شفقنا العراق-تحت شعار “رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً” وبعنوان “السِّيرةُ النَّبَويّةُ شِرْعَةٌ رَبَّانيَّةٌ بتوهّجاتٍ إنسانيّة”، أطلقت العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بدار الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها مؤتمرها الدوليّ الأوّل في السيرة النبويّة الشريفة، وذلك اليوم الخميس وبحضورٍ ومشاركةٍ محليّة ودوليّة.
حفل افتتاح المؤتمر احتضنته قاعةُ الإمام الحسن عليه السلام في العتبة العبّاسية المقدّسة وبحضور ممثل المرجعیة ومتولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي وأمينها العام السيد محمد الأشيقر وجمعٍ كبير لشخصيّات ووفود دينيّة وأكاديميّة وثقافيّة مثّلت جهات عديدة.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار والاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة وممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة السيد أحمد الصافي وقد أخذت منحىً بحثيّاً تمحور حول شخصيّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم متطرّقاً فيها لجوانب عديدة من حياته الشريفة، وبيّن في معرض كلامه: “لعلّ أفضل ما يجمع المسلمين في هذا الوقت الحسّاس هو الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، ولا شكّ أنّه لا يوجد مثل النبيّ صلّى الله عليه وآله من حيث بدأ الله الخلق الى نهايته وهو خاتم النبيّين، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وهو الذي ادّخره الله تعالى ليقول (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ)، وكانت الرّسالات السماويّة بعضها يقدّم ما عنده، لما جاءت به الرسل المطهّرة ممّا أوحى الله تبارك وتعالى إلى أنبيائه الى أن اكتملت هذه الرّسالة الدينيّة الحقّة على يده صلّى الله عليه وآله، لذلك كان للنبيّ محطّ بشارة باقي الذين جاءوا الى أممهم فكانوا دائماً يتطلّعون الى ذلك اليوم الذي يأتي فيه النبيّ ويُعلن دينه على أرض البسيطة”.
أعقبت ذلك كلمةٌ للّجنة التحضيريّة للمؤتمر ألقاها بالنيابة الأستاذ الدكتور ليث قابل الوائلي وبيّن فيها: “المؤتمرُ الدوليّ الأوّل هو طليعةُ مؤتمراتنا عن السيرة النبويّة المباركة، وستتلوه مؤتمراتٌ ترفده وتكمل ما شرع به، ولقد كانت استجابة السادة الباحثين تستحقّ الثناء، إذ وصل إلى الدار مائتا ملخّص علميّ من ثمان دول، وحينما انتهى الموعد المقرّر لاستلام البحوث المشاركة وصل عددُ البحوث المستَلَمة إلى واحد وثلاثين ومائة بحث، أُخضعت لتقويمٍ علميّ انتهى إلى قبول ثمانية وستّين بحثاً منها”.
جاءت بعد ذلك كلمةٌ للوفود المشاركة في هذا المؤتمر ألقاها نيابةً عنهم الأستاذ الدكتور حافظ محمد جمال الدين من مصر التي عبّر من خلالها عن شكره وتقديره للعتبة العبّاسية المقدّسة لإقامتها هذا المؤتمر وبهذا التوقيت الذي تُعاني فيه الأمّة الإسلاميّة من تشظّي نتيجة عدم التزامها وتمسّكها بنهج الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم.
ليتمّ بعدها الإعلانُ عن أسماء الفائزين بالمسابقة التي أطلقها دارُ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم لاختيار أفضل عشر رسائل جامعيّة في السيرة النبويّة الشريفة التي أُعلن عنها سابقاً.
وأعقب ذلك افتتاحُ الجلسات البحثيّة للمؤتمر ترأّسها الأستاذ الدكتور سامي الحاج محمود التي استهلّها بحثٌ توسّم بعنوان “التدوين التاريخي للسيرة النبويّة الشريفة” للأستاذ الدكتور عبد الجبار ناجي الياسري من العراق.
وأكّد عضو اللجنة الدكتور ليث قابل الوائلي أنّ شخصيّة الرسول الأكرم كانت وستبقى مصدراً لوحدة هذه الأمّة، ومناراً رفيعاً لشموخها وكبريائها، ومفخرةً للإنسانيّة.
وبيّن الوائلي إن “هذا المؤتمر العلميّ العالميّ الأوّل الذي تُقيمه دار الرسول الأعظم هو مؤتمرٌ تمتزج فيه دماءُ الشهادة التي أُريقت في سبيل الله في هذه العرصة المباركة، مع مداد العلماء والفضلاء، لينتج من اجتماعهما خيرٌ لهذه الأمّة، وبركة وتوفيق”.
وبيّن إن “المؤتمرُ الدوليّ الأوّل هو طليعةُ مؤتمراتنا عن السيرة النبويّة المباركة، وستتلوه مؤتمراتٌ ترفده وتكمل ما شرع به، ولقد كانت استجابة السادة الباحثين تستحقّ الثناء، إذ وصل إلى الدار مائتا ملخّص علميّ من ثمان دول، وحينما انتهى الموعد المقرّر لاستلام البحوث المشاركة وصل عددُ البحوث المستَلَمة إلى واحد وثلاثين ومائة بحث، أُخضعت لتقويمٍ علميّ انتهى إلى قبول ثمانية وستّين بحثاً منها، وتُضيء هذه الأرقام -حقيقةً- الاستجابة الرائعة من لدن الباحثين الكرام للكتابة عن الرسول الأكرم، كما تؤكّد رغبة صادقة عند الكثيرين من المشتغلين بالبحث العلميّ في أن تتّصل جهودهم بخدمة السيرة النبويّة الشريفة، لا سيّما وأنّ هذه السيرة المقدّسة تقدّم لأبناء هذه الأمّة فرصةً حقيقيّة للارتفاع على خلافاتهم، والاتّحاد حول الذات النبويّة الشريفة، حيث الخير، والسلام، والحياة”.
النهایة