خاص شفقنا- بيروت- ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
“المعصية والخطأ وكثير من العادات السيئة، صفات لصيقة بالإنسان، وكثير من يعلمون ضررها ويدركون خطرها ولكنهم يظلون في أسرها، وقد استولت عليهم العوائد وضعفت إرادتهم. لأنه كما هو معلوم أن “للعادات سلطانا على النفوس وهيمنة على القلوب”.
وشهر رمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم على تقوية إرادته في الوقوف عند حدود ربه، والتسليم لحكمه، وتنفيذ اوامره وشريعته.
ومن فضل الله على عباده ان جعل لهم مواسم يحيون فيها بطريقة مختلفة عما اعتادوه. وفي هذا الشهر الكريم تعتدل طبائع الناس و عاداتهم ويرتقي السلوك البشري وتزول الضغائن ويتقارب البعداء وتزيد حركة الإحسان وينشط اهل الخير في اعمال البر على كل صعيد.
فأسباب التغيير في هذا الشهر المبارك مهيأة، والابواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة، والصحبة الصالحة، رمضان فرصة الجميع للتغيير ليصبح العبد من المتقين، وفرصة للتغيير لمن كان مفرطا في صلاته، ولمن تهاون فيها، ولمن كان مقصرا في نوافل العبادات، ففي شهر رمضان تتهيأ النفوس،وتقبل القلوب،وتخشع الأفئدة.
شهر رمضان فرصة لمن هجر القرآن قراءة وتدبرا وحفظا وعملا حتى اصبح القرآن نسيا منسيا.
شهر رمضان لتغيير من جبل على الانانية والشح وفقدان روح الشعور بالجسد الواحد، فهو مدرسة عملية وتذكير يسمعه ويتلقنه من صوت بطنه اذا جاع، وامعائه اذا خلت، وكبده اذا احترت من العطش. يحصل له تذكير عملي بجوع الجائعين وبؤس البائسين، وحاجة المحتاجين، لعله يجود عليهم ويواسيهم.
شهر رمضان فرصة لتغيير من كان قليل الصبر، سريع الغضب، ان يعود نفسه من خلال هذا الشهر على الصبر، الصبر على الناس وتصرفاتهم واخلاقهم.
شهر رمضان فرصة لتغيير من كان مذنبا و مسرفا على نفسه بالخطايا، فيبادر إلى التوبة والاستقامة، قبل زوال النعم و حلول النقم ويكفي التائبين فخرا و عزا ورفعة وشرفا أن الله تعالى قال: “ان الله يحب التوابين”، ان الله يفرح بتوبة عبده.
المفتي يوسف رغدة