شفقنا العراق-ملتقى القمر الثقافيّ هو ملتقىً تثقفيّ فكريّ يستهدف طبقاتٍ وفئاتٍ مجتمعيّة عديدة، ويهدف الى مواجهة التحدّيات الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والمساهمة في مجابهتها باستخدام طرقٍ وآليّات علميّة حديثة بعيداً عن التعصّب والتشنّج التي تُفضي الى نتائج سلبيّة تؤدّي الى الضرر بالمجتمع.
وبالنظر لما حقّقه هذا الملتقى الذي يُقيمه ويُشرف عليه قسمُ الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة من نجاحٍ وتفاعلٍ كبيرين، خصوصاً في نسخته السابقة التي شملت محافظة ذي قار وبابل، تمّ الشروعُ بإقامة ملتقىً ثالث وبمشاركة (130) مشتركاً من محافظتي ميسان والمثنّى، تنوّعوا بين طلبةِ جامعاتٍ وهيئاتٍ تدريسيّة وفئاتٍ أخرى، وذلك على قاعة مجمّع الشيخ الكليني(قدّس سرّه) الخدميّ التابع للعتبة المقدّسة.
يمتدّ البرنامج الثقافيّ الذي خُصّص لهذه الدورة على مدى سبعة أيّام ويشمل محاضراتٍ وورش عملٍ في إعداد القادة ومواجهة الحرب الثقافيّة والتضليل الإعلاميّ والهندسة النفسيّة، إضافةً إلى محاضراتٍ نوعيّة في العقيدة الإسلاميّة يقدّمها نخبةٌ مميّزة من الأساتذة في هذه التخصّصات الدقيقة.
الأستاذ علي البدري وهو أحد المشرفين والمحاضرين في المُلتقى بيَّن لشبكة الكفيل قائلاً: “يتعرّض الشعبُ العراقيّ إلى هجماتٍ ثقافيّة مُمنهجة، تهدف الى سلخ المواطن عن هويّته الوطنيّة وزعزعة عقيدته الدينيّة، من خلال التضليل الإعلاميّ وبثّ الأفكار الهدّامة التي تُهدِّد السلم المجتمعي، ومن خلال هذه الملتقيات نُمكِّن المشتركين من تحليل الأخبار ومحاكمة الأفكار وإعدادهم كأفرادٍ فاعلين ومؤثّرين في بيئاتهم للدفاع عن الخنادق الفكريّة والثقافيّة لمجتمعنا العراقيّ”.
وأضاف البدري: “نحن متفائلون جدّاً بالإخوة المشتركين في هذه الدورة، ونأمل أن تُثمر هذه الجهود كما أثمرت في المحافظات السابقة عن مجموعةٍ من الأنشطة والدورات المختلفة في محافظاتهم، وقد لمسنا الحماس الشديد والتفاعل الكبير مع ما يُطرح من مواضيع تَمسّ تفاصيل مهمّة يعيشها الشباب في هذه الأيّام”.
يُذكر أنّ الكثير من الدورات الثقافيّة وورش العمل والملتقيات المحليّة يُقيمها الشبابُ بعد إكمالهم التدريب في (ملتقى القمر الثقافيّ) في مناطقهم، ويرى مراقبون أنّ (ملتقى القمر الثقافي) الذي تُقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة يُمثّل خطوةً رائدةً وجادّة في مسيرة إعداد الشباب الواعي القادر على تحمّل مسؤوليّاته الدينيّة والوطنيّة للوقوف بوجه الحملات الثقافيّة التي لم تنتهِ بنهاية المعارك العسكريّة، وقد تكفّلت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة إضافةً الى إعداد البرنامج وفقرات المحاضرين بتهيئة وسائل النقل والمبيت والإطعام وغيرها من الأمور.
واستكمالاً لمراحل مشروع تقوية وتذهيب طارمة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، شرعت الملاكاتُ الفنيّة والهندسيّة العاملة فيه بتثبيت الكتائب القرآنيّة التي تتوسّط جانبي وواجهة جدار باطن إيوان الذهب الكبير أو ما يُعرف بـ(الطارمة).
هذا بحسب ما أدلى به رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، وأضاف: “إنّ العزم يتجدّد بخطواتٍ موثوقة بهذا المشروع الذي يعدّ واحداً من المشاريع ذات الأهميّة البالغة لما له من أبعادٍ إيمانيّة وروحيّة، كيف لا وهو مدخلُ باب قبلة حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وبعد أن تمّ الانتهاء من تثبيت البلاطات المذهّبة لإيوان الذهب الكبير أو ما يُعرف بـ(الطارمة) من الداخل، التي بدأ العمل بها من الأسفل الى الأعلى، وصلنا الى جزءٍ مهمّ من أجزاء الإكساء ألا وهي الكتائب القرآنيّة التي تتوسّط مدخل الطارمة، والتي مزج فنّ المعرّق فيها بين جماليّات الخطّ العربيّ والزخارف الإسلاميّة بألوانها المتناسقة، لتُضفي لمساتٍ جماليّة جمعت بين العراقة وحداثة التصميم وبنقوشٍ إسلاميّة متناسقة تتلاءم مع رونق وبهاء هذه الإيوان”.
مبيّناً: “إنّ الكتائب القرآنيّة ضمّت ثلاثة نصوص قرآنيّة تشغل الجهات الثلاث، ليتمكّن الزائر من قراءة النصّ بشكلٍ كامل، ولنحافظ في نفس الوقت على استمراريّة الكتيبة التي تتّصف كذلك بما يلي:
– نوع الخطّ المستخدَم للكتيبة هو الثلث الجلي المشبّع والمطعّم بالذهب عيار(24)، وذو الثلاث مستويات وبمقاس سنّ القلم (٣.٦سم)، وقد تشرّف بهذه المهمّة الخطّاط العراقي المبدع الأستاذ فراس عباس.
– الضلع الأيمن يبلغ قياسه (٣٥١سم × ٨٠سم) وخُطّت عليه سورةُ الإخلاص.
– الضلع الأوسط واجهةُ بطانة الطارمة يبلغ قياسه (٧٠٠سم × ٨٠سم)، وخُطّ عليها جزءٌ من الآية ١٧٧ من سورة البقرة.
– الضلع الأيسر يبلغ قياسه (٣٤٩سم × ٨٠سم)، وخُطّت عليه سورة الكوثر (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر..).
– مجموع أطوال أضلاع الكتائب الثلاث (٨٠سم × ١٤م).
– بلاطات الكتائب معرّقة بالذهب الخالص ومكسوّة بالمينا الزرقاء.
– الكتائب محاطة بزخرفة معماريّة إسلاميّة من الأعلى بمقدار (20 سم)، ومن الأسفل بنفس المقدار، وتكون مطعّمة بالذهب عيار(24).
يُذكر أنّ هذه المرحلة من هذا المشروع هي مكمّلةٌ للمرحلة التي سبقتها من تغليف أعمدة الطارمة وأكتافها، وستزيد من إضفاء الجانب الجماليّ للعتبة المقدّسة والمحافظة على منشآتها العمرانيّة والعمل على إدامتها وصيانتها باستمرار، مع المحافظة على نسيجها المعماريّ والتراثيّ ببصمةٍ حضاريّة ذات متانة وكفاءة عالية، وبحسب المخطّطات الفنّية والهندسيّة الموضوعة التي تمّت المصادقة عليها.
النهایة