خاص شفقنا العراق-يعد مقام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ومرقد الصحابي أثيب اليماني المعروف بـ”صافي صفا” شاخصاً تاريخياً يعود تاريخه إلى مئات السنين يقع على ضفة بحر النجف فوق مرتفع صخري في الجهة الغربية لمدينة النجف حيث مرقد أمير المؤمنين اليوم.
يذكر أن ذلك الرجل الصالح من أهل اليمن دفنه الإمام علي أيام خلافته عام 38 للهجرة وأصبح اليوم مسجداً ومقاماً ومزاراً للوافدين إلى زيارة مدينة النجف الأشرف.
يقول أمين مزار أثيب اليماني، عبد الحسن حمودي شنون، في حديث لمراسل “شفقنا العراق” أن “مرقد العبد الصالح أثيب اليماني والمعروف بصافي صفا والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى صفاة الصفا أي مكان تجمع القوافل التجارية الذي كان يشرف على بحر النجف، يعتبر من المعالم التاريخية والدينية التي لها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين بعد مرقد أمير المؤمنين”.
ويتابع شنون إن “رواة التاريخ يذكرون بأن هذا المكان كان فيه نبي الله موسى يناجي ربه وهو جزء من جبل طور سيناء والجودي الذي استوت عليه سفينة نوح ومقام ولي الله علي بن أبي طالب إذ كان يأتي إلى هذا المكان مع جملة من أصحابه يتعبد ويناجي ربه فأصبح أول مسجد أسسه أمير المؤمنين للعبادة، حتى أصبحت هذه البقعة المباركة مثوى للعبد الصالح أثيب اليماني الذي دفنه الإمام علي فيها سنة 38 هــ ويؤمها المسلمون من شتى بقاع الأرض”.
وأضاف شنون إن “أول قبة لهذا المرقد بنيت في عهد السلطان أويس الجلائري على يد السيد المعظم علاء الدين بن مير مجيد المدني المداح بمساعدة الملك الحاج المحتشم الفهماني سنة 759هـــ وبين الحين والآخر تجدد بناء هذا المزار حتى سنة 1044هـــ 1982، حين هدمت البيوت القديمة المحيطة بالمزار لتسوية المنطقة وبعدها استحصل سدنة مرقد أثيب اليماني وهم أسرة آل الدراويش المخزومية الذين يقومون برعاية هذا المزار منذ 550 عاما والى يومنا هذا، على الموافقة بإعادة بناء المرقد على نفقتهم الخاصة”.
وبين أمين مزار أثيب اليماني إن “المزار تعرض إلى محاولات تفجير عديدة كانت الأولى بعد ما اخفقت الانتفاضة الشعبانية إذ كان مركزاً لقيادة ثوار الشعبانية فجاء الأمر من السلطة الحاكمة آنذاك بتفجير المزار لكن محاولة التفجير فشلت ثلاثة مرات، أما المحاولة الأخيرة فكانت إبان الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 حين استهدفت القوات الأمريكية المزار بأربعة صواريخ سلكية بعدما رصدوا حضورا للجيش العراقي في المكان الذي دمر بالكامل”.
وبين عبد الحسن “أنه بعد صدور قرار إعمار المزارات الشيعية المتضررة والمنضوية تحت رعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق تمت المباشرة بتجديد المزار تضمن أربعة طوابق تحت مساحة 3750 متر مربع، الأول تحت مستوى سطح الأرض، فضلا عن مضيف لتقديم الطعام للزائرين بالمناسبات الدينية والزيارات المليونية يتسع لأكثر من 1000 زائر”.
وأشار شنون إن “الطابق الثاني الذي يضم القبر الشريف ومحراب الصلاة الذي يرتفع إلى 13 مترا يمر عبل كل طابق”، موضحا إن هناك متحف يضم قطع الأحجار التي تشير التأريخ بناء المرقد وبعض القطع الأثرية والتراثية يقدر عمرها بمئات السنين إلى جانب الضريح من الركن الجنوبي”.
واستطرد بالقول إن “الطابق الثالث يحتوي قاعة للمناسبات والمصلى والمكتبة، والطابق الأخير مخصص للوحدات الإدارية ومكتب الأمين ومركز علوم القرآن والمرصد الفلكي والشؤون الفكرية والثقافية”.
وأردف شنون إن “هناك مساحة 1050 متر مربع خلف المزار للمجاميع الصحية تشتمل على 400 مرفق صحي ومرآب لوقف السيارات خدمة لزوار المرقد الشريف”.
من جانبه قال مسؤول المرصد الفلكي في المزار الشيخ صلاح الرماحي لـ”شفقنا العراق” إن “المرصد الفلكي يعد مركزاً مهماً في المزار لرصد ظاهرتي الخسوف والكسوف ومعرفة مواقيت الأهلة للأشهر الحرم وشهري رمضان وذي الحجة عن طريق المراقبة بالتلسكوب، مشيراً إلى أن “رؤية الأفق واضحة للعيان كون المنطقة مفتوحة على بحر النجف”.
وأضاف الشيخ صلاح الرماحي أن “كادر المركز يعمل على كتابة تقرير مفصل قبل وبعد ولادة الهلال يبين فيه عمره والمراحل التي يمر بها وأماكن رؤيته بالعين المجردة أو بالأجهزة المجهرية كما يرصد مسائل اختلاف أوقات الصلاة طيلة أيام السنة وتحديد زاوية اتجاه القبلة بالدقة في الليل والنهار ومغيب الشفق وطلوع الفجر ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بإعلام المرقد.
وبين الرماحي إن “إدارة المركز تسعى إلى إقامة محاضرات فلكية في معرفة الأجرام السماوية عبر عرض قبة سماوية افتراضية على شاشة عرض”، منوهاً الى أن “المركز مفتوح للوفود من طلبة الجامعات وطلبة الحوزة العلمية”.
وقال معاون مسؤول شعبة الشؤون الفكرية والثقافية عمار ناصر محمد أن “الشعبة تابعة إلى القسم الإداري وتتكون من عدة وحدات أهمها وحدة الشعائر الدينية التي تعمل على تبيان الأحكام الخاصة بالزيارة وآدابها للزائرين، وكذلك وحدة البحوث والدراسات التي تعمل على كتابة البحوث الدينية، فضلا عن وحدة علوم القرآن التي تقيم دورات مستمرة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم للفتية من كلا الجنسين”.
المصور محمد حمزة/ تقریر رسول عبید الشبلی