شفقنا العراق0ناقشت وزارةُ الموارد المائيّة وبالتعاون مع شركة نور الكفيل للاستثمارات العامّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة الواقع المائيّ الذي يعيشه البلد، وذلك من خلال ندوةٍ إرشاديّة موسّعة طُرحت فيها أسبابُ الشحّة المائيّة والطرق والآليات المعتمدة لمعالجتها، وبحضور الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر ووزير الموارد المائيّة الدكتور حسن الجنابي وجمعٍ كبير من المهتمّين والمختصّين بهذا المجال وممثّلين عن مديريّة ماء كربلاء فضلاً عن عددٍ من المزارعين.
الندوة التي أُقيمت یوم امس في مجمّع الشيخ الكليني(قدّس سرّه) التابع للعتبة المقدّسة، جاءت من أجل المساهمة في وضع حلولٍ ناجعة للأزمة المائيّة الراهنة التي تعصف بالبلد، وبهذا الخصوص تحدّث الأمينُ العام للعتبة العبّاسية المقدّسة في كلمةٍ له قائلاً: “نجتمع هذا اليوم في ظلال أبي الفضل(عليه السلام) الذي من أسمائه -سيد الماء-، لنسلّط الضوء من جديدٍ على قضيّةٍ مهمّة ومشكلةٍ تؤرّق كلّ النفوس الطيّبة في هذا البلد ألا وهي مشكلة المياه وشحّتها وأهمّية المحافظة عليها، هذه الثروة الوطنيّة التي تعتبر من أهمّ الثروات، فإنّ بلدنا كما تعلمون يشهد شحّةً في المياه بخطرٍ كبيرٍ محدقٍ بنا جميعاً يستدعي منّا شحذ الهمم وتهيئة الإمكانيّات وبحث ومناقشة الأفكار الجيّدة والعمل بها من أجل حلّ هذه المشكلة بشكلٍ عاجل، وإنّ مشكلة شحّة المياه تفاقمت حتّى وصلت الى شحّة مياه الشرب فضلاً عن شحّة مياه الغسل والاستخدامات الضروريّة الأخرى”.
مبيّناً: “نغتنم فرصة انعقاد هذه الندوة لكي نهيب بكافة الجهات المعنيّة وأصحاب القرار وكلّ الخبرات وكلّ الطاقات المخلصة من أجل العمل الجيّد وبهمّة عالية لإزالة خطر هذه المشكلة التي تأثّر منها سلباً أبناء هذا الوطن الكريم وخاصّةً مناطق الوسط والجنوب، وإيجاد حلولٍ سريعة بتنفيذ مشاريع استراتيجيّة لتحسين مصادر المياه الحاليّة والبحث عن مصادر المياه البديلة، ومدّ شبكات المياه وإيصالها لجميع المناطق السكنيّة للمواطنين، وتوفير قنوات السقي المعالجة بطرقٍ علميّة للحفاظ على هذه القنوات من الهدر والتلوّث كالتبطين، وإزالة التجاوزات بكافّة أنواعها وغيرها من الوسائل التي لا حصر لها، ونأمل من هذه الندوة أن تكون أحد الأسباب التي تُساهم في معالجة شحّة المياه”.
وتضمّنت الندوة كذلك تقديم شرحٍ توضيحيّ قام به وزيرُ الموارد المائيّة الدكتور حسن الجنابي، وتطرّق من خلاله الى محاور عديدة أهمّها:
– الشحّة والجفاف.
– الموارد المائيّة وأسباب الشحّة.
– الاستخدامات الرئيسيّة للمياه.
– الضغوطات والإشاعات حول موضوع شحّة المياه.
– معدّلات الإيرادات للعراق من المياه بالنسبة لنهري دجلة والفرات.
– بعض الأسئلة الشائعة حول شحّة المياه وسبل معالجتها.
كذلك كان هناك تقديم لشروحات تفصيليّة توضيحيّة لعددٍ من الأساتذة المسؤولين في وزارة الموارد المائيّة والتي كانت برئاسة الأستاذ ظافر عبد الله، وكانت على محورين:
المحور الأوّل: الموقف المائي الحالي، قدّمه رئيسُ المهندسين في المركز الوطني لإدارة الموارد المائيّة المهندس حاتم حميد حسن.
المحور الثاني: إجراءات الوزارة بخصوص شحّة المياه، قدّمه الأستاذ علي راضي ثامر مدير عام الهيئة العامّة لتشغيل مشاريع الريّ والبزل.
مشروعُ الساقي للمياه البديلة في العتبة العبّاسية المقدّسة كان حاضراً في المحاور النقاشيّة لهذه الندوة باعتباره واحداً من المشاريع الرائدة التي تسهم في خلق بدائل للمياه، حيث قدّم الأستاذ علاء عمار مديرُ المشروع شرحاً وافياً عن أهداف وغاية هذا المشروع ومراحله الحالية والمستقبليّة، مبيّناً أنّ فكرة المشروع تمثّلت بحفر آبار لاستخراج المياه وتحليلها واستخدامها لسدّ حاجة محافظة كربلاء من مياه الشرب، لتكون بديلةً عن نهر الفرات في حال التعرّض لشحّة مائيّة حقيقيّة.
