خاص شفقنا-يبدو ان الجهات التي ساعدت “الدواعش” في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وخاصة في الموصل، لم تفقد الامل بعد ان تم طرد “الدواعش” منها، فهي تطفو بين الحين والاخر على سطح الاحداث، عبر سلوكيات باتت مكشوفة لاثارة الفتن الطائفية في هذه المناطق في خدمة لاجندات خارجية.
يبدو ايضا ان كل الويلات التي نزلت على اهالي تلك المناطق وخاصة اهالي الموصل على يد “الدواعش”، لم تكن كافية لتلك الجهات الحاقدة والطائفية ، لتكف عن ممارساتها التي حالت ومازالت تحول دون ان يعيش هؤلاء الاهالي حياة هادئة وآمنة بعيدا عن النزاعات والصراعات العبثية.
لا يمكن وصف تلك الجهات التي تقف وراء كل مآسي اهالي الموصل والمناطق العراقية الذين نُكبوا ب”الدواعش”، الا بالصلفة والمستهترة ، فصلافتها تتجسد في تكرارها لمقولات كشف اهالي الموصل والمناطق الغربية للعراق زيفها اكثر من مرة ، واستهتارها يتجسد في فقدانها لاي شعور انساني في حدوده الدنيا ، للتعاطف مع اهالي هذه المناطق الذين لم يذوقوا طعم الراحة بسبب مؤامرات ومخططات هذه الجهات التي لا تنقطع ضد اهالي تلك المناطق.
صلف واستهتار هذه الجهات تتكثف هذه الايام في الحملة التي تقودها ضد اشرف وانبل واشجع شباب العراق وهم شباب الحشد الشعبي الذين قدموا الالاف من الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى والمعاقين من اجل تحرير المناطق الغربية والموصل من دنس “الدواعش” المجرمين ، الذين انتهكوا الحرمات واعتدوا على الاعراض ودمروا حضارة العراق وشوهوا صورة الاسلام وحولوا المناطق الغربية من العراق والموصل الى خرائب.
من الصعب جدا تصور ان هناك مواطنا عراقيا اصيلا يمكن ان يكافىء ابطال الحشد الشعبي الذين ضحوا بانفسهم من اجل انقاذه ، بالجحود والصاق الاتهامات ، فالانسان الذي يجود بنفسه من اجل الاخرين كيف يمكن ان يُتهم بالانانية وحب الذات ، فالجود بالنفس اقصى غاية الجود.
بعد ان تنفس اهالي الموصل الصعداء اثر تحريرهم من عصابات “داعش” ، بتضحيات الجيش العراقي والقوات الامنية وابطال الحشد الشعبي ، واستبشروا خيرا بالتحرير من اجل البدء باعمار ما هدمه “الدواعش” ، فاذا بالجهات التي سهلت ل”الدواعش” السيطرة على الموصل ، تستكثر على اهالي الموصل فرحة الانتصار والتحرير ، واخذت تنفث سمومها الطائفية من جديد ، عبر اتهام ابطال الحشد الشعبي بتهم لا اساس لها من الصحة على ارض الواقع ، وبعيدة كل البعد عن اخلاقيات وسلوكيات هؤلاء الابطال ، بهدف الاساءة الى الصورة التي يحملها اهالي الموصل والمناطق الغربية من العراق لابطال الحشد الشعبي الذين حرروهم من تكفيريي “داعش”.
منذ تحرير الموصل وحتى اليوم لا يمر يوم الا وتنفث ابواق الفتنة الطائفية سمومها عبر اشاعة اخبار عارية عن الصحة حول قيام قوات الحشد الشعبي بحملة “اعتقالات عشوائية” غربي مدينة الموصل على “خلفية طائفية” وبلغ عدد هؤلاء المعتقلين 37 شخصا!!.
ابواق اعلامية مقربة من “دواعش السياسة” ذكرت انه تم نقل موضوع هذه “الاعتقالات الطائفية” الى الامم المتحدة ، من قبل مسؤولين في محافظة نينوى ، دون ان تذكر سبب عدم نقل هذه القضية للحكومة الاتحادية في بغداد من اجل ان تتخذ الاجراءات الكفيلة بوقفها ، لو كان هناك صحة لهذه المزاعم؟.
ان محاولة اضفاء الطابع الطائفي على عمليات مطاردة “الدواعش” في الموصل ، هي محاولة للانقاذ “الدواعش” من قبضة العدالة العراقية ، بهدف استخدامهم مرة اخرى في اطار المخططات التي لا تنتهي من اجل اشعال الفتن في العراق بهدف تجزئته وتشتيت شعبه.
السلطات الاوروبية لا تسمح بدخول اللاجئين الى اراضيها الا بعد ان تخضعهم لعمليات تفتيش وتحقيق دقيقة وقاسية ، للحيلولة دون تسلل التكفيريين ، ولكن رغم ذلك تسلل منهم العديد الى اوروبا بين اللاجئين ، بينما تستكثر الجهات الطائفية في العراق على الجيش والقوات الامنية والحشد الشعبي التحقيق مع بعض المشبه بهم في الموصل ، التي كان بداخلها حتى قبل شهور فقط الالاف من “الدواعش” ، فهل يعقل ان هؤلاء الالاف قُتلوا جميعا او هربوا منها ؟، وهل اعتقال اي شخص في الموصل بعد تحريرها هو اعتقال “شخص مدني” وبالتالي هو عمل طائفي ومدان ؟ ، ان الدفاع الغبي لهذه الجهات الطائفية الحاقدة عن “الدواعش” يكشف عن ان مهمة تحرير الجيش والحشد الشعبي للموصل من “دواعش” السياسة ستكون اصعب بكثير من تحريرها من “دواعش” الذبح.
النهایة