شفقنا العراق-جاء الإسلام في الأصل من أجل البناء، وهدفه تربية الإنسان، فجهاد النفس مقدم على كل جهاد، وهذا ما كان يعنيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بقوله “الجهاد الأكبر”، فهو الجهاد الارفع والاسمى الذي يصارع فيه الإنسان نفسه الطاغوتية.
من هذا الأساس يبدأ الإصلاح الحقيقي عند الإنسان، تربية نفسه اخلاقيا ودينيا، حتى يميز بين العمل الصالح الذي فيه المنفعة العامة وليس الخاصة، حتى لا يكون انانيا لا يحب الخير الا لنفسه، ومن ثم يستقبح عمل الشكر الذي فيه العاقبة السيئة تضر فيه وفي المجتمع، ليصبح أداة ضارة في المجتمع الإسلامي، وبأمكان الإنسان إصلاح نفسه ما دامت لدية طاقاته الشابة، وروحه النقية، وما دامت جذور الفساد لم تشتد فيه! لكن إذا ما تأصلت جذور الفساد في الانسان، فسوف يستحيل الإصلاح، بناء النفس والتواصل بالقيم والفضائل الإنسانية فيها سينتصر في كل المراحل، وسيتم إنقاذ البلد بناء حقيقي، عكس هؤلاء الذين يريدون من بلادنا الضياع من خلال فسادهم الاخلاقي وعقائدهم وأعمالهم، ولو اصلحوا ما بأنفسهم لما خانوا الشعب.
ما يجري اليوم من تظاهرات حاشدة في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى، اختلف فيها الرؤى بين مطالب بالإصلاح والحقوق في الخدمات، وبين معارض يريد لنفسه غايتها المنشودة، وبين مخرب غادر لا يهمه الا الدمار والتخريب، وما حدث من تصرفات من قبل البعض هي بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب ومطالبه، فمن أراد الخدمات عليه ألا يخرب ولا يحرق، ولا يقتل ولا يسرق بل عليه أن يحافظ على ممتلكات العامة والخاصة لأنها ملك الجميع، وهذا أشارت إليه المرجعية الدينية من خلال خطبة الجمعة، مساندتها للمتظاهرين، بشرط المحافظة على سلمية التظاهر والحفاظ على المال العام لأنه ملك الجميع، وسيعوض من قوتكم واموالكم.
فاسعوا جميعا لخدمة الإسلام والشعب لتبلغوا الجهاد الأكبر نهايته، ليصبح كل واحد منها مسؤولا ملتزما لخدمة نفسه ووطنه وشعبه، علينا أن ننتبه لوحدة الكلمة، لأنها هي سبب النجاح، ولا نفترق فيما بيننا وأن نعمل بالآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والحبل هو الإسلام، والعدالة الإسلامية هي من تنتصر، ويتحقق من خلالها العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد.
واجبنا اليوم في ظل هذه الأزمات أن يسعى كل منا بجد لنبدأ بتنفيذ القوانين على أنفسنا، فإذا لم نصلح أنفسنا ولم ننفذ ونحترم القوانين الإسلامية فلن نستطيع تشكيل الحكومة وتحقيق العدالة، علينا أن ننتبه إلى الخطط الشيطانية التي دست كما يدس السم بالعسل فلا تتحقق الغايات والأهداف الا بوحدة الهدف.
هادي الدعمي
———————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————