خاص شفقنا-اعترف قائد جيش ميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ، بمسؤوليته ومسؤولية جنوده في الابادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا في ميانمار، بعد تصريحاته الاخيرة التي رفض خلالها ان يكونوا الروهينغا مجموعة اثنية في ميانمار، محملا من اسماهم بـ”المتطرفين” الروهينغا مسؤولية الابادة الجماعية التي يتعرضون لها.
وحث الجنرال أونغ هلاينغ حسب تقرير مفصل لبي بي سي على صفحته على فيسبوك يوم الأحد الماضي، الشعب ووسائل الإعلام في ميانمار على الاتحاد والتضامن بشأن قضية الروهينجا، متهما “المتطرفين” بالسعي للسيطرة على ولاية راخين ذات الغالبية المسلمة.
وفي تصريح في غاية الخطورة والوضوح، ويكشف عن نزعة شديدة العنصرية، يقول أونغ هلاينغ: “يطالبون بالاعتراف بهم كروهينغا، الجماعة التي لم تكن يوما مجموعة إثنية في بلادنا… قضية البنغاليين قضية وطنية ونحتاج إلى الوحدة لجلاء الحقيقة حولها”.
هذا التصريح يؤكد، كما تؤكد الابادة الجماعية والمجازر الوحشية التي يرتكبها الجيش والمتطرفون البوذيون في ميانمار بحق اقلية الروهينغا المسلمة، على وجود ارادة سياسية لاستئصال المسلمين من ميانمار وتحويل البلاد الى كيان عنصري قائم على عنصر العرق والدم والمذهب، كما هو الحال في الكيان الصهيوني ومن قبل في المانيا النازية وجنوب افريقيا.
الجنرال اونغ هلاينغ يؤيد وبشكل واضح الابادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون، فقط لكونهم مسلمين ليس الا، محرضا الجيش والشعب والحكومة ضدهم، لانهم وفقا لاعتقاده بنغاليون ولا يحق لهم البقاء في ميانمار، ولابد من طردهم، وفي حال رفضوا يتعرضون للابادة.
وفي محاولة مفضوحة من قائد الجيش في ميانمار للتستر على وحشية جنوده، برر اونغ هذه الوحشية عبر تحميل بعض من يزعم انهم “متطرفون” من الروهينغا تعرضوا لبعض مراكز الشرطة، وهو تبرير مخز ووقح ، ترى اذا كان الامر كذلك، فما ذنب الاف الاطفال والنساء من الروهينغا الذين احرقوا احياء وتم التمثيل بجثثهم؟ فما ذنب نحو نصف مليون من الروهينغا، وهو نصف عددهم الكلي في ميانمار، ان يُطردوا من بيوتهم بعد حرقها ، دون ان يجدوا لهم مأوى؟
في الوقت الذي تتسابق دول العالم الى اقامة انظمة سياسية واجتماعية لا تقوم على العرق ولا على المذهب، بل على اساس المواطنة، نرى قائد جيش ميانمار يفتخر بتطبيق النظام النازي والصهيوني في ميانمار، عبر تطهيرها من المسلمين وجعلها بوذية خالصة.
حجم الجرائم التي يتعرض لها مسلموالروهينغا، كشف زيف الشعارات التي اطلقتها زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي خلال العقود الماضية عن العدالة والاخوة والتسامح وحقوق الاقليات ومقارعة الاستبداد، والتي بسببها حصلت على جائزة نوبل للسلام، بينما اليوم وبسبب تواطوئها مع الجيش ضد الرهينغا، اخذت اونغ تتهرب من الظهور في المحافل الدولية خوفا من الادانة والاحتجاجات، فبعد ان اكتشف العالم حجم مأساة الروهينغا في ميانمار، الغت اونغ سان سو تشي زيارتها لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها منذ أيام في نيويورك، وقبلها الغت زيارتها إلى أندونيسيا في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي خشية مواجهة احتجاجات.
ان العالم اليوم ليس كعالم الامس عندما اقدمت القوى الاستعمارية الكبرى في زرع كيان عنصري في قلب العالم الاسلامي، هو الكيان الصهيوني، في غفلة من الشعوب العربية والاسلامية، فعالم اليوم تحول الى قرية صغيرة لا يمكن ان يتحمل ان تقع مأساة اخرى بحجم مأساة الشعب الفلسطيني في ميانمار هذه المرة، فقائد جيش ميانمار سيُزج عاجلا ام اجلا في السجن بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية، كما زُج من قبل المجرمين الذين ارتكبوا ذات الجرائم في البوسنة الهرسك، وان غدا لناظره قريب.
النهایة