شفقنا العراق-الغور في بحار التراث شاغلهم الشاغل والنهم في امهات الكتب ديدنهم, يوصفون بالمحققين اجتمعوا ضمن مجمع الامام الحسين العلمي لتحقيق تراث اهل البيت عليهم السلام والعائد للعتبة الحسينية المقدسة.
حيث يعد هذا المجمع احد اهم المراكز في تحقيق التراث في العراق، و يتميز عن غيره بعدة ميزات تهم المحقق والتحقيق، فهو يزود المحققين بما يحتاجونه من نفائس المخطوطات وبما يعينهم على تذليل الصعاب في ذلك السبيل.
يقول مدير المجمع مشتاق المظفر في حديث للموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، ان “المجمع يختص بتراث اهل البيت عليهم السلام من الكتب التراثية والحوزوية في التفسير والاخلاق والحديث والسيرة والفقه والاصول”.
واضاف إن “المجمع جاء تلبية لتوجيهات سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بإقامة مجمع علميا يهتم بتحقيق تراث اهل البيت عليهم السلام سنة 2015″، مبينا إن “المجمع يعتبر مركزا للمحققين اذ يضم 40 محققا يعتني بأمورهم ويساهم بتزويدهم بالنسخ الغير محققة لتحقيقها”.
واكد المظفر, “منذ لحظة تأسيس المجمع قبل عامين لم يدخر المحققون جهدا ولا وقتا في اخراج نتاجاتهم بأكمل وجه حيث توالت العناوين حتى بلغت 35 عنوانا في مدة قياسية”.
وان جميع المحققين بالإضافة الى العراق ينتمون الى دول عدة منها ايران والبحرين والسعودية , كما افتتح المجمع مراكز تابعة له في ايران ترفد المجمع بنتاجات المحققين في التراث، حسب مدير المجمع.
وتابع إن “المجمع استقطب الكثير من المحققين الحوزويين والأكاديميين في داخل العراق وخارجه، ونتج عن ذلك مجموعة كبيرة من الكتب المحققة حول تراث أهل البيت”.
لافتا الى ان “من اهداف المجمع العلمي إخراج الأفكار ونوادر الكتب المحققة إلى عالم النور، إثراء ونشرا لفكر أهل البيت ورفد المكتبة الإسلامية بعيون المصادر, فضلا على تسليط الضوء بشكل مكثف على المنهج الحسيني وحول كربلاء وما تم تأليفه في كربلاء من قبل العلماء الاعلام على مر القرون”.
ويقول مدير المجمع ان “المجمع يحرص كل الحرص على التعاون بين المؤسسات التحقيقية والمحققين، وعلى تلاقح الأفكار وانتهاج منهجية متوازنة في مسار التحقيق”.
مشيرا الى “عقد المؤتمرات التخصصية في مجال التحقيق، وإقامة الدورات التحقيقية، لزيادة رصيدهم العلمي”، موضحا ان “تم اقامة ثلاثة دورات تحقيقية، كان من ثمارها ظهور ثلة من المحققين في شتى المجالات”.
ومن نشاطات مجمع الامام الحسين لتحقيق تراث اهل البيت عليهم السلام اقامة مؤتمر سنوي بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بتحقيق التراث الخطي, فيما يعمد المجمع على تبادل الزيارات مع المراكز العلمية لتطوير العمل الثقافي المشترك، فضلا عن التواصل مع المحققين والجامعات الاكاديمية والمؤسسات لتبادل الافكار والخبرات التحقيقية والمنهجية وخصوصاً في مجال المخطوطات.
