شفقنا العراق-متابعات-تشهد مدينة كربلاء اجراءات امنية مشددة تنفذها العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بالتعاون مع قيادة شرطة كربلاء لتأمين مراسيم شهر محرم، کما شهد الصحن الحسيني دخول عدد من مواكب العزاء لاحياء المراسيم، وسخرت العتبة العبّاسية جميع طاقاتهم بما يتناسب مع أعداد الزائرين والخدمات المقدّمة لهم، هذا وترى بيوت الكاظمية المقدسة قد اتشّحت بالسواد وبات الحزن والأسى يتجوّل في وجوه أهالي المدينة .
وكشف قسم المواكب والشعائر الحسينية في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية عن مكان اقامة تشابيه عاشوراء وحرق الخيام التي تقام في مدينة كربلاء.
وقال معاون رئيس القسم مازن الوزني ان “العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية خصصت مكان لتشابيه حرق الخيام في الجهة الغربية من مرقد الامام الحسين بالقرب من “مرآب الاحياء” في مدينة كربلاء”.
ووثقت عدسة الموقع الرسمي توافد مواكب العزاء منذ ساعات الصباح الاولى وهي تجوب الشوارع الرئيسية في مركز المدينة القديمة انطلاقا من باب قبلة مرقد ابي الفضل العباس مرورا بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين ووصولا الى مرقد الامام الحسين عليه السلام.
فيما انتشرت مواكب اخرى اختصت بتقديم الخدمة في شوارع المدينة لتقديم الخدمات المختلفة للزائرين، وشهدت المدينة خلال الايام الاولى من شهر محرم زيادة ملحوظة باعداد الزائرين العراقيين والعرب والاجانب الوافدين لاحياء مراسيم عاشوراء.
في السياق ذاته , بدأت العتبة الحسينية المقدسة استعدادات امنية وخدمية وتنظيمية مكثفة لاحياء مراسيم الزيارة التي ستبلغ ذروتها الخميس المقبل.
اما خدّام العتبة العبّاسية المقدّسة وقسم ما بين الحرمين الشريفين سخّروا جميع طاقاتهم بما يتناسب مع أعداد الزائرين والخدمات المقدّمة لهم، من أجل الإسهام في راحتهم لإتمام أعمالهم العباديّة التي في مقدّمتها زيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
کذلك اخذ منتسبو قسم المواكب والشعائر الحسينيّة على عاتقهم تنظيم مسير المواكب الحسينيّة بما لا يتقاطع مع حركة الزائرين من جهة، ومن جهةٍ أخرى فيما بينها، وبانسيابيّةٍ عالية تبعاً لجدولٍ أعدّه القسمُ مسبقاً.
هذا وقد شهِد حَرَما الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) يوم أمس الثاني من محرّم الحرام وليلته تدفّقاً لمواكب العزاء تباعاً، وحسب جدولٍ زمانيّ ومكانيّ لنزولها نظّمه قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة، وهي تحمل راياتٍ عالية ولافتات عريضة كُتبت عليها شعاراتٌ رساليّة مهمّة تمثّل دعوةً صادقةً وشاملة للاهتداء والاقتداء بمبادئ النهضة الحسينيّة القائمة على التضحية والإيثار ومقارعة الظلم والطغيان والجبروت الأجوف، أيّاً كان مصدره.
ما أن يأتي شهر محرم الحرام إلا وترى بيوت الكاظمية المقدسة قد اتشّحت بالسواد وبات الحزن والأسى يتجوّل في وجوه أهالي المدينة، عسى أن يحسن الله لهم العزاء، وانطلاقاً من مسؤوليتها ورسالتها الإنسانية في إحياء ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين “عليه السلام” حضر وفد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مجلس العزاء الحسيني المُقام في دار سماحة السيد مهدي الصدر “طاب ثراه”، والذي حضره عدد من الشخصيات الدينية وجمع من المؤمنين.
استهل المجلس بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شّنف بها أسماع الحاضرين الحاج رسول الكاظمي، بعدها ارتقى المنبر الحسيني سماحة السيد شاكر المحنا وتتبع في محاضرته ما ورد في كتاب (أخلاق أهل البيت “عليهم السلام” ) وهو من الآثار الفكرية والثقافية لسماحة السيد مهدي الصدر “طاب ثراه”، معرّجاً على أهمية الأخلاق في الإسلام، وموضوع الكذب وقبحه والذي وصفه سبباً من أسباب سلب النعمة والتوفيق وضياع الحقوق، بل ويقف حائلاً بيّن الإنسان ومدارج الخير.
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً .. ابتدأ الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ أحمد الربيعي بهذه الكلمات مجلس العزاء في يومه الثالث بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم في مسجد الكوفة المعظم بحضور المنتسبين والزوار.
مستشهداً بقول الإمام الحسين (عليه السلام) عند خروجه من المدينة المنورة (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)، وهذه الوصية تكشف عن اسباب نهضته المباركة.
النهایة