خاص شفقنا-لا شك ان احياء ذكرى وفاة الرسول الأكرم “ص” رسول البشرية هو من الشعائر التي امرنا الله تعالى بها، “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” ، ورغم المعاناة الكبيرة التي واجهها صلى الله عليه وآله وسلم على طول مسيرته في تبليغ الرسالة الالهية كلف بها، فإنه لجأ الى ضمانات عدة كانت الركيزة التي سار بها اهل البيت عليهم السلام لاكمال المسيرة، والتي ساهمت في ارساء قواعد الاسلام المحمدي الاصيل.
وفي هذا الاطار، وفي ذكرى وفاته “ص”، يؤكد رئيس جمعية الكتاب والعترة لعلوم القرآن الكريم فضيلة الشيخ منير ملحم في حديث خاص لـ”شفقنا”، انه لا شك ان العامل الاول في نجاح رسول الله “ص” في تبليغ الرسالة السمحاء انه استعان بالصبر والصلاة وهذا ما أمره به الباري عزوجل ” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، لافتا انه لما ما في الصبر من توفيق الهي ومن استمرار في تبليغ رسالة الله والتمسك بالدين، وهو وقاية من الجزع، اما الصلاة ففيها توجه الى الله والانقطاع الى من بيده الامر، وهذان الامران يوجدان الطمأنينة في قلب الانسان اذا ما واجه احدى الصعاب والشدائد والمحن، والرسول كان سيد المتمسكين بهما”.
اما العامل الثاني فيشير الشيخ ملحم انه الانقطاع الى الله والتوجه اليه عز وجل، وان يقصد بهذا التحرك في المجتمع وجه الله والا لا نجاح للانسان في تبليغ التعاليم السماوية سواء كان رسولا او متّبعا له، وهذا العامل ادى الى نجاحه صلى الله عليه وآله في تبليغ رسالته”.
واضاف ولعل ما حصل مع الرسول الاكرم في مجتمع مكة يوم أوذي ورمي بأنه شاعر وساحر وان ما جاء به اساطير الاولين، كل هذه الاتهامات أوجدت شيئا من الغم لدى الرسول فكان يقلب وجهه في السماء ويتوجه الى الله مغتما ويطلب منه ان ينقذه من هذا المجتمع وخصوصا اقرب الناس له من اعمامه وابناء اعمامه، فأنزل الله عليه الآية الكريمة ” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين“، فكان يسجد لله تعالى في جوف الليل ويطيل التسبيح، وعندما خرج مهاجرا الى المدينة استقبله الانصار وآزروه ودعموه وناصروه وعاد الى مكة بعد ان قوي في مجتمع المدينة فاتحا، وفي الطريق نزلت عليه الآية الكريمة “ألم نشرح لك صدرك”.
وامام ما نشهده من انقسامات في صفوف المسلمين وتآلف الكفر والامم الرافضة للايمان والتعاليم السماوية، يشير الشيخ ملحم انه لابد لنا في هذه الظروف وفي رحاب وفاة الرسول “ص” كمسلمين من ان نعتصم بحبل الله لدرء كل الاخطار عن الاسلام اولا عملا بقول الله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” والمتمثل بأهل البيت عليهم السلام، وان نعلم ان شأنية وقيمة الأخوة التي بثها الله في قلوب المسلمين في بداية المبعث النبوي الشريف هي نعمة.
وختم بالقول: اذا اردنا ان نرد الخطر عن الاسلام علينا ان نعمل على ترميم الصرح الاسلامي بتأليف القلوب وبث الاخوة والعمل على توحيد المذاهب الاسلامية في نهج اهل بيت رسول الله”..
ملاك المغربي – شفقنا