احياء لتراثها.. كربلاء المقدسة تؤسس أول مركز من نوعه
ملاكها لا يتعدى اصابع اليد الواحدة يعملون بهمة المجموع، وينصهرون في بودقة الانجاز لينتجوا اروع الابداعات واكثرها اصالة, انها شعبة إحياء التراث الثقافي والديني في قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
اذ يحملون على اكتافهم عبء تاريخ مدينة مثقلة بالوقائع, مسطرين بأحرف من ذهب تاريخ كربلاء التي شهدت ازمنتها اروع الملاحم البطولية واكثرها جدلا وكانت شاهدة على بزوغ علمائها ورجالاتها ومأثرها, مؤرخين لنتاجاتهم, عازمين على احياء تراث هذه المدينة الموغلة في القدم والتي لطالما كانت تعتبر كعبة الاحرار وقبلتها.
يقول مسؤول الشعبة احسان خضير عباس الجليحاوي, ان “احد اهم الاسباب لتأسيس الشعبة هي ان مدينة كربلاء عاشت حالة من الإهمال الشديد والمتعمد من قبل الأنظمة التي مرت على تاريخ العراق مما أدى الى ضياع الكثير من الآثار والمخطوطات المهمة”.
ويضيف, في حديث للموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة, “كان هناك اهمال واضح في ما مضى الى الكتابة والتوثيق في التراث واعادة احيائه متوجهين نحو والحداثة والتجديد دون الانتباه الى أهمية القديم وضياع الهوية”. مبينا, “من هذ المنطلق تم تأسيس الشعبة سنة 2014”.
مشيرا الى, ان “الأمة عليها أن تبدأ تقدمها من حيث انتهى أوائلها وتنظر في صحيفة ماضيها للتعرف على مواريثها ثم تأخذ منها قوة الدفع لحاضرها، ولا تجعل من تلك المواريث قيوداً تعيق تقدمها, وهذا كان من اولويات الشعبة التي عملت عليه”.
خطوط عريضة وضعتها شعبة إحياء التراث الثقافي والديني لحظة التأسيس سنة 2014, من خلال البدء بعملية إحياء تراث المجلات والدوريات والنشرات والكتب التي كانت تصدر في تلك الفترة”. لافتا الى، ان “الغرض على المستوى البعيد ليس إحياء التراث الثقافي فحسب بل محاولة نشر الآثار التي اندثرت في مدينة كربلاء على مر السنين”.
ويرى الجليحاوي, ان “احياء التراث الثقافي والديني للمدينة يعكس مدى التطور العلمي والثقافي لها وأثرها في نشر الوعي في تلك المنطقة”, مستدركا, ان ” مشروع الاحياء لا يشمل فقط طبع المخطوطات بل يضم إعادة طبع المطبوعات القديمة لمؤلفات علماء وأدباء ومثقفين وغيرهم ليشمل أساتذتهم وتلاميذهم من العلماء”. مؤكدا, ان “تلك الفترة كانت تمثل العصر الذهبي لمدرسة كربلاء العلمية، عصر شهد ازدهار الدراسة والبحث العلمي وعصر تخرج فيه فحول وأساطين المذهب”.
ومن منجزات الشعبة انها طبعت 17 عنوان بمختلف الاختصاصات الثقافية والدينية فضلا عن طباعة الموسوعات القيمة, امثال موسوعة اثار السيد المقرم بعشرة مجلدات وغيرها الكثير، هذا ما اكده احسان الجليحاوي.
ويقول مسؤول الشعبة, ان “خسارة كبيرة تجلت بفقدان كم هائل من الآثار العلمية والكتب المهمة ابان النظام السابق حيث كان حرق وسرقة المكتبات الشغل الشاغل للنظام البائد، اذ ضاعت الكثير من المخطوطات والمؤلفات المهمة ليس من مكتبات كربلاء فحسب بل من مكتبات العراق ككل”.
منوها في ختام حديثه الى, ان “تم التوجه من قبل الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة والمتمثلة بسماحة المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي على محاولة طبع وتنقيح ما تبقى من تلك الكتب و توثيقها من خلال جمع وتجليد ما يمكن العثور عليه وحفظه في مكتبة العتبة الحسينية المقدسة, سواء في مدينة النجف الأشرف أم في مدينة قم المقدسة او في باقي البلدان”.
النهایة