شفقنا العراق-وفقا لآخر الاحصائيات بشأن حصيلة الزلزال الكبير الذي ضرب ليل الأحد زلزال كبير مناطق حدودية في غرب إيران وتحديدا محافظة كرمانشاه، فقد بلغ عدد الضحايا في هذا الحادث 435 قتيلا و7817 مصابا؛ وسط استمرار عمليات تقديم المساعدات للمتضررين من الزلزال وبمشاركة كافة الأجهزة الحكومية والعسكرية والمدنية.
تمركزت أعداد الضحايا والخسائر المادية في محافظة كرمانشاه حيث أعلن الطب الشرعي في المحافظة عن آخر إحصائية للضحايا والجرحى بلغت 435 قتيلا و7817 جريحا. وقد توزعت الخسائر في الأرواح على بلدات ومدن المحافظة على الشكل التالي: سربل ذهاب (317 قتيل)، اسلام آباد غرب (23)، كرند (14)، قصرشيرين (28)، جوانمرد (3)، ثلاث (15)، بينما عاين الطب الشرعي 29 جثة لم تنسب الى الآن الى أي بلدة.
وفي الخسائر المادية فقد قدّرت مجمل الخسائر حوالي 500 مليون دولار، حيث دمّر الزلزال 12 ألف وحدة سكنية في المدن المتضررة منه بشكل كامل كما دمّر 5000 وحدة سكنية في القرى عدا عن آلاف الوحدات السكنية التي تضررت بشكل جزئي.
شبكات المواصلات والكهرباء والمياه والاتصالات كانت هي الأخيرة متضررة حيث تعرضت الطرق في المحافظة لأضرار كبيرة، كما انقطعت الكهرباء في العديد من المدن التي ضربها الزلزال، كذلك كان حال شبكات المياه والاتصالات.
عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات
منذ اللحظات الأولى للزلزال سارعت الأجهزة الحكومية بعمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين، وأصدر وزير الصحة قرارا بإيفاد الفرق الطبية والاجهزة العلاجية الى جانب انشاء مستشفيات ميدانية في المناطق المنكوبة، واقيمت على اثره أكثر من مستشفى ميداني لتقديم الاسعافات ولخدمات الطبية الفورية للجرحى.
وفي السياق ذاته، قامت وحدات حرس الثورة الإسلامية بدور كبير في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات حيث استنفرت هذه الوحدات في محافظة كرمانشاه والمحافظات المجاورة، كما بادرت الى إنشاء مستشفى ميداني، وقد اوفد الحرس الثوري أكثر من 20 كادرا طبيا الى المحافظة.
وقال المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العميد رمضان شريف أن الحرس وضع تجهيزات المواصلات التي يملكها تحت تصرّف وزارة المواصلات من أجل تقديم المساعدات في مختلف المجالات.
محافظ كرمانشاه كان قد أعلن أيضا عن وضع 28 حوامة تحت تصرّف عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات الى المتضررين، في حين قامت طائرات نقل تابعة للجيش وحرس الثورة الإسلامية بتقديم المعونة في هذه العمليات.
المساعدات التي قدّمتها الأجهزة الحكومية والعسكرية والمدنية بلغت 54 ألف خيمة تم توزيعها على المتضررين كإجراء أولي للإسكان، كما تم إرسال 20 طنا من الادوية الى المناطق المتضررة، فيما تم توزيع الآلاف من الحصص الغذائية على المتضررين من الزلزال.
وقال المساعد في مركز إدارة الأزمات الطارئة في البلاد أن عمليات الإنقاذ مستمرة مع احتمال وجود بعض المدنيين العالقين تحت الأنقاذ الى جانب استمرار تقديم المساعدات المطلوبة للإسكان.
روحاني : سيتم اتخاذ القرارات المناسبة للتخفيف من معاناة المتضررين في زلزال كرمانشاه
إلى ذلك اكّد الرئيس الإيراني إن حكومته ستبذل كافة جهودها من أجل رفع المشاكل الناجمة عن الزلزال والتخفيف من آلام أهالي هذه المحافظة؛ مضيفا أن الحكومة ستتخذ كامل الإجراءات والقرارات الكفيلة لتحقيق هذا الهدف.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن تصريحات الرئيس روحاني هذه جاءت خلال اجتماع مجلس الوزراء، يوم الأربعاء حول الزلزال الّذي ضرب محافظة كرمانشاه بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر؛ معتبرا أن هذا الزلزال كان خطيرا وألحق أضرارا كبيرة خصوصا في القرى.
ولفت الى أن متابعة ومواجهة الأخطار الناشئة عن الزلزال مسؤولية تقع على الجميع؛ مشيرا الى أن حادثة الزلزال هذه تشكل درسا يجب اخذ العبر منه لتجنّب المخاطر التي قد تحدث كنتيجة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
وأعرب روحاني عن تضامنه مع المواطنين المتضررين من زلزال كرمانشاه؛ مصرحا ان “في هكذا احداث تتجسد روح الاخوة وعشق الأوطان بشكل واضح ويجب أن نقف جميعا دعما لكل مواطن من مواطنينا الشجعان والأبطال في محافظة كرمانشاه”.
وثمّن الرئيس الايراني بجهود كافة الأجهزة الحكومية والعسكرية في اطار عمليات الإنقاذ ومساعدة اهالي المناطق المنكوبة في الزلزال، وقال : خلال زيارتي التفقدية لمحافظة كرمانشاه اطلعت عن كثب على حجم الإيثار والتضحية التي تبعث على الفخر والاعتزاز.
واكد رئيس الجمهورية على ضرورة بذل الجهود لتخفيف معاناة الأهالي المتضررين من الزلزال، مصرحا : “الحكومة اليوم ستتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة من أجل تقديم المساعدات لمحافظة كرمانشاه ومن جملتها تقديم مساعدات مجانية، قروض ميسرة، الإسكان المؤقت والاضطراري للمتضررين”.
واشار روحاني إلى أن 30 ألف وحدة سكنية في المدن والقرى قد تضررت بشكل كامل أو جزئي ويجب على الحكومة أن تعمل من أجل إعادة الإعمار وترميم هذه الوحدات، مضيفا: “يجب على الجميع ان يساعد في هذا المجال، لكن المسؤولية الأساس تكمن في توفير الإسكان المؤقت والدائم للأهالي المتضرر وأدعو الجميع ان يضعوا مساعداتهم تحت تصرّف هيئة الإسكان”.
وتطرّق الرئيس الايراني الى مطالب المتضررين من المناطق التي ضربها الزلزال؛ مشيرا إلى أنه يجب على الجميع العمل من أجل تحقيق هذه المطالب، وأردف قائلا: “هذا الزلزال هو امتحان إلهي، ويجب علينا نبذل الجهود لكي نخرج برأس مرفوع من هذه المحنة امام الله وأمام شعبنا”.
النهایة