شفقنا العراق-نظّمت دارُ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) في مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة وضمن فعاليّات ملتقى السيرة، ندوةً علميّةً بعنوان: (من روّاد تدوين المغازي الأولى: أبّان بن عثمان الأحمر البجلّي ت 170هـ) وذلك على قاعة المؤتمرات والندوات في مركز العميد الدوليّ.
حاضر في هذه الندوة عميدُ كليّة الآداب الجامعة العراقيّة الأستاذ الدكتور حسين داخل البهادلي، وقدّم في محاضرته بحثاً تطرّق من خلاله الى ما أنجزه أبّان بن عثمان في السيرة النبويّة، والى الخلط الحاصل بينه وبين أبّان بن عثمان بن عفّان.
البهادلي تحدّث لنا عمّا طرحه قائلاً: “الورقةُ المقدَّمة هي عن أحد رواة الشيعة الأوائل على وجهٍ عام، والسيرة النبويّة والمغازي على وجهٍ خاصّ، هذا الراوي هو أبّان بن الأحمر البجلّي المتوفّى سنة (170هـ)، الراوي الذي غُيّب وطُمس أثره، بل وأُعطي اختصاصُه لراوٍ آخر لمجرّد تشابه الاسم وهو أبّان بن عثمان بن عفّان المتوفّى سنة (105هـ). إذ سلّطت الدراسة على رفع الخلط بين الاسمين من أجل إعطاء كلّ واحدٍ منهم حقّه في الميدان الذي اشتهر فيه، على أنّ الدراسة لم تخلص الى الموازنة والمقارنة بينهما بقدر ما ترمي الى إعطاء الريادة والسبق الى أحدهما في هذا الميدان، ألا وهو ميدان السيرة النبويّة، وقد كانت الريادة والسبق هذا لأبّان بن عثمان الأحمر البجلّي”.
وأضاف: “بينتُ كذلك من خلال دراسة حياة أبّان البجلّي وسيرته العلميّة وولادته ما قدح به من تهمةِ انتسابه للناووسيّة، وهي إحدى فرق الشيعة التي كانت ترى أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) لم يمت وفيما بعد سيكون هو القائم المهديّ، فضلاً عن أنّ الدراسة فنّدت هذا أيضاً، كما توصّلت الى أنّه المدوّن الأصلي للسيرة والمغازي”.
وفي ختام هذه الندوة التي تعتبر واحدةً من بين سلسلةٍ من الندوات العلميّة التي تنظّمها دارُ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، كانت هناك مداخلاتٌ عديدة واستفسارات واستفهامات من قِبل الحاضرين، قام الباحثُ بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه، ليكون مسكُ الختام بتوزيع الشهادات التقديريّة على الحضور تثميناً لمشاركتهم في هذه الندوة.
کما عُقد امس المؤتمرُ الأوّل لانطلاق عمل شعبة الدّعم والإغاثة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة تحت إشراف فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة والتي تشمل (12) محافظة، المؤتمرُ الذي عُقد في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة استُهِلَّ بتلاوةٍ عطرة من آيات الذكر الحكيم ثمّ أعقبتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار.
بعد ذلك جاءت كلمةُ مسؤول الشعبة الشيخ عبّاس العكاشي التي بيّن من خلالها طبيعة مهامّ شعبة الدّعم والإغاثة، وما هي الخدمات التي ستقدّمها الى القطعات العسكريّة فضلاً عن مشاركتها الأمنيّة أيّام الزيارات الكبيرة.
بعدها كانت هناك كلمةٌ لفرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة ألقاها مسؤولُها الشيخ ميثم الزيدي وبيّن فيها: “مواكبُ الإغاثة والدعم هي خلاصةُ مواكب الدّعم اللوجستيّ شريك النصر -كما نصطلح عليه- في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات، والتي لبّت فتوى جهاد الدفاع المقدّسة التي أطلقها المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه الوارف)”.
