خاص شفقنا-في السابق كانت الدول العربية التي تقيم علاقات سرية مع “اسرائيل”، تنفي كل خبر او تصريح او تقرير مصدره “اسرائيل” عن وجود مثل هذه العلاقات، بل ان الاخيرة كانت تفضل بشكل عام عدم احراج حكومات هذه الدول امام شعوبها والراي العام العربي عبر التعتيم على هذه العلاقات وعدم اظهارها للعلن، ولكن رغم ذلك كانت “اسرائيل” تسرب بين وقت واخر المعلومات عن وجود هذه العلاقات لتحقيق بعض الاهداف السياسية.
منذ فترة ليست بالقصيرة باتت “اسرائيل” تتحدث وبشكل مكثف ومن اعلى المستويات عن علاقات “حميمة” تربطها ببعض الدول العربية، وعن زيارات ولقاءات واجتماعات عقدها مسؤولون “اسرائيليون” مع مسؤولين عرب، دون ان يتم نفي اوتكذيب هذه الاخبار من قبل الحكومات العربية في تاييد ضمني لهذه الاخبار والمعلومات.
الملفت ان الحكومات العربية التي كانت تتحرج بالامس من اي خبر يكشف عن علاقاتها مع “اسرائيل”، لم تعد تتحرج اليوم من هذه الاخبار فحسب بل، تحاول جاهدة للكشف عن هذه العلاقة عبر ارسال ممثليها للقاء “الاسرائيليين” في اجتماعات ومؤتمرات دولية وامام الملأ والكاميرات.
الملفت ايضا ان ممثلي هذه الحكومات العربية لم يكتفوا بلقاء نظرائهم “الاسرائيليين” فحسب، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك كثيرا عندما تحدثوا وبشكل علني، عن ضرورة اقامة علاقات استراتيجية بين حكوماتهم و”اسرائيل” لمواجهة “الخطر” الايراني!
من الحكومات العربية التي تسابق الزمن من اجل اظهار علاقاتها السرية مع “اسرائيل” للعلن، هي الحكومة البحرينية، التي تعتمد سياسة كارثية مبنية على اعتقاد خاطىء يقول ان الوقوع في احضان “اسرائيل” يعصمها من الحراك الشعبي الواسع الرافض لها.
السلطات البحرينية التي فقدت شرعيتها في الداخل تسعى من خلال اظهار علاقاتها مع “اسرائيل” للعلن، الحصول على “شرعية دولية”، لاعتقادها بتاثير “اسرائيل” واللوبيات الصهيونية، على الحكومات الغربية وخاصة امريكا.
ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، توج الأسبوع الماضي، الجهود التي تبذلها حكومته في تطبيع العاقات مع “اسرائيل”، بتصريحات واضحة وشفافة، اكد فيها رفضه المقاطعة العربية لـ“إسرائيل”، داعيا مواطني بلاده الى زيارة “إسرائيل”.
هذه التصريحات قالها ملك البحرين، وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست، خلال زيارة قام بها مدير مركز “شمعون فيزنتال” في لوس أنجلوس الحاخام أبراهام كوبر وشريكه في المركز مارفين هير إلى العاصمة البحرينية المنامة هذا العام، حيث وقّع ابن الملك البحريني خلال “حفل تبرع” على إعلان يدين “أعمال العنف والكراهية الدينية!
ووفقاً لبيان “مركز شمعون فيزنتال” فإن الملك نفسه من بادر ورعى هذا التصريح، بينما ابنه مثّله في حفل التوقيع عليه برئاسة بعثة من أربعة مسؤولين كبار من البحرين وبحسب المركز، حضر الحفل أيضا ممثلون كبار من دول أخرى في الشرق الأوسط..
موقع وزارة الخارجية “الإسرائيلية” باللغة العربية نشر تغريدة في تويتر أكد فيها تنديد ملك البحرين بالمقاطعة العربية ضد “إسرائيل”، وأنه أعطى لسكان البحرين الحرية في زيارة “إسرائيل”.
التجارب التاريخية لشعوب العالم ، تؤكد ان الحكومات باقية ما دامت الشعوب معها، ولن تقدر اي قوة في العالم مهما تكبرت وتجبرت ان تنال من هذه الحكومات، وان الحكومات زائلة لا محالة اذا فقدت شعبيتها، ولن يكون بمقدور اي قوة في العالم، حتى لو كانت امريكا وربيبتها “اسرائيل”، ان تعصمها من الزوال، وخير مثال على ذلك حكومات الشاه في ايران وحسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس وو..، التي تهاوت وسقطت رغم دعم امريكا و“اسرائيل” لها، لانها ببساطة فقدت شعبيتها.
النهایة