خاص شفقنا-اكد رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق انه على صلة مستمرة مع ديوان الوقف السني والمسيحي والايزيدي والصائبي، مشيرا الى انه حرص خلال زيارته الى لبنان على التواصل مع الأئمة والزعماء الروحيين للطوائف الاسلامية وغير الاسلامية، مشيدا بمؤسسات المجتمع المدني في مجال الخدمات.
وأكد السيد علاء الدين الموسوي ان قوة وتماسك الطائفة الشيعية في لبنان هي التي دعتهم للتعايش مع الآخرين على اسس ومبادئ وفكر اهل البيت “ع”، وهي مرتبطة بالمرجعية في النجف الاشرف بشكل قوي، ورحب بأي تنسيق بين ديوان الوقف الشيعي في العراق وبين الوقف الشيعي في لبنان، مبديا استعداده لمساعدة اللبنانيين الذين يملكون اوقافا في العراق وفقدوها للعمل على استرجاعها.
المراجع الروحية في لبنان تؤكد على العيش المشترك
وفي مقابلة أجرتها معه “وكالة شفقنا” قبل مغادرته بيروت الى النجف اعتبر السيد الموسوي ان الهدف من زيارته الى لبنان هو التواصل مع العلماء الاجلة وبالاخص المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئيسه الشيخ عبد الامير قبلان وبقيه الاخوة في المناطق المختلفة من وكلاء المرجعية ومعتمدوها وللاطلاع على الاوضاع العامة واوضاع الشيعة في لبنان وعلى اماكنهم وحوزاتهم العلمية ومشاريعهم.
وقال الموسوي:”اشعر بارتياح كبير لما رأيت ولما سمعت واطلعت عليه عن قرب للمشاريع في بيروت والجنوب وبعلبك، لافتا الى انها مشاريع تدعو للفخر والاعتزاز، مشيرا الى ان الجهود المبذولة فيها جهود كبيرة فالذين يتصدون للشأن الديني في لبنان يعملون ليل نهار بجد واخلاص في خدمة هذه الطائفة بشكل كبير “.
واضاف وجدت من خلال لقاءاتي تلك الروح العالية المتوفرة في الخدمات لحفظ وضع الطائفة الشيعية، اضف الى ذلك، الكرم والسخاء وحسن الضيافة والاستقبال، والحرص الشديد على خدمة الناس والفقراء من خلال المؤسسات الخيرية الكثيرة هنا والمؤسسات العاملة في خدمة الناس من مرضى وايتام، وهذا يدل على روح الشعور بمسؤولية عالية، اضافة الى المؤسسات الاهلية التي ترعى هذه الفئة كثيرة جدا، كمؤسسات المجتمع المدني وهي مؤسسات ناضجة في لبنان ولها تاريخ بعيد وطويل ولها خبرة ايضا في هذا المجال.
واشار السيد الموسوي الى انه حرص خلال زيارته الى لبنان على التواصل مع الأئمة والزعماء الروحيين للطوائف الاسلامية وغير الاسلامية لافتا الى ان التعايش بين هذه الطوائف في كل البلاد سواء في لبنان او غيره هو ضرورة للعمل المشترك خصوصا بين علماء الطوائف الروحيين و تثبيت هذا التعايش على اسس العدالة والتفاهم والحوار”.
الديوان يمكن ان يساعد في استرجاع اراضي الوقف للبنانيين في العراق
ورحب السيد الموسوي بأي تنسيق بين ديوان الوقف الشيعي في العراق وبين الوقف الشيعي في لبنان مشيرا الى ان الزيارة السابقة لم تكن رسمية أما الان وقد تمت هذه الزيارة وتم الانفتاح بين الطرفين يمكن للتنسيق ان يبدأ بشكل واسع في كل المجالات التي نحتاجها.
ولفت السيد الموسوي الى انه وعلى مرّ التاريخ، اسس شيعة العالم اوقافا لهم في العراق، باعتبار وجود العتبات المقدسة فيه وحاجتهم للزيارة، فأسسوا تلك الاوقاف لتكون اماكن استقرار لهم في النجف وكربلاء وغيرها وهذه الاوقاف هي عبارة عن حسينيات، بيوت صغيرة، فنادق، وبعضها مدارس دينية في الحوزة العلمية تخدم اهل بلد معين، ومنهم اللبنانيون الذين اسسوا اوقافا لهم في داخل تلك المدن، الا انه وبسبب الظرف السابق الذي مر به العراق وتسلط الحكم البعثي على البلد لمدة اربعين سنة تقريبا، تم التلاعب بهذه الاوقاف كثيرا باعتبار الوضع الامني السيء جدا في تلك الايام وملاحقة العلماء والطلبة، فهاجر هؤلاء الى بلادهم مجبرين وتركوا تلك الاوقاف بلا راعي، فتسلطت الحكومة او بعض الناس على تلك الاوقاف وسلبوها وتصرفوا فيها.