وأضاف: “نحن بيّنّا سابقاً ونستذكر ما ذكرناه من أهمّية كبيرة لتأسيس هذا المشروع، باعتبار أنّ المواكب اللوجستيّة كان لها دورٌ مهمّ في الانتصار على عصابات داعش الإرهابيّة، وأنتم تعلمون أنّ في المصطلح العسكريّ الجيوش تزحف على بطونها، وأيّ جيش في العالم يدخل الى معركةٍ يحتاج الى توفير ذيل إداريّ لاستدامة جهده الإداري والخدماتي وحتّى الأعتدة والأسلحة، مواكبُ الدعم اللوجستيّ مثّلت هذا الدّعم المبارك الكبير”.
وتابع: “أنا أعتقد أنّه لولا وجود هذه المواكب لما تحقّق هذا الانتصار بهذه الفترة الزمنيّة الوجيزة، أنتم تعلمون أنّه ليست كلّ وزارات الدولة كانت حاضرة حضوراً فاعلاً ومؤثّراً في هذه المعركة المصيريّة، نحن تعرّضنا الى تحدٍّ وجوديّ ولم تكن هناك مشكلة في منطقةٍ ما، العدوّ لم يكن يستهدف منطقة معيّنة بل العدوّ كان يعتقد أنّنا يجب أن لا نكون موجودين، فكان صراعُنا صراعاً وجوديّاً”.
وأشار: “للأسف الكثير من وزاراتنا لم تكن حاضرة في المعركة ممّا اضطرّ الشعب الى أن يتحرّك ويعوّض هذا النقص الواضح، سواءً بالغذاء أو الدواء أو الماء وحتّى التجهيزات العسكريّة، وفي بعض الأحيان كانت مواكب الدّعم اللوجستيّ تُقاتل”.
وأكّد: “العتبةُ العبّاسية المقدّسة حرصت على أن تُكرّم هؤلاء الأبطال وتحسّسهم بالأهمّية، وأنّها مقدّرة لجهودهم المباركة وفي نفس الوقت تستثمرها، فليس من الحكمة أن تنتهي المعركة ونقول لأصحاب مواكب الدعم اللوجستيّ: جزاكم الله خيراً ونسألكم الدعاء فقط، لذلك اسحدثت العتبةُ العبّاسية شعبةً أسمتها شعبة الإغاثة والدعم، والهدف منها استدامة دعم هذه المواكب للقطعات العسكريّة”.
وأكمل: “ليس من المعقول أن تبقى المواكب تدعم القطعات العسكريّة الى ما لا نهاية، فيجب على المؤسّسات المعنيّة إيجاد حلولٍ لمعاناة المقاتلين في شحّة مياه الشرب والأطعمة، ممّا يضطرّ بعض المسؤولين أن يجمعوا من رواتب المقاتلين لشراء ما ينقصهم من المياه، وأنتم تعلمون أنّ رواتب الحشد الشعبيّ ليست متساوية مع أقرانهم من باقي المقاتلين، وعلينا أن ننظّم عملنا ونحدّد النقص وما هو سببه، وها نحن اليوم نُعلن عن انطلاق وحدات الإغاثة والدعم”.
واختتم: “الزيارة الأربعينيّة المُقبلة علينا بعد أيّام ستشهد لأوّل مرّة مشاركة مواكب الإغاثة والدعم اللوجستيّ، حيث أنّنا أدخلناهم ضمن الخطّة الأمنيّة المُعدّة للزيارة الأربعينيّة، وسيبلغ عدد المتطوّعين من مواكب الدعم نحو ألفي متطوّع، بالإضافة الى أكثر من ثلاثة آلاف متطوّع من فرقة العبّاس القتاليّة”.
وكان المؤتمر قد اختتم بجلسة نقاشية تناولت آلية عمل الشعبة من جانب والخدمات التي ستقدمها في المستقبل القريب من جانب آخر.
النهایة