد أن يكون خطابا تمهيديا لشن عدوان على لبنان لأن العدو الإسرائيلي اليوم عاجز عن خوض هذه الحرب بسبب عدم توافر العديد من مقوماتها وأبرزها ضعف القدرات العسكرية وتراجعها، إضافة إلى فقدان الجيش لحافزيته، ناهيك عن عدم قدرتها على إستيعاب ردة الفعل لان جبهتها الداخلية ليست جاهزة فضلا عن أن الظروف الدولية ليست مؤاتية لمثل هكذا تصعيد. وأضاف أن الكيان الصهيوني عوّد العالم أنه بحال قرر القيام بإعتداء معين فإنه ينفذه دون الحديث المسبق عنه وبحال لمح للقيام بعمل ما فإنه يقصد أمر آخر وهذا يدفعنا للبحث عن هذا الشيئ الذي تبيته إسرائيل من خلال هذا الخطاب.
التحرك اللبناني الدبلوماسي
وأشار العميد حطيط إلى أن التحرك الدبلوماسي والرسمي الذي قام به لبنان كان بمثابة الواجب الذي لا بد منه لإظهار أن لبنان لن يسكت عن هذه الإدعاءات وأن المقاومة ليست موجودة لوحدها في هذا البلد إضافة إلى أنه يؤكد التماسك بين الشعب والدولة وبين الجيش والمقاومة وبين الخارجية والأمن وهذا كله يصب في مصلحة لبنان، مؤكدا ان هذا التحرك اللبناني مفيد من حيث تعرية اسرائيل ولكن ليس هناك من سبيل للجمها عن العدوان اذا نوت ذلك.
وحول مدى تأثير هذا التحرك على إسرائيل لفت حطيط إلى أن هذا الكيان لا يعير شأنا ولا بالا للمواقف الدولية لأنه يعتبر نفسه فوق القانون وما يهمه هو فقط الموقف الأمريكي.
الموقف الروسي
وحول الموقف الروسي الذي صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي رد على كلام نتنياهو وحذر إسرائيل من القيام بأي اعتداء على لبنان قال حطيط أنه “كان موقف دولة عظمة تعتني بالنظام العالمي الدولي، وكان موقفا في محله ومن الجيد أن روسيا اخذت هذا الموقف وتشكر عليه”، مشيرا إلى ان “اسرائيل لحد الان ما تزال في حالة الصدمة من المواقف الروسية الأخيرة ولهذا السبب لا أعتقد أن اسرئيل من مصلحتها إغضاب روسيا بشكل اضافي”.
موقف لبنان الرسمي بحال نشوب الحرب
وفي الحديث عن شكل الموقف اللبناني الداخلي في حال نشوب الحرب أشار حطيط إلى أنه “للاسف في العمق لا يوجد موقف لبناني رسمي موحد بل هناك موقفين هما موقف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وفي الجانب الآخر موقف رئيس الوزراء وبقايا 14 آذار الموجودين في السلطة، وبطبيعة الحال بما أن رئيس الجمهورية الذي يمثل الدستور اعتقد أنه يمثل موقف قوي يدعم لبنان بشكل عام ويعزز من بنية وجاهزية المقاومة والجيش بشكل خاص”.
واعتبر حطيط في ختام حديثه أن اسرائيل الآن في مأزق استراتيجي وهي تتخبط في مواقفها وقراراتها وكلما تحركت تغرق كمن يغرق في الرمال المتحركة وما قامت فيه في الامم المتحدة واشاعتها للكذب انقلب عليها واثار سخرية العالم منها.
النهایة