خاص شفقنا-في الوقت الذي تحذر المنظمات الدولية منذ اكثر من عام من وقوع مجاعة شاملة في اليمن تهدد حياة 21 مليون انسان، بسبب الحرب المفروضة على الشعب اليمني، اعلن التحالف الذي تقوده السعودية قبل ايام، انه اغلق جميع الموانئ والمطارات والمنافذ البرية امام المساعدات الانسانية بذريعة اطلاق انصار الله صاروخا بالستيا استهدف مطار الملك خالد في الرياض.
قرار الاغلاق اثار قلق المجتمع الدولي نظرا لحراجة الاوضاع الانسانية في اليمن اصلا جراء الحرب، والتي لا تحتمل مزيدا من الاجراءات التي تزيد من معاناة الشعب اليمني وتدفعه، اطفالا ونساء وشيوخا، نحو المجاعة، لاسيما ان هناك سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة، وهناك طفل يموت كل عشر دقائق من المرض، وما يقرب من مليون مريض بالكوليرا.
يبدو ان المجتمع الدولي استشعر خطر القرار السعودي، فسارعت السويد الى الطلب من مجلس الامن للانعقاد لبحث تداعيات القرار السعودي على الشعب اليمني ، وتم عقد اجتماع مغلق للمجلس، اعلن بعده رئيس المجلس لهذا الشهر السفير الايطالي سيباستيانو كاردي للصحافيين، ان اعضاء المجلس الـ15 عبروا عن قلقهم جراء الوضع الانساني الكارثي في اليمن، وشددوا على أهمية إبقاء كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة.
كما حذر مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك، إثر جلسة مجلس الامن من أنه اذا لم يرفع التحالف العربي الحصار الذي يفرضه على اليمن منذ الاثنين فان هذا البلد سيواجه “المجاعة الاضخم” منذ عقود مما قد يؤدي لسقوط “ملايين الضحايا، مشددا على أنه طلب من مجلس الأمن ان لا يعرقل التحالف العربي بقيادة السعودية بعد اليوم وصول المساعدات الإنسانية الى اليمن.
أما نائب السفير السويدي لدى الامم المتحدة كارل سكاو فقد قال للصحافيين: ان مستوى المعاناة هائل ، والدمار كامل تقريبا، وان هناك 21 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ، إنها أسوأ حالة إنسانية في العالم.
وفي تصريح ينذر بقرب موعد وقوع كارثة انسانية كبرى قالت مندوبة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن ميريتسيل ريلانو إن مخزونات البلاد من الوقود والأمصال ستنفد خلال شهر واحد إذا لم يسمح التحالف بقيادة السعودية بدخول مساعدات عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء المغلقين.
واضافت ريلانو في حديث عبر الهاتف إلى صحفيين في جنيف إن أسعار الوقود زادت 60 في المئة وإن هناك مخاوف ملحة من تفشي الدفتريا ونقص الغذاء بسبب إغلاق الميناء، وان الوضع الذي كان كارثيا أصلا يزداد سوءا الأثر لا يمكن تصوره فيما يتعلق بالصحة والأمراض.
اغلاق الموانيء والمطارات والمنافذ البرية بين اليمن والعالم من قبل التحالف الذي تقوده السعودية سيؤثر سلبا على حملة السيطرة على وباء الكوليرا، فقد اعلنتالمتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة شايب في إفادة دورية بالأمم المتحدة في جنيف، ان حملة مكافحة الكوليرا ستشهد انتكاسة بسبب الحصار.
يبدو ان المجاعة التي تهدد الشعب اليمني والصور والافلام المروعة التي تُظهر اطفالا يمنيين اشبه بهياكل عظمية وهم في احضان امهاتهم او في المشافي ، لم تؤثر في اغلب الحكومات العربية التي اتخذت جانب الصمت ازاء ما يجري في المين منذ نحو ثلاث سنوات ، الا ان تلك الافلام والصور أثرت في المقابل ببعض الحكومات الغربية التي لم تستطع مجارات الحكومات العربية في صمتها ، حيث اعلن وزير التنمية الالماني جيرد مولر، ان ألمانيا ستضاعف مساعداتها لليونيسيف من أجل اليمن ، إلى 20 مليون يورو هذا العام للمساعدة في التعامل مع المجاعة الوشيكة بما يرفع مساهمتها السنوية الإجمالية من المساعدات إلى اليمن إلى 70 مليون يورو.
وشدد مولر على ان معاناة شعب اليمن لا يمكن تصورها وتنذر بأن تتدهور أكثر… وعلينا التحرك الآن للحيلولة دون موت ملايين النساء والأطفال والرجال جوعا.
الاصرار على تجويع الشعب اليمني باكمله، كما هو واضح من مواقف الدول التي تتزعم التحالف ضد اليمن، يكشف وبشكل لا لبس فيه، ان كل ما قيل عن الذرائع التي بسببها شن التحالف حربه ضد اليمن، وفي مقدمتها اعادة “الشرعية”، لم تكن سوى ذرا للرماد في العيون.
جمال كامل