وشملت الندوة كذلك عروضاً وشروحات توضيحيّة لأعمال الهيئة العامّة للسدود والخزانات، وتقديم دراسة توضيحيّة حول موضوع استراتيجيّة الموارد المائيّة والأراضي في العراق قدّمها الأستاذ مناضل فاضل المهداوي عضو الهيئة الاستشاريّة في الوزارة، إضافةً الى عرضٍ تفصيليّ حول الأهوار في ظروف الشحّة.
وشهدت الندوة في ختامها إقامة جلسة حواريّة مفتوحة تمّ الاستماع من خلالها الى طروحاتٍ واستفساراتٍ من قبل الحاضرين تمّت الإجابة عنها من قِبل المختصّين.
وأُقيم على هامش الندوة معرضٌ صوريّ وآخر للأعمال اليدويّة التراثية اشتركت فيه عددٌ من المؤسّسات.
اما مشروعُ الدورات القرآنيّة الصيفيّة للفتيات واحدٌ من المشاريع القرآنيّة المهمّة التي يُقيمها معهدُ القرآن الكريم النسويّ التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، سواءً التي تُقام في مركز المعهد في محافظة النجف الأشرف أو فروعه، وما يزال هذا المشروع متواصلاً بعطائه القرآنيّ وسط إقبالٍ وتفاعلٍ كبيرين من قبل المشتركات التي تتراوح أعمارهنّ من الحادية عشر وحتّى المرحلة الجامعيّة، اللاتي عددنَ هذه الدورات فرصةً لتنمية قدراتهنّ القرآنيّة وتطويرها واستثمار العطلة الصيفيّة، وقد شهدت هذا العام ازدياداً في عدد المشتركات واتّساعاً في رقعة أماكن انعقادها.
وبحسب القائمات على المعهد فإنّ الدورات القرآنيّة التي انطلقت منذ بدء العطلة الصيفيّة بحزمة برامج قرآنيّة تضمّ العديد من الفقرات الهادفة، لتثقيف العنصر النسويّ وتوعيته قرآنيّاً وتنشئته نشأةً إسلاميّة صحيحة تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف وأخلاق وسيرة النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام).
وإنّ الدورات تضمّنت دروساً ضمن منهاجٍ تمّ إعداده من قبل كوادر قرآنيّة مختصّة، وهي متخصّصة بالتلاوة وأحكامها والحفظ وأساليبه، إضافةً الى دروسٍ في الفقه والعقائد والأخلاق تتلاءم وأعمار المشتركات اللاتي تمّ تقسيمهنّ على فئات عمريّة من الخامس الابتدائي وحتّى مراحل الجامعة، حيث ضمّ البرنامج كذلك فقراتٍ إثرائيّة لتعلُّم المهارات والحِرَف اليدويّة وتنميتها لدى المشتركات.
وایضا بعد النجاح الذي حقّقه البرنامجُ الإلكترونيّ الجديد (السّراج للمدرسة الإلكترونيّة) في عددٍ من المدارس في محافظة كربلاء المقدّسة، وهو عبارة عن تطبيقٍ تواصليّ بين المدرسة وأولياء الأمور يسهم في رفع معدّلات تفاعلهم، وبمثابة نافذة تواصلٍ بين البيت والمدرسة إلكترونيّاً، ارتأى مركزُ الكفيل لتقنيّة المعلومات وتطوير المهارات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة إقامة ندواتٍ تعريفيّة خاصّة بهذا البرنامج، وذلك للاستفادة من الخَدَمات التي يقدّمها والتي تسهم في توفير الجهد والوقت للمعلّم أو المدرّس ووليّ أمر الطالب وبما يواكب التطوّر الحاصل في هذا المجال، فضلاً عن توظيف التقنيّة الحديثة فيما يخدم العمليّة التربويّة والتعليميّة.
الندوة التي أقامها مؤخّراً على قاعة القاسم(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة شهدت حضور ممثّلين عن مديريّة تربية محافظة كربلاء المقدّسة، ترأّسهم مديرُ قسم الإشراف الاختصاصي الأستاذ جواد نصر الله إضافةً الى عددٍ من المشرفين الثانويّين ومدراء ومديرات عددٍ من المدارس في المحافظة، حيث تمّ تقديمُ شرحٍ مفصّل عن هذا البرنامج وما يحتويه من أبواب ونوافذ، وبيان أهمّ مميّزاته التي تجعل الطريق التواصليّ بين المدرسة والبيت معبّداً وبأسهل الطرق، وبما يتلاءم ويتناغم مع التطوّر التكنلوجي الحاصل في هذا المجال.
هذا وقد تضمّنت الندوةُ بعد الاستماع للشرح التفصيليّ عن البرنامج مداخلاتٍ واستفساراتٍ من قبل الحاضرين عن هذا التطبيق، إضافةً الى ملاحظاتٍ أدلى بها بعضُ المستفيدين من خدمات هذا البرنامج بيّنوا فيها إيجابيّات التطبيق.
وفي ختام هذه الندوة تبرّع مركزُ الكفيل لتقنيّة المعلومات بخمس نسخٍ من التطبيق لمديريّة تربية كربلاء المقدّسة من أجل العمل عليه ومعرفة مواصفاته وخصائصه ومميّزاته .
النهایة
