شفقنا العراق-وسط الضغوطات العراقية والإيرانية-التركية المتتالية على مسعود بارزاني، يظهر رئيس الإقليم، المنتهية ولايته، الليونة والإنحناء، يوما بعد يوم، منذ الانتهاء من استفتاء كردستان وتوالي القرارات الداخلية والإقليمية ضد “أربيل”.
فبعد موافقته على مراقبة المطارات في الإقليم من قبل الحكومة الاتحادية، أعلن مكتب علاوي، أن بارزاني، رحب بمبادرته بشأن دعوته للحوار، وأكد أن الاستفتاء “لا يعني قيام الدولة مباشرة” وأبدى استعداده “للتريث” لعامين والتواصل عبر الحوار.
كما أرسل ارسل وزير النقل في إقليم كردستان، مولود مراد، كتابا الى وزارة النقل، يؤكد الموافقة على الشروط الخاصة بعمل المطارات.
وقال مكتب علاوي، إنه “تلقى رسالة تأييد من رئيس منطقة كردستان العراق حول مبادرته التي طرحها”، موضحا أنه “أكد فيها انفتاحه على المبادرة واستعداده للتعاون من أجل تنفيذها”.
واضاف بارزاني، أن “البعض يتربص لاقتناص الفرصة ويُجهز على كل ما تبقى من إمكانات كفيلة بتحقيق تطلعات العراقيين الى الدولة المدنية الديمقراطية، المبنية على قاعدة المواطنة الحرة والمؤسسات الضامنة للحريات والعدالة الاجتماعية”.
وبين “لقد أكدنا قبل الاستفتاء، وفِي اليوم التالي لإنجازه، بان الاستفتاء لايعني قيام الدولة مباشرة”، وتابع “بل نحن مستعدون للتريث حتى عامين نتواصل فيها عبر حوارٍ بناءٍ ممتد لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تجعل منا معاً شريكين في بناء المستقبل لشعبينا، دون ان نفرض الامر الواقع على أى منطقه”.
واستمرارا لدعم قرارات بغداد ضد أربيل، أعلنت الجامعة العربية، دعمها لإجراءات الحكومة العراقية، تجاه اقليم كردستان بعد اجراءه استفتاء الانفصال في 25 من أيلول الجاري.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة ان “الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أجرى، اتصالا هاتفيا الخميس مع وزير الخارجية العراقية ابراهيم الجعفري”.
وأضاف عفيفي ان “الاتصال تناول تطورات الوضع في العراق في اعقاب الاستفتاء، حيث حرص الأمين العام علي التعرف على وجهة نظر الحكومة العراقية تجاه تداعيات الاستفتاء وما يمكن للجامعة العربية أن تقوم به بهدف الحفاظ على وحدة العراق وتنفيذ القرار الصادر مؤخراً عن المجلس الوزاري للجامعة في هذا الشأن”.
أردوغان: يجب منع حكومة إقليم كردستان من ارتكاب “أخطاء أكبر”
على صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الخميس، إن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق غير مشروع وإن روسيا وتركيا اتفقتا على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسوريا.
وذكر إردوغان في بيان مقتضب عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انقرة إنه يجب منع حكومة إقليم كردستان من ارتكاب “أخطاء أكبر”.
وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين ان “استفتاء كردستان كان خطأ كبيراً”، مشيرا الى ان “هناك اتفاق روسي تركي على الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية”.
وبين “منطقتنا باتت أكثر هشاشة والاستفتاء الكردي لا يحمل أي شرعية وفق الدستور العراقي” مؤكداً “لا يحق لأحد الزج بمنطقتنا في النار وتصعيد التوتر من أجل مصالح شخصية قصيرة المدى”.
وتوجه الكرد، الاثنين (25 أيلول 2017)، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء على انفصال كردستان كدولة مستقلة عن العراق، بالرغم من رفض بغداد والدول الإقليمية والمجتمع الدولي، فضلا عن أطراف كردية تحسبت للمخاطر المترتبة جراء هذه الخطوة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي تعهد، أمس الأربعاء، بفرض “حكم العراق” في كل مناطق كردستان عبر ما سماها قوة الدستور، مؤكدا أن حكومته ستدافع عن المواطنين الكرد داخل منطقة كردستان وخارجها.
النهاية