شفقنا العراق- سجّلت القوى السُنية أول “انشقاق رسمي” بعد انتهاء التصويت في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 12 أيار الماضي. ولا يستبعد أن تكون وراء الانشقاق حالات “تلاعب” في النتائج التي يتم الحديث عنها منذ 3 أسابيع.
وخسر كلّ من تحالف “الوطنية” بزعامة إياد علاوي، و”القرار” التابع لأسامة النجيفي عدداً من مقاعده لصالح “حزب الحلّ” المعروف بـ”الكرابلة” نسبة إلى رئيسه جمال الكربولي.
وانفجرت تلك الأحداث بعدما انتهت جولة المفاوضات الشيعية الاولى لتشكيل الحكومة التي لم تصل الى اتفاق حاسم، ليتحرك التنافس السُني في محاولة لتشكيل الكتلة الأكبر داخل الطائفة تمهيداً للجولة الثانية.
وعلى وفق حركة الأحزاب السُنيّة الفائزة قد لا ينجح أي من فريقي (علاوي- القرار) رغم عدم إعلان اندماجهما رسمياً، و(الكرابلة) في تحقيق فارق كبير في عدد المقاعد، بسبب انقسام الطرفين بشكل متساوٍ تقريباً وفشل “السُنة” حتى اللحظات الاخيرة قبل إغلاق باب تسجيل التحالفات الانتخابية مطلع العام الحالي، في تشكيل ائتلاف واسع لخوض الانتخابات التشريعية، بسبب الخلاف على الزعامات.
وعلى إثر ذلك خاضت الأحزاب السُنية التنافس الانتخابي بـ3 تحالفات رئيسة، أكبرها التحالف الذي قاده نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي مع رئيس البرلمان سليم الجبوري وصالح المطلك، الذي أطلق عليه شعبياً تحالف “الدكاترة” لأنه ضم أكبر عدد من حاملي شهادة الدكتوراه.
أما الثاني فهو تحالف “القرار” الذي تحالف فيه أسامة النجيفي مع خميس الخنجر زعيم المشروع العربي الذي انسحب قبل وقت قصير من يوم الاقتراع.
والثالث كان “حزب الحل” حيث ذهب الى استخدام “تكتيك” جديد ووزع مرشحيه في عدة قوائم، 4 منها حصلت على مقاعد.
بالمقابل دخلت شخصيات سُنية بارزة مثل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، ومحافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، ونواب في كركوك في تحالفات صغيرة على متسوى المحافظات.
مجدّداً.. “تحالف القوى”
نهاية الشهر الماضي، أعلن تحالف “العراق هويتنا” وحزب “الجماهير الوطنية” صلاح الدين، اتحادهما في تحالف جديد داخل البرلمان، بـ31 مقعداً من أصل 329.
ويتزعم تحالف “العراق هويتنا” جمال الكربولي وهو سياسي ورجل أعمال ومؤسس الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية “الحل”، ويتزعم حزب “الجماهير الوطنية” محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري.
وقال التحالف الجديد، الذي أطلق على نفسه “تحالف القوى العراقية” في بيان تلاه محمد الحلبوسي، في مؤتمر صحفي ببغداد، الاربعاء الماضي، إنه “على استعداد للتعاون مع القوى الوطنية، التي تتبنى منهج الشراكة والبناء أساساً في تعزيز مرتكزات الدولة العراقية المعاصرة”.
وأضاف إنه “منفتح على جميع القوى السياسية الوطنية التي تتطابق أهدافها وأولوياتها وأفكارها وبرامجها مع تحالف القوى العراقية، أملاً في تشكيل تكتل وطني واسع قادر على تبني برنامج بناء ممنهج وتقديم تشكيلة وزارية قادرة على تجاوز التحديات”.
واسم “تحالف القوى” كان قد استخدمته القوى السنية الفائزة في الدورة البرلمانية الاخيرة (نحو 54 مقعدا)، لكن سرعان ما انفرط (التحالف) بعد أزمة البرلمان في ربيع 2016، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وانقسام “السُنة” بين ومؤيد ورافض لإقالة رئيس البرلمان والقيادي في التحالف سليم الجبوري.
