شفقنا العراق-جدد رئيس حكومة كردستان العراق نيجرفان بارزاني، استعداد كردستان لإجراء الحوار مع بغداد، داعيا المجتمع الدولي الى تشجيع الحكومة العراقية وتحفيزها للحوار.
وقالت رئاسة حكومة كردستان في بيان، إن “رئيس حكومة كردستان نيجرفان بارزاني تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون”، مبينة أن تيلرسون عبر عن قلقه من التوترات القائمة بين أربيل وبغداد”.
وأكد تيلرسون بحسب البيان “دعم الولايات المتحدة الاميركية للحقوق الدستورية لمنطقة كردستان العراق”، معربا في الوقت نفسه عن امله “ان تتحول عملية وقف اطلاق النار والحوار الميداني الجاري بين كردستان والحكومة العراقية الى حوار سياسي لحل المشاكل بين الطرفين”.
من جهته جدد بارزاني “استعداد كردستان الكامل للحوار السياسي من اجل الوصول الى الحلول السلمية لكافة المشاكل بينها وبغداد”.
ودعا بارزاني المجتمع الدولي واميركا على وجه الخصوص الى “تشجيع العراق وتحفيزه للحوار والابتعاد عن اتخاذ السبل العسكرية”، مؤكدا “عدم رغبة كردستان في الصدامات والاشتباكات العسكرية لانها لا تضع الحلول لاية مشكلة”. وشدد بارزاني على “رغبة كردستان بحل كافة المشاكل مع الحكومة الفدرالية في اطار الدستور العراقي”.
لا يمكن لاحد الغاء نتائج الاستفتاء
اكد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، امس أن حكومة إقليم كردستان جمدت نتائج الإستفتاء، مشيرا الى أنه “لا يمكن لأحد” الغاء نتائج الإستفتاء، فيما طالب الجميع بإبداء “المرونة” من أجل وصول الجانبين الى نتائج جيدة في الحوار.
وقال ميراني عقب إجتماعه مع السفير البريطاني فرانك بيكر، إنه “على الحكومة العراقية وقف الحرب ضد اقليم كردستان والبدء بالحوار لحل المشاكل”، لافتا الى أنه “على الدولة العراقية العودة للشراكة الحقيقية”.
وأضاف ميراني، أن “حكومة إقليم كردستان جمد نتائج الإستفتاء”، مشيرا الى أنه “لا يمكن لأحد الغاء نتائج الإستفتاء وعلى الجميع ابداء المرونة من أجل وصول الجانبين الى نتائج جيدة في الحوار”.
دعوة لحوار جاد مع بغداد بإشراف أممي
حمل عضو برلمان إقليم كردستان عن الاتحاد الوطني سالار محمود، حكومتي المركز والإقليم مسؤولية عدم الخوض في حوار جدي لحل المشاكل العالقة بينهما بشكل جذري حتى الآن ، فيما دعا إلى أن يكون الحوار بإشراف مباشر من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كون الحوار والتفاهمات السابقة بين بغداد واربيل لم يطبق منها شيء على ارض الواقع.
وأضاف محمود بان هناك حاجة للخوض في حوار أيضا لحل المشاكل بين الأحزاب الكردية في الإقليم نفسه، وهناك بوادر ومبادرات جديدة في هذا الاطار، معتبرا في الوقت ذاته مبادرة المرجع الديني السيد علي السيستاني بالخطوة المهمة لحماية الأمن والسلم الاجتماعي كونه لا سبيل لحل الأزمة إلا بالحوار والرجوع إلى الدستور.
واعتبر عضو برلمان إقليم كردستان مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإلغاء الاستفتاء كشرط أساسي لبدء الحوار، أمر يعرقل التوجه للحوار بين الإقليم والمركز ويخالف الدستور والقانونين الدولية التي تنص على أحقية كافة الشعوب بإجراء الاستفتاء وتقرير المصير، حسب قوله.
