شفقنا العراق-ضمن منهاج العتبة الكاظمية المقدسة خلال العطلة الصيفية لاستقطاب طلبتنا الأعزاء بفئاتهم العمرية المختلفة ومن أجل نشر الثقافة القرآنية بين تلك الأوساط وتنشئتهم تنشئة إسلامية واعية ومثقفة، أقام دار القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والإعلام في العتبة الكاظمية المقدسة دورة الإمامين الجوادين (عليهما السلام) الصيفية الثامنة، لتعليم القرآن الكريم وأصول الدين وفروعه والفقه والأخلاق وسيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وعن طبيعة تلك الدورات تحدّث لموقع العتبة المقدسة مدير دار القرآن الحاج جلال علي محمد قائلاً: تأتي هذه الدورة استكمالاً للدورات السابقة التي افتتحها دار القرآن الكريم والتي تهدف إلى تجذير ثقافة القرآن الكريم ونهج أهل البيت (عليهم السلام) عند هؤلاء الناشئة، لأنّ الاهتمام بنشر المعارف القرآنيّة في المجتمع هو من أهمّ عوامل التصدّي للهجمات الثقافيّة التي يشنّها أعداءُ الإسلام.
لذا تسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة إلى تطوير المشروع القرآني من خلال الكثير من الفعاليات والأنشطة حيث بدأنا باحتضان أبنائنا الطلبة من البنين والبنات في المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة خلال العطلة الصيفية ،وخصصت للبنين أيام (السبت والاثنين) من كلّ أسبوع لطلبة المرحلة الابتدائية بإشراف الأستاذ عبد الكريم الأنصاري و(الأحد والثلاثاء) لطلبة المرحلة المتوسطة بإشراف الأستاذ محمد حسن جدوع، وللبنات لكلا المرحلتين تم تخصيص يومي (الأربعاء والخميس) بإشراف السيدتين هدى فخري ونورة صالح، ويشهد منهاج الدورة تحفيظهم السور القرآنية المباركة والتي هي جزء من مناهجهم الدراسية والتربوية وطرق قراءتها بالشكل الصحيح، فضلاً عن تعليمهم أصول الدين وفروعه وبعض المسائل الفقهية المبسّطة والأخلاق وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، كما تتخللها تنمية بعض المواهب الصوتية والاهتمام بالإنشاد الديني.
يذكر أن هناك إقبالا كبيرا من الطلبة للتسجيل في هذه الدورات كونها منطلقة من مركز روحي وإيماني وعبادي في رحاب مرقد الإمامين الجوادين (عليهما السلام).
هذا وتتواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة / قسم الشؤون الفكرية والإعلام ـ دار القرآن الكريم بإقامة محفلها القرآني الأسبوعي بحضور عدد من الأساتذة والمختصين بالشأن القرآني وجمع من زائري الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.
وشهد المحفل في هذا الأسبوع استضافة كل من: القارئين منتظر القرغولي، ورسول الدراجي، حيث صدحت حناجرهما بتلاوات قرآنية مباركة تعطّرت بها أجواء الصحن الكاظمي الشريف. من الجدير بالذكر أن العتبة الكاظمية المقدسة مستمرة بإقامة محافلها القرآنية الأسبوعية كلّ يوم سبت بعد صلاة العشائين واستضافتها لشخصيات قرآنية بارزة.
وببالغ الحزن والأسى واللوعة يستذكر المحبون والموالون للعترة الطاهرة في هذه الأيام رحيل عميد علوم أهل البيت إمامهم جعفر بن محمد الصادق “عليه السلام”, وتعظيماً لهذه المناسبة الأليمة أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مجالس العزاء والتأبين في رحاب الصحن الكاظمي الشريف, حيث شهد المنهاج فقرات متعددة استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والقاء المحاضرات الدينية حيث ارتقى خلالها المنبر الحسيني فضيلة الشيخ جعفر الوائلي واستعرض في أولى محاضراته أدوار إمامة الصادق “عليه السلام” على مدى (34) عاماً، فضلاً عن مميزات مدرسته العظيمة ذات القواعد العلمية الرصينة والتي خرّجت آلاف الطلبة، وأسست لكلّ العلوم التي ترتبط بالشريعة، والتي أوجبت التخصصات العلمية وخلّفت ثروة علمية كبيرةً، وأنجبت خيرة العلماء الفطاحل.
كما أشار فضيلة الشيخ الوائلي في محاضراته إلى تربية الإنسان لنفسه، وجعل منهج إمامنا الصادق “عليه السلام” سلوكاً تربوياً خالصاً في حياتنا.
كما شارك في إحياء هذه المجالس رواديد العتبة المقدسة بمجموعة من القصائد والمراثي جسدّت مظلومية الإمام الصادق “عليه السلام” من قبل أعداء الإسلام، بحضور الجموع الغفيرة من الزائرين الكرام الذين توافدوا إلى الحرم الكاظمي الشريف لتقديم العزاء بهذا المصاب الجلل .
النهایة