خاص شفقنا-سيدة نساء العالمين”، لم تكن هذا العبارة مجرد كلمة اطلقها الرسول صلوات الله عليه وارسلها الى العالم اجمع، وإنما كانت مرسلة من لدن الله عز وجل، ينطلق الاديب الدكتور ميشال كعدي في حديثه عن السيدة الزهراء عليها السلام، معتبرا اياها قديسة عُرفت بعلمها وبلاغتها، وسيدة من سيدات العالم.
ويضع الدكتور كعدي مقاربة بين السيدة الزهراء عليها السلام ومريم العذراء، لافتا الى ان لكل واحدة مكانتها الخاصة في الوجود البشري، فعندما سألت السيدة الزهراء، الرسول صلوات الله عليه: ومريم بنت عمران يا والدي؟ قال لها بعد صمت غير قصير: انتِ في زمان وهي في زمان، انت سيدة نساء العالمين والسيدة العذراء سيدة نساء العالمين، انطلاقا من هذا، يقول كعدي، اخذتُ السيدة الزهراء عليها السلام من باب انها روحانية.
وردا على سؤال حول اهمية المقاربة في خدمة الأديان السماوية، اشار الشاعر المسيحي الى ان لكل واحدة منهما صفة وسمة وعظمة ومكانة ربانية، فالسيدة مريم لها مكانتها من لدن الله ويكفي ان يتكلم المسيح عيسى وهو في حجرها وان تكون مصطفاة من الله ليعطيها هذه المكانة الحياتية والدينية والاجتماعية، وكذلك السيدة الزهراء، لتكون كما وصفتُها امرأة نعتز بها تجاه العالم كل العالم.
ويتابع في حديث خاص لـ”شفقنا”، متحدثا عن الناحية العلمية لها عليها السلام، مشيرا الى انها “أولى الأديبات” وهو عنوان كتابه الذي تحدث فيه عن السيدة الزهراء، معتبرا انها عندما كانت تطلق الكلمة كانت تعرف مدلولها وقد عرفت بالخطابة، لذلك كانت اولى الاديبات والخطيبات في العالم، ولن نجد انسانا ببلاغتها مهما بلغت درجة علمه حتى يومنا هذا”.
واضاف هي اولى المعلمات بل اكثر من معلمة، عرفناها بأنها معلمة الرجال والنساء معا وكان لها الدور الابرز في تحقيق عظمة الاسلام وعظمة الكلمة الاسلامية وكان لها الدور الاعظم في كلمة الملاك الواصل من السماء الى الارض ليستمع اليها”.
وتمنى كعدي على كل امرأة لبنانية، وفي رحاب استشهاد السيدة الزهراء، ان تتمثل بها وبصفاتها واخلاقها وعظمتها وبقربها لله وان يعتبرنها قديسة عاشت في الاديار كما كان اهل البيت والأئمة الذين عاشوا في الاديار الى الله وحده والى خدمة الانسان، وان تضع في قلبها الزهراء وان تشعر انها تتحدث عن قديسة، واذا كنَّ معها بهذا الشكل والمضمون نكون نحن اسعد البشر على الارض ومع الله.
يذكر إن الكاتب والفيلسوف المسيحي “ميشال كعدي” الاستاذ في جامعة بيروت، قد أصدر سابقا كتاب الزهرء عليها السلام اولى الاديبات) باللغة العربية، وطبع في مؤسسة “نيولاين” اللبنانية للطباعة، وجاء في مقدمة الكتاب، مدح شخصية السيدة الزكية فاطمة الزهراء “سلام الله عليها”.
وذكر كعدي ان الهدف من تاليف الكتاب وهو التعريف بفضائل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومقاومة الاعداء المغرضين الذين يسعون لتظليل هذه الفضائل العظيمة.
ويشير الكتاب، الى مواضيع مختلفة منها التعريف بمقام و منزلة السيدة الطاهرة سلام الله عليها وعصمتها وكراماتها عند المسلمين، مبينا ان السيدة الزهراء عليها السلام مدرسة للبشرية، كما يتناول المصائب الاليمة التي لحقت بها وكيفية استشهادها بعد استشهاد النبي “صلى الله عليه واله” بفترة وجيزة.
وجاء في نهاية الكتاب قصيدة تتالف من 42 بيت شعري في مدح مقام ومنزلة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
وذكر في اخر صفحة من الكتاب عدد من الكتب الخاصة الذي كتبت لاجل حقانية السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
ملاك المغربي