ضمن سلسلة فعاليّاتها وأنشطتها الداخليّة والخارجيّة تستعدّ العتبةُ العبّاسية المقدّسة للتنظيم والمشاركة أيضاً في حدثٍ عالميّ مهمّ وهو مؤتمر (استعادة الدور الرياديّ وتعزيز المجتمعات العادلة والسلميّة والشاملة)، وذلك بالتعاون مع مؤسّسة الإمام الخوئي(قدّس سرّه) والتحالف العلميّ للبحث والتراث.
المؤتمرُ سيقام يوم الثامن من تشرين الأوّل الجاري، ومن المزمع مشاركة أكثر من (1.000) شخصيّة مرموقة من مختلف الأديان والطوائف والتخصّصات.
مشاركة العتبة العبّاسية المقدّسة تأتي لكونها تمثّل ككلّ العتبات المقدّسة الأب الجامع لكلّ المسلمين، خاصّةً أتباع ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) بشتّى توجّهاتهم وانتماءاتهم.
وهي أيضاً مهوى قلوب البشر أجمعين من مختلف دياناتهم، لكونها مدرسة الشجاعة والتضحية والإخاء والإباء، المدرسة التي علّمت العالم على مدى العصور كيف تكون التضحيات من أجل حماية الحقّ من التحريف، والباطل من أن يسود.
حيث عملت -خاصّةً منذ أن تأسّست مؤسّساتها الثقافيّة والعلميّة- ضمن منهج الاعتدال والوسطيّة، لتتمكّن من صدّ الهجمات التكفيريّة التي تواجه الأمّة الإسلاميّة ومعالجة الانحرافات الفكريّة في المجتمع الإسلامي، وقد سخّرت لهذا الغرض جهوداً كبيرة وأقامت العديد من الفعاليّات والأنشطة والمؤتمرات في داخلها وفي العراق وخارجه، وهي تدعو لهذا النهج وترسيخه في المجتمع العراقيّ خصوصاً والعالم على وجه العموم.
المؤتمرُ يهدف الى جمع قادة الفكر في العالم للبدء بتقييم الفرص والتحدّيات التي تواجه الأمّة الإسلاميّة لاستعادة مكانها الحقيقيّ في المجتمع الدوليّ.
وإنّ جميع الطروحات ستدور خلال المؤتمر في فضاءات تعزيز المجتمعات العادلة والسلميّة والشاملة (الهدف رقم 16 من SDG) في المجتمعات المسلمة، وذلك بمنع العنف ضدّ الأقلّيات وكذلك ضدّ النساء والأطفال (الهدف رقم 5 من SDG) وتنشيط الشراكة العالميّة للتنمية (الهدف رقم 17 للـ SDG) وهي أهداف التنمية المستدامة التي تنوي منظّمة الأمم المتّحدة تطبيقها كاملاً بحدود (2030) وعددُها (17) هدفاً، وهذا بدوره سيُساهم وسيساعد على ظهور الإسلام والمسلمين كشبكة مساهمين لإيجاد حلولٍ للكثير من التحدّيات التي تواجه العالم، ويجدّد التزام المسلم للبحث الأكاديميّ والرؤى الفكريّة.
وبحسب ما بيّنته اللّجنة المشرفة على المشاركة في هذا المؤتمر: “أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة ستكون لها مشاركة في جلسات البحوث التي يتضمّنها المؤتمر وضمن محاوره، كذلك سيكون هناك معرضٌ للصور الفوتوغرافيّة بعنوان: (مهد الحضارة) الذي سوف يسلّط الضوء على آثار الدمار الذي لحق بالعراق وتراثه الحضاريّ على أيدي عصابات داعش، والمثابرة الجدّية والشجاعة لدى العراقيّين الذين حاربوا داعش وانتصروا عليها في زمنٍ قياسيّ، وهم الآن يُعيدون بناء بلدهم.
وتزامناً مع ذكرى شهادة الإمام زين العابدين(عليه السلام) تعتزم العتبةُ العبّاسية المقدّسة إقامةَ أسبوعٍ ثقافيّ في ألمانيا يتوسّم بـ(أسبوع أبي الفضل العبّاس -عليه السلام-)، وتنطلق فعاليّاته في الثامن من الشهر الجاري ويضمّ جملةً من الفقرات وفي ثلاث مدن ألمانيّة هي كوتنكن وبرلين وفرانكفورت.
ممثّل العتبة العبّاسية المقدّسة في أوربا السيد أحمد الراضي الحسيني أطلعنا عن هذه الفعاليّة بالقول: “تعتبر فعاليّة أسبوع أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الثقافيّ واحدةً من بين سلسلةٍ من الفعاليّات التي تقيمها وترعاها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في داخل العراق وخارجه، وقد حقّقت نشاطاتها الفكريّة نجاحاً واسعاً وأصداءً واسعة مثل (خيمة عاشوراء) في تركيا و(مهرجان أمير المؤمنين) في الهند وأسابيع ثقافيّة في إيران وباكستان، لتكون هذه المشاركة مكمّلة لما تحقّق وتكون ألمانيا هي الحاضنة لهذا النشاط الذي يضمّ فقراتٍ عديدة منها:
– إقامة مؤتمرٍ بحثيّ في جامعة غوتنغن وبالتعاون معها تحت عنوان: (العلوم الإسلاميّة وتعليمها بين العتبة العبّاسية المقدّسة وجامعة غوتنغن) وبمشاركة باحثين من العراق وألمانيا وبمحاور بحثيّة متعدّدة كالتسامح والتعايش وقبول الآخر والحوار بين الأديان، وتجمع البحوث بين الحوزوي والأكاديميّ ويستمرّ المؤتمر لثلاثة أيّام.
– ندوةٌ بحثيّة مختصّة بالعتبة العبّاسية المقدّسة تتضمّن طرح مواضيع تخصّ ما قدّمته وتقدّمه العتبة المقدّسة من خدمات، سواءً كانت للزائرين أو لغيرهم من فئات المجتمع العراقي، حيث سيتمّ عرض أبرز مشاريعها في مجالات متنوّعة العمرانيّة منها والفكريّة.
– القيام بزيارات وجولات للمؤسّسات الدينيّة في هذه المدن .
– المشاركةُ في معرض الكتاب الدوليّ الذي سيُقام في فرانكفورت، حيث ستشارك العتبةُ العبّاسية المقدّسة بباقةٍ من إصداراتها الفكريّة والثقافيّة، وتعتبر هذه المشاركة مهمّة بالنسبة لها باعتبار أنّ هذا المعرض هو واحدٌ من أهمّ النوافذ التي يمكن للعتبة المقدّسة أن تطلّ من خلالها على محيطها الدوليّ وستكون فرصةً للتعريف بنتاجاتها”.
النهایة