شفقنا العراق- كنا بالأمس القريب ننتظر بكلّ حبٍ وشوقٍ حلول ضيف عظيم، واستقبال غائب مُنتَظر، وهو شهر رمضان المبارك، الذي يحملُ بيّن طياته الرأفة والمغفرة والعتق من النار، وها نحن نقترب من إرتحال شهر الخير والبر والرحمة، لتختتم العتبة الكاظمية المقدسة برامجها وفعالياتها وانشطتها القرآنية والثقافية والتعليمية المتعددة التي شهدتها رحاب الصحن الكاظمي الشريف لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، وهي تحتفي باستكمال الختمة القرآنية والجلسات التعليمية الرمضانية وتكريم الأساتذة والمشاركين الذين ارتادوا هذه المجالس طيلة أيام الشهر الفضيل، بحفل أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والإعلام ـ دار القرآن الكريم، بحضور نائب الأمين العام فضيلة الشيخ عدي الكاظمي وعضو مجلس الإدارة الحاج محمد البناء وعدد من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني والمشاركين بالبرامج التعليمية من البنين والبنات.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين الطالب مصطفى حميد، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، ألقاها فضيلة الشيخ عدي الكاظمي قائلاً: في رحاب القرآن والعترة الطاهرة “عليهم السلام” اجتمعنا في هذا المكان الشريف، لنقطف هذه الثمار المباركة التي واصلت حضورها هذه المجالس لقراءة القرآن الكريم وتعلمه والتدبر فيه، وأدعو من خلال هذا الحفل الكريم الآباء والأمهات حثّ أبناءهم في مواصلة المسيرة القرآنية لأنها الدعامة الأساسية في بناء شخصية الإنسان، وكذلك ينبغي الاهتمام بلغة القرآن الكريم والنبي الأكرم “صلى الله عليه وآله وسلم” ألا وهي ” اللغة العربية ” التي نشهد هجرها في هذه الأزمنة والابتعاد عنها، والدخول في لغة غريبة مرقعة لا أصل لها ولا أساس، وضرورة الاهتمام بروح القرآن والتخلق بأخلاقه.
تلتها كلمة دار القرآن الكريم، ألقاها مديرها الحاج جلال علي محمد مبيّناً: أرى من المناسب في هذا المقام إلى الإشارة إلى ظاهرة مؤلمة وهي هجر القرآن الكريم.. فالقرآن الكريم هو رمز الحياة الكريمة ووسيلة للنجاة وسبب لكل رُقي في الدنيا والآخرة فيما لو التزمنا به فقد أنزله تعالى (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، وهو أول الثقلين الذي أوصانا بالتمسك به رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” فمما يؤسف له أن هذا الكتاب المكتنز بكل ما يبث الحياة وأخلاق الله تعالى غادره الكثيرون فنهلوا من غيره، وانعكس ذلك في السلوك والنظريات والقوانين الوضعية، وقد نجد القرآن الكريم مجرد كتاب للتبرك به وقد تحول إلى كتابات ولوحات مزخرفة تزيّن القاعات والمساجد، وقد نرافقه في شهر رمضان ونهجره بعد انقضاء الشهر.
وأضاف قائلاً: نتقدّم بالشكر إليكم لمشاركتكم وحضوركم والشكر موصول إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ولجميع الأقسام والشعب والوحدات التي أسهمت في نجاح تلك النشاطات، ونهدي جهودنا وما تلوناه من كتاب الله العزيز خلال شهر رمضان المبارك هدية واصلة ورحمة نازلة من دار الدنيا إلى دار الآخرة إلى أرواح شهداء قواتنا الأمنية والحشد الشعبي وإلى أموات خَدَمة هذه العتبة المقدسة وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات.
واختتم الحفل بتكريم الأساتذة المُشرفين على هذه النشاطات القرآنية، وتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على المشاركين.
وترسيخاً للمفاهيم التربوية والأخلاقية في نفوس الناشئة والأجيال الفتيّة ورعايتها للنشاطات الثقافية والقرآنية في شهر ربيع القرآن، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والإعلام/ دار القرآن الكريم اختبارات مسابقة حفظ سورة ( الجن ) لكوكبة من الطلبة في قاعة دار القرآن الكريم، استهلت بتلاوة افتتاحية لأحد ثمرة الدورات القرآنية في العتبة المقدسة الطالب محمد حسين نجم، تلتها مشاركة الحافظة صفاء عدنان أحمد والحافظ علي حسن مهدي بفقرة الحفظ والاسئلة المختلفة برقم الصفحات والآيات القرآنية المباركة، كما تخلل مشاركة الموهبة القرآنية رضا محمد مهدي بتقديم قراءة تشريفية بتقليد أحد كبار القراء المصريين.
وعن طبيعة تلك المسابقة تحدث للموقع الإلكتروني مدير دار القرآن الكريم في العتبة الكاظمية المقدسة المهندس جلال علي محمد قائلاً: شهدت العتبة المقدسة فعاليات قرآنية متنوعة خلال الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك وكان من بينها مسابقة حفظ سورة ( الجن ) للأعمار من 6ـ 18 سنة، تُعنى بضبط المعاني والحركات والأحكام والتلاوة وحُسن الأداء، حيث نسعى من خلال هذه الجهود المباركة إلى الحفاظ على تنمية الوعي القرآني لدى أبنائنا الشباب، وتجذير تلك الثقافة لديهم، بحفظ سور كتاب الله العزيز وتلاوته والاهتمام بمعانيه وصولاً إلى تنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف وأخلاق نبينا الأكرم وأهل بيته الأطهار “عليهم السلام”.
وأضاف: إن هذه المسابقة كان هدفها تشجيعي واكتشاف مواهب النشء الجديد وليس الخروج بمراكز معيّنة بالرغم من أن التنافس مطلوب، فضلاً عن الوقوف على معاني الكلمات والتي تعدّ أولى خطوات التدبّر بآيات القرآن الكريم، حيث شهد حضور ( 75 ) مشاركاً من البنين والبنات للتنافس على المراكز الثلاث الأولى، وأشرف على اختبارات المتسابقين نخبة من الأساتذة المتخصصين في الشأن القرآني وهم كلّ من : الأستاذ لؤي الطائي، والسيدة بتول جبار، وكذلك المُتحدث.
واختتمت المسابقة بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على اللجنة التحكيمية والجوائز المالية على الفائزين من فيض بركات الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.
کما تُعد مشاركة العتبة الكاظمية المقدسة في المهرجانات والمحافل المحلية والدولية دليلاً على حرصها للنهوض بالواقع العلمي والثقافي ونشر الوعي الفكري لنهج أهل البيت”عليهم السلام”، وإيصال رسالتها المعرفية المشرقة لترسيخ الهوية الدينية والحضارية والثقافية.
لذا تقدّم الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس السيد محمد عبد الحسين الأشيقر بالشكر والتقدير إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لدورها ومشاركتها الفاعلة في فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الرابع عشر، والذي أقيم تحت شعار: ( بالإمام الحسين “عليه السلام” ثائرون وبالفتوى منتصرون).
النهایة