شفقنا العراق-ابتهاجاً بالذكرى العطرة لولادة ثاني الكواكب المحمدية سبط النبي الأكرم “صلى الله عليه وآله وسلم” وسيد شباب أهل الجنة الإمام أبو محمد الحسن المجتبى “عليه السلام”، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفل تكريم عوائل شهداء الحشد الشعبي والقوات الأمنية الیوم ، في مقام ردّ الشمس بمدينة الحلة الفيحاء في محافظة بابل، بالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية والهيئة العُليا لمشروع الحلة ـ مدينة الإمام الحسن “عليه السلام” تحت شعار: ( الإمام الحسن المجتبى “عليه السلام” مُنقذ المسلمين وكاشف زيف المنافقين )، بحضور عضو مجلس الإدارة الحاج محمد البناء وخدّام العتبة المقدسة ونخبة من الشخصيات الدينية والاجتماعية في مدينة الحلة، استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم>
تلتها مراسم رفع الراية المباركة للإمامين الجوادين “عليهما السلام” في سارية المقام الشريف والاستماع لإنشودة الفردوس، بعدها وقف السادة الحضور لقراءة سورة الفاتحة ترحماً إلى أرواح شهداء العراق، كما شهد الحفل كلمة ترحيبية من قبل الهيئة العُليا لمشروع الحلة ـ مدينة الإمام الحسن “عليه السلام” وأشادت بدور العتبة المقدسة المتواصل في رعاية أسر الشهداء.
أعقبها كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها عضو مجلس الإدارة الحاج محمد البناء بيّن فيها منزلة الشهادة قائلاً: ( الشهادة أصالة وتكامل وسمو، ووسيلة كبرى وغاية عظمى، ورُقي من أقصر الطرق إلى معارج الإنسانية. وإنها منهاج الحياة النبيلة،وعهد الأولياء وميثاق الأوصياء.. وهي إحدى المعالم الكبرى في مسيرة الإنسان الهادفة للكمال، وذلك لما فيها من الحب والإيثار والوفاء، وما فيها من أخلاق وأفعال تتجاوز بالإنسان ذاته وذلك المحيط الضيق إلى محيط وفضاء الإنسانية الأوسع).
وأضاف: ( لا بد لنا أن نشكر الله تعالى ونؤدي العرفان بالجميل لقواتنا الباسلة وقوات الحشد الشعبي على الانتصارات المتلاحقة التي حققوها في ساحات الوغى وخاضوا أشرف المعارك وأشرسها، ولم يكن دفاعهم عن الحرمات والمقدسات وحسب، بل الدفاع عن مجموعة حضارات امتدت جذورها إلى أرض هذا الوطن العريق ).
تلاها محاضرة دينية لفضيلة الشيخ عماد الكاظمي أوضح فيها المنزلة والمقام العظيم لعوائل الشهداء واغتنام هذه النعمة التي أفاضها الله على عباده وهو التقرب بهؤلاء الأسر إلى الله تعالى والنظر إليهم بقدسية لأجل قضاء حوائجهم. كما تخلل الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، ومشاركة الشاعر عامر عزيز الانباري بقصيدة عنوانها ” السبط المجتبى” ومنها هذه الأبيات:
الليلُ توارى وتقهْقر *** والصبح بطلعتهِ أسفر
والشمس تدّلتْ حانيةً *** مرضعةً للغصن الأخضرْ
ينبوع بالبشرِ تفجّرْ *** والملأ الأعلى قد كبّر
قد ولد السبط فقل صدقتْ: *** (إنا أعطيناك الكوثر )
واختتم الحفل بتوزيع الهدايا على أسر الشهداء من بركات الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.
کما صدر حديثاً عن العتبة الكاظمية المقدسة ضمن سلسلة نتاجات قسم الشؤون الفكرية والإعلام ـ شعبة الشؤون الفكرية كتاب يحمل عنوان: ( ذكرى الحسين .. وأبو الأحرار الحسين بن علي “عليه السلام”)، تحقيق وتعليق وحدة البحوث والدرسات والترجمة.
وجمع الكتاب الخطب والقصائد التي القيت في الصحن الكاظمي الشريف حين وقفت ثلة من الشباب المثقف لتعبّر على قدر وعيها بالحسين “عليه السلام” وثورته وما هدف إليه وما تحرك نحوه، يقودهم العالم الفاضل السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني، والشيخ كاظم آل نوح خطيب الكاظمية المصقع، فكان كلّ واحد يرسل ما جاد به فهمه على شكل قصيدة أو خطبة. في الوقت الذي أقبلت فيه مجموعة أطلقت على نفسها رابطة الشباب الكاظمي وجمعت القصائد والخطب لسنتي (1364 ـ 1365هـ).
واليوم إذ قامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بتجديد طباعة ( كراس ذكرى الحسين “عليه السلام) و(كراس أبو الأحرار) في كتاب واحد، لتسهم بذلك تخليد حُقبة زمنية من تاريخ مدينة الكاظمية المقدسة المرتبط بالإمام الحسين “عليه السلام”، وشعوراً منها بحفظ تاريخ المدينة لقابل الأجيال، وتنبيهاً منها لشباب اليوم أن أمثالهم قد كتبوا في الإمام الحسين “عليه السلام” وثورته باللغة الفصيحة، وسعت وحدة البحوث والدراسات والترجمة في قسم الشؤون الفكرية والإعلام في العتبة المقدسة وسعها في التعريف والترجمة لهذه الشخصيات والرجال الذين تسنموا المنصة آنذاك.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تعمل جاهدةً على تأصيل حركة الفكر والنِتاج الإنساني بجميع عناصره المادية والفكرية انسجاماً مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وتواصل منهجها بتعريف المجتمع الإنساني بالفكر المحمدي الأصيل ومنهج أهل البيت “عليهم السلام”.
النهایة