خاص شفقنا العراق-تبرز أهمية مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام للعلامة الشيخ عبد الحسين الاميني (طيب الله ثراه) صحاب موسعة الغدير كمركز إشعاع فكري يضم آلاف الكتب في مختلف العلوم والمعارف بالإضافة إلى المصحف الشريف بخط يد الإمام علي بن أبي طالب وكتاب الشفاء لابن سينا وكتب الصحاح للمذاهب الأربعة التي يعود تاريخها لعدة قرون وعدداً من المخطوطات النادرة.
وقال مدير مكتبة أمير المؤمنين الشيخ الدكتور حيدر محمد علي السهلاني في تصريح لـ “شفقنا”، لقد “تأسست مكتبة أمير المؤمنين العامة في عام 1953 على يد الشيخ عبد الحسين الاميني من بيته الذي يسكن فيه في وقت كانت فيه مدينة النجف زاخرة بالمكتبات الخاصة للعلماء والكُتاب لكنها تفتقر إلى مكتبة عامة تتوفر فيها مجموعة من المصادر التي تخدم الباحثين من المحققين والاكاديمين والطلبة”.
وأضاف “تميزت هذه المكتبة عن غيرها لكثرة احتوائها على وثائق خطية خطت بيد أصحابها، حيث تضم أكثر من خمسة آلاف مخطوط و500 ألف رسالة ماجستير ودكتوراه و85 ألف كتاب من بينها القرآن الكريم بخط يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يعود تأريخها إلى القرن الواحد الهجري ومصورات فلمية لــ 450 مخطوطة من تراث الشيعة بيد كتاب المذاهب الأخرى تعود للقرن الثالث الهجري صورها الشيخ الاميني من المكتبة الظاهرية خلال فترة أربعة أشهر قضاها في سوريا في 250 ميكروفيلما، كما ساهم الشيخ الشاكري في نقلها إلى مخطوطات مطبوعة وتمت فهرستها وحفظها رقمياً وكتب للمذاهب الإسلامية الأخرى المفهم في شرح صحيح مسلم نسخ عام 724هــ، وكتاب تهذيب الأحكام للشيخ محمد بن الحسن الطوسي نسخ عام1072هــ، وكتاب فروع الكافي للشيخ الكليني نسخ عام 958هــ، وكتاب شرح جمل الجرجاني نسخ عام 873هـ”.
وتابع السهلاني إن “المكتبة تنقسم إلى أجنحة كل جناح يحتوي على عدة كتب ضمن اختصاص معين لكل المذاهب والطوائف الإسلامية وغير الإسلامية، منها جناح الأدب وجناح القصص وجناح رجال الحديث وجناح التأريخ والفلسفة وعلم الكلام والعقائد وعلوم الكيمياء وعلوم الأحياء وعلم الطب والقصص.والصحف والدوريات”.
وأوضح إن “إدارة المكتبة في الوقت الحالي عمدت إلى التعاقد مع دائرة الحجج الوقفية التابعة لديوان الوقف الشيعي لمدة سنة لتصوير وفهرست تلك المخطوطات وإبرازها للعالم الإسلامي، وتم إنجاز نصف العمل الموكل إليهم للحفاظ على التراث الشيعي بشكل خاص والإسلامي بشكل عام من التلف أو الضياع”.
وذكر إن “المكتبة تحتوي على خمسة طوابق ثلاثة طوابق منها فوق الأرض وأثنين منها تحت مستوى سطح الأرض”، مبيناً “انه سيتم فتح بنايه جديدة ملاصقة لبناية المكتبة القديمة لعرض الكتب والمخطوطات المحفوظة في مخازن المكتبة”.
وأكد السهلاني إن “المكتبة عادت إلى العمل من اجل إن تبقى مفتوحة الأبواب لطالبي العلم من أبناء المدينة وزوارها من الباحثين والطلبة ففي خزائن هذه المكتبات كثير من الكتب التي كان النظام المقبور يمنعها وقد يعاقب من يقتنيها لأجل مصادرة الفكر وحرية الرأي”.
وأشار إلى إن “رغم الظروف التي طرأت عليها فترة التضام البائد ومحاولات تفجيرها، حيث كانت آخر محاولة لتفجيرها من قبل عصابات الشر والضلال إبان الاختلال الأمريكي للعراق بقيت مفتوحة الأبواب لتعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساء”.
من جانبه قال أمين مخزن المطبوعات في مكتبه أمير المؤمنين احمد المسعودي، إن “مصدر رفد المكتبة بالكتب هو من المكتبات الخاصة المهداة لمكتبة العلامة الاميني ومنها جناح حجي يوسف الحارس، وجناح بيت الخرسان، وجناح آل شمسة”.
وبين المسعودي إن “كل عائلة من عوائل العلماء ورجال الدين تهدي تركتها من الكتب بعد توفي صاحب المكتب ليستفاد منه الناس”.
وقال أمين الخاقاني أحد رواد المكتبة العامة أن “المكتبة العامة صرح علمي وخزين معلوماتي يسهم في دعم المسيرة العلمية والفكرية والثقافية في مدينة النجف، وأنها حلقة وصل لنقل التراث الثقافي إلى المجتمع الذي توجد فيه، ونشر الوعي بين أفراده عن طريق ما تحويه من كتب ومجلات ومراجع تمكن روادها من الحصول على المعلومة”.
وأضاف أن “للمكتبات العامة روادها من الكٌتاب والأدباء الذي يعشقون الكتاب ويشعرون بلذة العلم عندما يتصفحون أوراق الكتاب، لكن يشعر البعض من الشباب بالملل من الكتاب التقليدي وذلك لتوفر أغلب المصادر على شبكة المعلومات”.
تقرير: رسول عبيد الشبلي/تصوير: محمد حمزة الحسيني