شفقنا العراق-في كلام للشهيد السيد محمد باقر الصدر قال: “كان هارون الرشيد يلتفت إلى السحابة يقول لها: أينما تمطرين يأتيني خراجك. وفي سبيل هذه الدنيا قام بسجن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، فهل جربنا أن تُقبِل علينا هذه الدنيا ثم لا نسجن موسى بن جعفر؟ إنّ هذه الدنيا، كلّفت هاروناً أن يسجن موسى بن جعفر. فهل وضعت هذه الدنيا أمامنا لكي نفكر بأننا أتقى من هارون الرشيد؟”
في هذه الكلمات اعطت المرجعية الدينية درسا للامة في الكوارث التي ستحصل نتيجة اتباع الشهوات من قبل القادة والمتنفذون في السلطة.
واليوم وبعد ان مر على هذا الخطاب قرابة تسعة وثلاثون عاما وقد زال النظام الطاغوتي الذي كان جاثما على رقاب الامة، ودارت الايام ويصبح من كان يتخذ من الشهيد الصدر قدوة له متنفذا في ادارة الحكم الجديد في العراق وتتحقق نبؤة الشهيد الصدر عن دنيا هارون التي عرضت على الذين تسلموا مقاليد السلطة وتمسكوا فيها ولم يبالوا للحذر من حب الدنيا بل غرقوا في هذا الحب فشاع فيهم الفساد المالي والفساد الاداري وامتد الامر بهم الى الفساد الاخلاقي واصبح القدوة الذي كانوا يتباهون به يوما ما في خبر كان حتى تمر ذكراه مر السحاب دون ان يعطى حقه من الذين تسلقوا الى السلطة بفضله.
وقد حذرت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف منذ سقوط حكم البعث الفاسد ولحد اليوم اشد تحذيرا من اتباع الذين غرقوا في دنيا هرون واوصدت الابواب في وجوههم بعد ان يئست من رشدهم ونصحهم حيث اوصلوا العراق الى ما عليه الان من محن وابتلاءات نتيجة تمسكهم بالسلطة وتفردهم بالقرار السياسي.
ان شعبنا اليوم قد انتفض بوجه اولئك الفاسدين واعلن الثورة على ظلمهم وبطشهم ولن يتوقف حتى يغير تلك الوجوه، لذا على الذين يريدون ان يخدموا العراق بنزاهة وعدل ان يجعلوا من كلام الشهيد الصدر هذا درسا لهم، والا ستكون نهايتهم ايضا كالذي سبقهم ممن غرق في حب الدنبا واشترى دنيا هارون ومن يتق الله يجعل له مخرجا والعاقبة للمتقين.
السيد محمد الطالقاني
———————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————