وأبدى السيد الموسوي استعداده لمساعدة اللبنانيين الذين يملكون اوقافا في العراق والعمل على استرجاعها ويحبّذ ان تكون المراجعة عبر مكتب السيد السيستاني في لبنان او المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وقال: “كل من عنده وقف في العتبات المقدسة او في اي بلد من بلاد العراق اذا كان يملك اي ورقة او آلية يمكن ان تدل على وقفية هذا المكان يمكن لديوان الوقف الشيعي ان يساعد في استرجاع هذا المكان ويعينهم على استرجاع اوقافهم وجعلها في ايدي اصحابها، وارجاعها الى نصابها الطبيعي وذلك عبر التنسيق مع مكتب السيد السيستاني في لبنان والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان.
وضع الشيعة في لبنان متماسك ومرتبط بالمرجعية
ورأى السيد علاء الدين الموسوي ان وضع الشيعة في لبنان متماسك ومستقر ومرتبط بالمرجعية في النجف الاشرف بشكل قوي، وهذا يعتبر صمام امان لجميع الناس، مؤكدا ان قوة الطائفة الشيعية في لبنان هي التي دعتهم للتعايش مع الآخرين على اسس ومبادئ وفكر اهل البيت “ع” التي تدعو دائما للتعايش والاستقرار واحترام الاخرين.
واضاف “كلما كانت الطائفة في لبنان قوية ومتماسكة وجدنا التنسيق بينها وبين الطوائف الاخرى في احسن حالاته، ففي العقود الماضية كانت الاوضاع غير مرضية وكانت دائما على حافة الانفجار على اصعدة مختلفة، لكننا اليوم نراها مستقرة بجهود العلماء وتراكم التجربة ونستطيع ان نقول انه وضع جيد جدا”.
ديوان الوقف الشيعي مسؤول عن ادارة العتبات المقدسة في العراق
وحول عمل ديوان الوقف الشيعي في العراق لفت السيد الموسوي الى ان الديوان مسؤول عن ادارة العتبات المقدسة في العراق والمزارات الشريفة، من مزارات ابناء الائمة عليهم السلام واصحابهم والتي تبلغ اكثر من مئة وخمسين، كما ان الديوان مسؤول عن ادارة بقية الاوقاف، من اوقاف الشيعة في العراق سواء كانت مساجد او حسينيات او عقارات، هذه هي دائرة مسؤولية الديوان.
اما عن علاقة الديوان بالمرجعية، فأكد سماحته ان قانون ديوان الوقف الشيعي نص على ان رئيس الديوان لا يصدر امر بتنصيبه الا بمواقفة وتزكية المرجع الاعلى في النجف الاشرف كما ان امناء العتبات ايضا لا يتم تنصيبهم من قبل رئيس الديوان الا بموافقة المرجع الاعلى وايضا امور اخرى تربط كل حركة الديوان بالمرجعية العليا خصوصا الحركة الشيعية، وقد ذكر ان الاحكام الشرعية اذا عارضتها قوانين الدولة العراقية فلا بد من تغليب الحكم الشرعي وفتوى المرجع الاعلى.
ديوان الوقف الشيعي على علاقة طيبة بباقي الدواوين
وحول علاقة ديوان الوقف الشيعي بباقي الطوائف، اكد السيد الموسوي انه على صلة مستمرة مع ديوان الوقف السني وايضا على صلة طيبة جدا بديوان الوقف المسيحي والايزيدي والصابئي، لافتا الى ان الدواوين الاخرى في العراق تمثل الطوائف المختلفة ويجب ان نتواصل في هذا الاطار للتنسيق في العمل المشترك الوطني في داخل العراق الوطن الواحد، مشيرا الى ان هناك مشاريع مشتركة بين هذه الدواوين بشكل مستمر حتى في بعض المؤتمرات التي يحضرها العراق ويشارك بها خارج البلد نشترك بها مع الدواوين بشكل منسق نخرج جميعا ونرجع جميعا ونتكلم بتنسيق كامل.
حسين شمص