شفقنا العراق ـ هناك سؤال يطرح: كيف نوفّق بين قوله تعالى (وأن ليس للإنسان الإّ ما سعى) وإهداء الثواب للآخرين؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: كيف نوفّق بين قوله تعالى (وأن ليس للإنسان الإّ ما سعى) وإهداء الثواب للآخرين؟
الجواب: قال الفيض الكاشاني في تفسير (الصافي): ((وما جاء في الأخبار من أن الصدقة والحج ينفعا الميت فذلك انما هو لمحبة زرعها الميت في قلب الناوي له النائب عنه بإحسان أو إيمان أو قرابة أو غير ذلك فهو من جملة سعيه، وكذا المريض إنما يكتب له في أيام مرضه ما كان يفعله في صحته لان في نيته أن لو كان صحيحاً لفعله، فهو إنما يثاب بالنية مع أن المانع له من فعله ليس بيده وإنما غلب الله عليه فعل فضل الله ان يثيبه.
وقال الطباطبائي في (تفسير الميزان):
((وأما الانتفاع من شفاعة الشفعاء يوم القيامة لأهل الكبائر فلهم في ذلك سعى جميل حيث دخلوا في حضيرة الايمان بالله وآياته ، وكذا استفادة المؤمن بعد موته من استغفار المؤمنين له ، والأعمال الصالحة التي تهدي إليه مثوباتها هي مرتبطة بسعيه في الدخول في زمرة المؤمنين وتكثير سوادهم وتأييد إيمانهم الذي من آثاره ما يأتون به من الأعمال الصالحة . ‹ الصفحة 47 › وكذا من سن سنة حسنة فله ثوابها وثواب من عمل بها ، ومن سن سنة سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فإن له سعيا في عملهم حيث سن السنة وتوسل بها إلى أعمالهم )) (الميزان ج19ص46).
النهایة