شفقنا العراق-هناك سؤال يطرح: ما هو الرد على مقولة “الإسلام قضية ناجحة ولكن محاميها فاشل”؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: يقول محمد الغزالي (الاسلام قضية ناجحة، لكن محاميها فاشل)، فما هو الرد على هذه العبارة؟
الجواب: هذه العبارة الواسعة الانتشار لمحمد الغزالي يرد عليها أمور:
أولاً: أنه يريد بالقضية هنا المعنى القانوني أو القضائي المساوق للدعوى بسبب قرينة وصفها بالناجحة والتطرق لذكر المحامي… ولكن يرد على هذا المراد أن الإسلام ليس مجرد دعوى قضائية كسائر الدعاوى، بل هو عقيدة وشريعة إلهية وحضارة أمة ونظام سياسي واجتماعي كامل… وبالتالي فإن اختزال كل هذه المفاهيم التي يحملها الإسلام وجعله مجرد دعوى قضائية ما هو إلا تسطيح وتبسيط لحقيقة الإسلام.
ثانياً: ويرد على هذه المقولة أيضا: أن الدعوى القضائية لا تُرفع ضد مجهول، فمن هو المدعي ومن هو المدعى عليه وما هو مضمون الدعوى؟ فكل هذه الأسئلة يتركها صاحب المقولة عائمة من دون توضيح.
ثالثاً: وأما كون محامي هذه القضية فاشل ففيه أكثر من محذور، إذ مما لا شك فيه أن خير من يصدق عليه مفهوم (المحامي) في هذه المقاربة هو من ينهض بأعباء الدفاع عن الإسلام… فهل يرى محمد الغزالي أن جميع المدافعين عن الإسلام فاشلون؟ مع أن أولهم هو النبي صلى الله عليه وآله وسيكون آخرهم الإمام المهدي عليه السلام. فمن التعسف إذاً اطلاق العبارة من دون تقييدها بما يخرج النبي وأهل بيته والصالحين من العلماء، وكان الأجدر بصاحب المقولة أن يلتفت إلى من يعنيه بالمحامي الفاشل، نعم ثمة من يصدق عليه هذا الوصف كخلفاء الجور وعلماء السوء.. ولكن عدم جعل قرينة على هذا المراد هو خلل كبير وخروج عن الانصاف بل خطأ فادح.
رابعاً: وأما إن كان يعني بالمحامي الفاشل الأمة الإسلامية عامة بسبب ما يشاهد من مظاهر التخلف والظلم والجهل ونحو ذلك… فهذه لا يصدق بالنسبة إلى جميع الحقب التاريخية، فإن بعض الأزمنة وخاصة في صدر الرسالة وعصر الأئمة الطاهرين عليهم السلام كانت الأمة الإسلامية خير من حمل مشعل الإسلام ونشرت تعاليمه وثبتت اركانه، بل لو أخذنا الإسلام باعتباره حضارة فقط لكذبت المقولة أيضا، ففي بعض العصور بلغت الحضارة الإسلامية أقصى أوجها وازدهارها وتوسعت شرقا وغربا وفتحت الممالك وأحيت العلوم وابتكرت الفنون… فهل كان الغزالي ملتفتا إلى كل ذلك حينما أطلق هذه المقولة أم لا؟
ولذلك فمقولة الغزالي مردودة وغير مقبولة لما قدمناه من الإيرادات..
النهاية