خاص شفقنا-“ايام بشار الاسد اصبحت معدودة”، هذه العبارة طالما كررها الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، الا ان اوباما رحل وبقي الرئيس السوري بشار الاسد الذي يفرض جيشه اليوم الى جانب القوات الحليفة، سيطرته على اغلب اراضي سوريا بعد تطهيرها من “داعش” و”النصرة” والجماعات الارهابية والتكفيرية التي صنعتها مولتها وسلحتها امريكا.
امريكا الى جانب التحالف الدولي ضد سوريا المعروف ب”اصدقاء سوريا”، لم يدخروا وسيلة مهما كانت قذرة الا واستخدموها ضد سوريا، فانفقوا اكثر من 130 مليار دولار على مدى 7 سنين، لاضعاف الجيش السوري وتجزئة سوريا، فكانوا يدفعون عشرات الالاف من الدولارات لكل ضابط او عسكري ينشق عن الجيش السوري، ولكل دبلوماسي ينشق عن الحكومة السورية، وجندوا اكثر العصابات التكفيرية وحشية لتنفيذ مخططهم ضد سوريا الى الحد الذي احتضنوا فيه القاعدة (جبهة النصرة) بعد ان اخرجوها من قائمة الارهاب وغيروا اسمها الى هيئة تحرير الشام.
امريكا، وفي اطار حربها النفسية والاقتصادية ضد الحكومة السورية، اغلقت امام العالم كل الطرق المؤدية الى سوريا، فكانت تهدد بالويل والثبور وعظائم الامور ضد كل بلد يُبقي على علاقته مع الحكومة السورية او يبعث بوفود سياسية الى دمشق، لذلك قامت الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا، كما قامت معظم الدول العربية بقطع علاقاتها مع سوريا وسحب سفرائها من دمشق، في انتظار ان تتحقق وعود امريكا باسقاط الرئيس السوري خلال اسابيع او ايام.
اليوم، كشفت وسائل اعلام لبنانية وبريطانية عن زيارة قام بها مسؤول امني أمريكي كبير الى دمشق والتقى مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري في دمشق على المملوك، في أرفع زيارة إلى سوريا يقوم بها مسؤول أمريكي منذ بدء الحرب على سوريا.
وكالة “رويترز” البريطانية نقلت عن مسؤول وصفته بالبارز والمقرب من دمشق قوله يوم امس الجمعة، إن المسؤول الأمريكي ناقش قضايا أمنية تشمل أمريكيين مفقودين في سوريا من بينهم عناصر من المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، من دون ان يذكر اسم المسؤول الأمريكي الذي التقى مع اللواء علي مملوك رئيس جهاز الأمن الوطني السوري.
صحيفة “الاخبار” اللبنانية كشفت أن المسؤول الأمريكي الذي زار دمشق ممثلا لأحد أبرز الأجهزة الأمنية الأمريكية يتولى “منصبا رفيعا جدا”، مضيفة أنه رتّب لزيارته غير المعلنة عبر اتصالات مع “أصدقاء مشتركين في سوريا.
وشرحت الصحيفة أن المسؤول الأمريكي وصل بيروت في مطلع الأسبوع، ثم توجه برا إلى دمشق بمرافقة أمنية لبنانية الثلاثاء المنصرم، ثم عاد إلى العاصمة اللبنانية بعد اجتماع استغرق ساعات عدة مع “مسؤول أمني سوري رفيع”.
واضافت صحيفة “الاخبار” أن الموفد الامني الذي عرف باسم «ديفيد» أبلغ المسؤول الامني السوري الذي قابله أن الوجود العسكري الاميركي على الاراضي السورية له طابع استشاري، وأن عمل القوات الأميركية محصور بمحاربة تنظيم «داعش»، وأكد أن الولايات المتحدة وجيشها ليسا في وارد الاصطدام عسكرياً بأي جهة أخرى في سوريا. كذلك كان لافتاً تأكيده أن حكومته لا تنوي الإبقاء على أيّ قاعدة عسكرية أو وجود عسكري في سوريا بعد التخلص من «داعش»”
هذه الاستدارة في الموقف الامريكي لم تأت انطلاقا من حرص امريكا على الحفاظ على وحدة سوريا وتجنيب شعبها الكوارث، بل جاءت بعد ان افشل محور المقاومة المخطط الامريكي، والحاق الهزيمة بادوات امريكا، فالاستدارة الامريكية جاءت بالتزامن مع اعلان الحكومة السورية النصر على “داعش” في مدينة دير الزور بشرق البلاد، في ضربة كبيرة للتكفيريين مع تداعي آخر معاقلهم في سوريا.
الجيش السوري وبالتعاون مع القوات الحليفة ، يتقدم الان صوب آخر مدينة كبيرة تسيطر “داعش”في سوريا وهي البوكمال الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات.
الملفت ان الاعلان عن زيارة المسؤول الامني الامريكي الكبير الى سوريا جاء بعد ايام قليلة من تصريحات وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون التي كرر فيها العبارة الامريكية القديمة حول عدم وجود دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، الامر الذي يؤكد ان هذه التصريحات جاءت لارضاء اطراف اقليمية انفقت وبتحريض امريكي ، اكثر من 140 مليار دولار في سوريا من اجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، ولا علاقة لهذه التصريحات بما يجري على الارض اطلاقا، فامريكا، وكما اثبتت التجربة التاريخية، لا تحترم الا الاقوياء.
النهایة