وفي وقت مبكر هذه المرة، شهد مؤتمر إعلان “تحالف القوى” الجديد، وجود مرشحين فائزين تابعين لقوى سياسية غير التي ذكرت في بيان التأسيس، ما يعني وجود انشقاق وانتقال مقاعد ذهبت الى حساب “القوى”.
وبحسب الإعلان، فإن حزب الجماهير، يمتلك مقعدين في نينوى، و3 مقاعد في صلاح الدين تحت اسم تحالف “قلعة الجماهير”. أما قوائم “الحل” فقد حصلت على 14 مقعداً من تحالف (نينوى هويتنا، صلاح الدين هويتنا، وتحالف بغداد، والانبار هويتنا).
إعلان الانشقاق
وفي هذا الشأن يقول إبراهيم العوسج المرشح السابق عن “القرار” في الانبار في تصريح لـ(المدى)، أمس إنّ”4 مرشحين في المحافظة تابعين لتحالفنا و(الوطنية) انضموا الى تحالف القوى الجديد، لأسباب شخصية”.
وخسرت الوطنية مقعدين من أصل 3 في المحافظة، حيث انشقت النائبة غادة الشمري ويحيى غازي عن الائتلاف وانضما الى “تحالف القوى”. وكذلك خسر “القرار” مقعدين في الانبار، لصالح التحالف الجديد، بعد انضمام المرشحين الفائزين هيبت حمد وعبد الله خربيط.
وعزا العوسج انشقاق مرشحي “القرار” الى “ترتيبات سابقة” مع قوى سياسية أخرى، وخلافات مع قيادة التحالف بحسب ادعاءات المنسحبين.وتردد في الأروقة السياسية ضمن تداعيات “التلاعب” بالانتخابات، بأن بعض الاحزاب “المزورة” في انتخابات نازحي الانبار، عرضت إضافة أصوات الى بعض الخاسرين في قوائم أخرى مقابل الانضمام إليها.وتهدد إجراءات البرلمان الاخيرة، الداعية لإلغاء جزء من النتائج، بحرمان 21 فائزاً من مقاعدهم، 6 منهم على الأقل في الانبار، بسبب مزاعم عن وجود تلاعب في نتائج التصويت.
بالمقابل ينفي رعد الدهلكي، القيادي والمرشح الفائز عن “الوطنية” في ديالى، وجود انشقاقات داخل التحالف. وأضاف الدهلكي في تصريح لـ(المدى) أمس إن “الأسماء المتداولة قد انسحبت، لأنها تقوم بعملية مناورة للتخلص من ضغط بعض الاطراف عليها”.
وحصلت “الوطنية” في الانتخابات الاخيرة على 21 مقعدا، قبل ان تزيدها 6 مقاعد بعدما انضمت إليها قائمة (عابرون) التابعة لوزير الكهرباء قاسم الفهداوي (مقعدين)، والفائز عن (تمدن) في نينوى أحمد الجبوري، وثلاثة مقاعد أخرى، على وفق ما قاله الدهلكي.
ويشير الاخير الى أن قائمته “منفتحة وترحب بكل الجهات التي ترغب بالانضمام إليها والمشاركة في برنامجها الساعي الى بناء الدولة”.ويبلغ مجموع ما حصلت عليه “القوى السُنية” أكثر من 60 مقعدا، وهو ما يعني أكبر من تحالف سائرون، الفائز الاول في نتائج الانتخابات بـ54 مقعداً. لكن العوسج، المرشح السابق عن الانبار، يؤكد صعوبة جمع تلك المقاعد بسبب استمرار الخلافات بين الزعامات.
وبحسب حراك القوى الفائزة، فإن “تحالف الكرابلة” يبدو قريباً من “المالكي”، حيث أن القائميتن هما الوحيدتان لم تلتقيا بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بينما يقول العوسج ان “تحالف القرار بعيد جداً عن (تحالف الحل) وأقرب الى الوطنية وسائرون وتحالف العبادي”.
النهایة