خاص شفقنا- في حزيران عام 2014 اعلنت “داعش” ازالة الحدود بين العراق وسوريا، عندما دخل “الدواعش” العراق عبر الصحراء السورية، واعلنوا حينها قيام كيانهم المسخ، في اطار المؤامرة التي كانت تستهدف البلدين وبلدان المنطقة بشكل عام.
منذ ذلك التاريخ استباح “الدواعش” الحدود الدولية بين العراق وسوريا، فقد كانوا يتنقلون دون اي صعوبة بين البلدين، ناشرين الفوضى والدمار فيهما، حتى بات شبح التقسيم يُؤرق العرقيين والسوريين على حد سواء.
آخر القضايا التي اعادت موضوع الحدود بين العراق وسوريا، والذي تحول الى مادة دسمة لدى الجيوش الالكترونية التي تمولها الدول والجهات التي تضمر الشر للعراقيين والسوريين وحتى اللبنانين وكل محور المقاومة، من اجل الاساءة الى هذا المحور الذي افشل المخطط الامريكي الصهيوني ضد العراق وسوريا ول بلدان المنطقة، كانت قضية نقل “الدواعش” المهزومين من الحدود السورية اللبنانية الى الحدود السورية العراقية، حيث شنت هذه الجيوش الالكترونية وبعض الذين وقعوا في الفخ الامريكي هجمة شرسة على حزب الله الذي اشرف على عملية طرد “الدواعش” من االحدود السورية اللبنانية، لا من اجل سواد عيون العراقيين، بل من اجل ضربة وحدة وتلاحم محور المقاومة.
اليوم يحاصر محور المقاومة “الدواعش” على الحدود بين العراق وسوريا بفضل تضحيات الجيشين العراقي والسوري ومقاتلي حزب الله والحشد الشعبي، فالحدود التي حاول الجيش الالكتروني التابع للمحور الامريكي تحويلها الى ازمة تعصف بمحور المقاومة، تحولت بفضل وعي وادراك محور المقاومة الى ساحة لاظهار وحدة محور المقاومة ضد العدو الواحد الذي يتهدده، فقد بدات القوات السورية والعراقية وقوات الحشد الشعبي وحزب الله بدعم من ايران وروسيا، بتضييق الخناق على “الدواعش” على جانبي الحدود، بهدف تطهيرها من رجس الدواعش والى الابد.
ميدانيا أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية يوم امس السبت استعادة ناحية العكاشات في إطار عمليات عسكرية تمهيدية بدأتها لاستعادة مناطق يسيطر عليها “الدواعش” في غرب محافظة الأنبار قرب الحدود مع سوريا.
وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان إن “قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والفوج التكتيكي لشرطة الانبار تحرر ناحية عكاشات بالكامل وتفتح طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي”، لافتة إلى أن “عمليات التطهير مستمرة”.
وتضم المنطقة مخازن ومعسكرات للتدريب وورش لصنع العبوات الناسفة ومركز للقيادة والتحكم وخنادق لعناصر “داعش”.
والقت طائرات القوة الجوية عشية انطلاق العملية آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنة وراوة والقائم غرب الانبار تتضمن توجيهات للأهالي وتبلغهم بالعملية الوشيكة ، وتضمنت المنشورات تحذيرا لـ”الدواعش” وطالبتهم ب”تسليم انفسهم والخضوع لمحاكمة عادلة او الموت بنيران القوات المسلحة”
المعروف ان منطقة عكاشات تعتبر من المناطق المهمة ل”داعش” حيث كانت تستخدمها منطلقا لهجمات باتجاه مدينة الرطبة وباتجاه القطع العسكرية المحيطة بالرطبة على الخط الدولي السريع، لذلك سيساهم تحريرها بالحد من تلك الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية بالرطبة.
اما على الجانب الاخر من الحدود فقد بدأت القوات الموالية للجيش السوري يوم امس السبت عملية عسكرية لتحرير مناطق محاذية للحدود العراقية شرق سوريا من “الدواعش”، تاتي استكمالا لعمليات عسكرية سابقة أدَّت إلى تحريرِ منطقةِ شرقِ الضمير، في ريف دمشق الشرقي حتى الحدود الأردنية، وأيضاً تحريرِ مثلثِ البصيري حتى الحدود العراقية، وتحرير محور السُخنة حتى دير الزور.
وجاء في جانب من بيان القوات المتحالفة مع الجيش السوري، انه بفضل جهود وجهاد الجيشِ السوري وحزب الله والحيدريون والفاطميون والزينبيون والقوات الشعبية السورية، وبمساندة روسيا وايران بدأت عمليات الفجر3 بتحرير منطقة شمال شارة الوعر، ومنطقة وادي الرطيمة والغزلانية، بمحاذاة الحدود السورية-العراقية حتى المحطة الثانية وصولا الى منطقة البوكمال الحدودية وتطهير هذه المنطقة الواسعة والاستراتيجية من عناصر “داعش”.
يبدو ان الموت هو الخيار الوحيد المتبقي امام “الدواعش” المتواجدين على جانبي الحدود بين العراق وسوريا، بعد ان حوصروا بين سندان الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، وبين مطرقة الجيش العراقي والحشد الشعبي، وان تلك المناطق، ستكون مقبرة لـ”الدواعش” بعد ان كانوا يمنون النفس في اقامة كيانهم المسخ عليها.
النهایة