كما دعا العبادي إلى التصرف بمسؤولية تجاه الشعب الكردي ، وحذر من تبعات الإجراءات التي اتخذها العبادي مؤخرا في المناطق المتنازع عليها ، متهما بعض الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الاتحادية بارتكاب تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان وصفها بالخطيرة سيما في محافظة كركوك وقضاء الطوز بصلاح الدين وخانقين في ديالى، وفقاً لقوله.
الوضع بمناطق التماس مع القوات الاتحادية قلق وقد ينفجر بأي لحظة
اعلن الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور، ان الوضع بمناطق التماس مع القوات الاتحادية قلق، محذرا من انفجاره في اي لحظة، فيما اعتبر ان اللعبة التي تمارسها الحكومة الاتحادية أصبحت “سمجة”.
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن ياور قوله انه “لا يوجد اي اتفاق مع القوات الاتحادية”، مبينا ان “كل المناطق التي أعادت القوات الاتحادية السيطرة عليها من خانقين إلى زاخو، شهدت مصادمات وحربا عسكرية ولم تجر فيها ترتيبات، بدليل أننا قدمنا أكثر من 40 شهيدا و156 جريحا في القتال الذي امتد من كركوك إلى آلتون كوبري والدبس”.
واضاف ياور ان “ما يجري اليوم هو إعادة انتشار غير منسقة، وهي خطوة أحادية الجانب قد تثير المشكلات والخلافات وقد تتسبب بتجدد القتال”، لافتا إلى أن “الوضع في مناطق التماس قلق للغاية، ومن الممكن أن ينفجر في أي لحظة لهشاشة التفاهمات والتنسيقات المشتركة بين الطرفين”.
وتابع ان “بغداد لديها شروط قسرية تحاول فرضها على الجانب الكردي”، معتبرا ان “اللعبة التي تمارسها الحكومة الاتحادية أصبحت سمجة، من خلال التكرار الممل لطرح مهل يوم أو يومين أمام قوات البيشمركة للالتزام بطلباتها”.
واكد ياور ان “الجانب العراقي أصيب بالغرور حتى بدأ يفرض علينا شروط المنتصر في الحرب وكأننا دولة أجنبية”، لافتا الى ان “حكومة الإقليم تريد العودة إلى التنسيق والتعاون الذي كان بيننا في السنوات السابقة، ففي 2014 كانت لنا مراكز تنسيق وقيادات وسيطرة مشتركة تسيطر على المناطق المتنازع عليها، وكانت الأمور تسير بسلاسة ومن دون مشكلات، لكن اليوم تريد الحكومة الاتحادية بسط سيطرتها المطلقة والانفرادية على تلك المناطق”.
الكرد يخسرون بسبب قادتهم، والغرب لم يعد بحاجة اليهم
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، اليوم الجمعة، مقالاً تناولت فيه الأزمة المتفاقمة في أعقاب الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان، وسط معارضة محلية وإقليمية ودولية، مبينة أن الأكراد يتراجعون بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة في المقال الذي كتبه ياروسلاف تروفيموف، إنه “مع اندحار تنظيم داعش من العراق وسوريا، فإن الغرب لم يعد بحاجة إلى مساعدة من الأكراد، وإن الأكراد يواجهون الآن كارثة تاريخية مرة أخرى، وإن سبب هذا يعود في جزء منه إلى أخطاء قادتهم”.
وأضاف الكاتب، أن “الإنجازات الكردية في تركيا والعراق تراجعت في السنوات الأخيرة، وكذلك في سوريا، حيث تواجه المكاسب الكردية مخاطر جديدة، اذ تعمل الدول القومية في المنطقة معا على إجهاض إمكانية إقامة وطن كردستاني مستقل في الشرق الأوسط”.
وقال، إن “القومية الكردية البالغ عددها نحو 30 مليون نسمة تعتبر الأكبر بين المجموعات العرقية في العالم، وتعيش متفرقة بين الدول دون دولة خاصة بها تجمعها، لكن كثيرا منهم يعتقدون أن التاريخ بدأ ينصفهم بعد عقود من تعرضهم للمجازر والاضطهاد والحرب”.
النهایة