شفقنا العراق-هناك سؤال يطرح: كيف يمكن الجمع بين الآية: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) وبين الآية: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)؟
وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
يقول صاحب تفسير الميزان في تفسير قوله تعالى: (( وَإِن تُبدُوا مَا فِي أَنفُسِكُم ….)) (البقرة: من الآية284) ج2 ص436: (واما الخطورات والهواجس النفسانية الطارقة على النفس من غير ارادة من الإنسان وكذلك التصورات الساذجة التي لا تصديق معها كتصور صور المعاصي من غير نزوع وعزم فلفظ الآية غير شامل لها البته لأنها كما عرفت غير مستقرة في النفس ولا منشأ لصدور الأفعال فتحصّل: ان الآية إنما تدل على الأحوال والملكات النفسانية التي هي مصادر الأفعال من الطاعات والمعاصي وان الله تعالى يحاسب الإنسان بها…
ثم قال: وقد اخذ القوم في معنى الآية مسالك شتى لما توهموا انها تدل على المؤاخذة على كل خاطر نفساني مستقر في النفس أو غيره وليس إلا تكليفاً بما لا يطاق فمن ملتزم بذلك ومن مؤول يريد به التخلص فمنهم من قال: ان الآية تدل على المحاسبة بكل ما يرد القلب وهو تكليف بما لا يطاق لكن الآية منسوخة بما يتلوها من قوله تعالى: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إِلَّا وُسعَهَا لَهَا )) (البقرة:286).
وفيه: ان الآية غير ظاهرة في هذا العموم كما مر على ان التكليف بما لا يطاق غير جائز بلا ريب. على أنه تعالى يخبر بقوله: (( وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ )) (الحج: 78), بعدم تشريعه في الدين ما لا يطاق.
النهایة