شفقنا العراق-انتقد الأستاذ في الحوزة العلمية العلامة السيد حسين الحكيم توظيف الرمز الديني للدعوة الى برنامج سياسي معين، قائلا إن هذه الظاهرة المتفشية في الخطاب السياسي الاسلامي المعاصر تحتاج الى تصحيح، مؤكدا أن أي برنامج سياسي معاصر اليوم لا يطبق الاسلام بحقيقته حتى ان كان في أفضل حالاته وأقوى محاولاته.
وفي رسالة له، اطلع عليها “شفقنا العراق”، وجهها إلى السياسيين الإسلاميين، قال حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الحكيم، “ربما حفلت الكثير من أدبياتكم التي كتب الأعم الأغلب منها في القرن الماضي بظاهرة توظيف الرمز الديني سياسيا، فاعتدتم على ذلك في خطابكم السياسي المعاصر وجرت به ألسنتكم واندفعت به وسائل إعلامكم”.
وبين الحكيم إن “توظيف الرمز الديني للدعوة الى برنامج سياسي معين، من الأخطاء الكبيرة التي تحتاج الى مراجعة، ولا يكفي فيها أن تقولوا إننا لا ندعي تمثيل الإسلام فتلك طامة كبرى ما ادعاها بعد الانبياء والاوصياء الا دعي منحرف، لكني أركز على ظاهرة استغلال الامور الدينية والشخصيات المقدسة للترويج الى أمر سياسي بهدف اقناع الراي العام به”.
وأضاف الأستاذ في الحوزة العلمية إن “هذه الظاهرة المتفشية في الخطاب السياسي الاسلامي المعاصر تحتاج الى تصحيح فانتم أيها الاسلاميون تعلمون قبل غيركم أن أي برنامج سياسي معاصر اليوم هو لا يطبق الاسلام بحقيقته حتى ان كان في أفضل حالاته وأقوى محاولاته وأنقى نياته وذلك لأن أطهر السياسيين وأسعدهم حالا سيضطر غالبا الى الأمورالتالية:
- أن يتنازل عن كثير من أحكام الإسلام وشرائعه فلا يشرعها بقوانين فضلا عن أن يطبقها في الواقع.
- أن يتنازل في تحالفاته داخل البيت الإسلامي مع من يراه مخطئا في الرؤية ومتعثرا في المسيرة.
- أن يضطر للإعتماد في كوادره على من ليس مكتمل المؤهلات لتحمل المسؤولية في ادارة شؤون الناس.
- أن يتنازل كثيرا عن واجباته الإسلامية في إطار تحالفاته الوطنية من منطلق التوافق الوطني.
- أن يتنازل كثيرا من منطلق الواقعية السياسية عن كثير من ملامح هويته الإسلامية ومصالح شعبه المسلم أمام الضغط الدولي والاقليمي ومشاريعه الكبرى في المنطقة والعالم، وتنازلات وأخطاء أوخطايا كثيرة اخرى”.
وتابع السيد الحكيم “بربكم مع كل هذا هل يمكن لأحد يمتلك ذرة من الانصاف والموضوعية والصدق والتقوى أن يحمل الاسلام العظيم مسؤولية برنامجه المكبل بكل هذه الاعباء؟!
وأوضح الحكيم إن “بإمكان الصادقين المخلصين منكم أن يركزوا في خطابهم على أن يقارنوا بينهم وبين غيرهم من التجارب السياسية المختلفة وأنهم يبذلون ما بوسعهم في سبيل الله وخلقه، وأن يركزوا أيضا على أن الاسلام النقي الخالص أجل وأسمى وأرقى وأعلى من كل محاولاتهم في تطبيقه ليكونوا بذلك دعاة للاسلام بكل ما يمتلكون وليسوا دعاة لأنفسهم بكل ما تطوله ألسنتهم”.
منهيا رسالته بالقول إن “السياسيين المخلصين يشكرون على دفاعهم بكل وجودهم عن الاسلام ولا يقبل منهم دفاعهم عن أنفسهم بالإسلام”.
النهاية