شفقنا العراق-متابعات-يتعقد المشهد السياسي في الأشهر الأخيرة من عمر مجلس النواب في دورته الحالية في ظل محاولات الكتل، أغلبها سنية، لتأجيل الانتخابات، وكذلك فشل البرلمان في تمرير قانون الموازنة وقانون الانتخابات في وقت يحذر فيه بعض القادة والسياسيين من مخاطر تأجيل الانتخابات.
فالبرلمان اليوم فشل في التصويت على تحديد موعد الانتخابية النيابية المقبلة، بعد انسحاب عدد من الكتلة النيابية، وقرر رفع الجلسة الى يوم السبت المقبل واختيار التصويت العلني.
كما فشل يوم أمس في عقد جلسته بعد مقاطعة الكتل الكردية والسنية في ظل ما لديها من تحفظات على قانون الموازنة والانتخابات.
هذا في وقت أعلنت واشنطن دعمها إجراء الانتخابات في الـ12 من ايار المقبل، واعتبرت ان تأجيل الانتخابات سيشكل سابقة خطيرة ويقوض الدستور.
وقالت السفارة الاميركية ببغداد خلال بيان ان “حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تدعم بشدة إجراء الانتخابات الوطنية العراقية في شهر ايار 2018 تماشياً مع الدستور العراقي”، معتبرة ان “تأجيل الانتخابات سيشكل سابقة خطيرة ويقوض الدستور ويضر بالتطور الديمقراطي في العراق على المدى البعيد”.
واضافت السفارة ان “الولايات المتحدة تقوم بتقديم مساعدات تسهم في ضمان سماع واحتساب أصوات العراقيين بما في ذلك اصوات ما يقرب من 2.6 مليون عراقي الذين مايزالون نازحين عن ديارهم في المناطق المحررة”، مشيرة الى ان “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستسهم في تدريب مجموعات المجتمع المدني المحلية على مراقبة الانتخابات وبتزويد مفوضية الانتخابات بستة مستشارين دوليين متخصصين في الانتخابات حيث سيقومون بمساعدة المفوضية على تعزيز نظمها الانتخابية وموظفيها وعملياتها”.
وتابعت ان “هؤلاء المستشارين سيمكنون العراقيين النازحين داخليا من التصويت من خلال التركيز على تسجيل الناخبين وضمان فعالية أنظمة التصويت الالكتروني”، موضحة انه “سيتم تحسین القدرة الإداریة الانتخابیة علی مستوى المحافظات لدعم عملية التصویت في المناطق المحررة مؤخرا”.
واكدت السفارة انه “سيتم ايضا مساعدة مجلس المفوضين الجديد في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على وضع خطة تشغيلية سليمة لانتخابات ايار”، لافتة الى ان “دعم المؤسسات الديمقراطية العراقية هو جزء أساسي من التزام الولايات المتحدة المستمر بعراق اتحادي ديمقراطي مزدهر وموحد”.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، محاولات البعض بتأجيل الانتخابات البرلمانية عبر التصويت في البرلمان بـ “غير الدستورية ولا القانونية”، مبينا أن وضع العراقيل أمام اجرائها “حنث باليمين وعبور على الطموحات المستقبلية” للعراقيين.
وقال المالكي في بيان صحفي، إن “محاولات البعض تأجيل الانتخابات عبر التصويت في البرلمان محاولات لا دستورية ولا قانونية، ولا تمثل ارادة الشعب العراقي”.
واضاف، أن “إجراء الانتخابات يفتح الطريق امام العراقيين لانتخاب من يمثلونهم في المرحلة القادمة من اجل البناء والاستقرار”، لافتا الى أن “وضع العراقيل امام هذا الهدف هو حنث باليمين وعبور على الطموحات المستقبلية للعراقيين جميعا”.
أما رئيس تحالف “فتح” هادي العامري،، فقد اعتبر تأجيل الانتخابات العراقية ذهابا الى المجهول، داعيا الى المحافظة على الدستور واجراء الانتخابات في وقتها المحدد.
وقال العامري في حديث لـ السومرية نيوز، “إننا حريصون على اجراء الانتخابات في الموعد المحدد حفاظا على الدستور وأن يشارك فيها الجميع”، مشيرا الى أن “تاجيلها الذهاب يعني الى المجهول”.
كما اعرب الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، الخميس، عن رفضه لمحاولات البعض تأجيل الانتخابات، مشيرا الى ان ذلك يؤدي لادخال البلد الى المجهول.
وقال الخزعلي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن “محاولة بعض أعضاء البرلمان التمديد لأنفسهم عن طريق تأجيل الانتخابات العراقية هو تقديم لمصلحتهم الخاصة على مصالح البلد العليا وهو مخالفة دستورية واضحة وإدخال للبلد في المجهول وهو أمر مرفوض تماماً”.
النهاية